وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
فكرة رائعة..بارك الله فيكِ أختي الكريمة..
وأهلا بكِ معنا في المنتدى..
استوقفني قولك:
بالرغم من أن الأولوية هي دعوة غير المسلمين ومن ثم أهل المعاصي والفجور من المسلمين
ثانياً : فيما يتعلق بمصطلح الدعوة ، فإنه موجه في الأصل لغير المسلمين ، فكل الحوارات الدعوية القرآنية موجه إما للدعوة إلى الإيمان بالله عزوجل ووحدانيته ، وإلى الإيمان بالرسل والكتب السماوية ، أو موجه للحوار مع أهل الكتاب 0 أما المسلمون والمؤمنون فهم قد تجاوزوا مرحلة الدعوة لمطلق الإيمان إلى المخاطبة بتفاصيل الشرائع العملية في حياتهم ، مع تجديد الإيمان بالعبادة والذكر والفكر ( وهذا يسمى تعليم وتزكية )
في الواقع اختلف العلماء في تحديد المعنى الاصطلاحي للدعوة..
ويمكن إجمال أهم هذه الاختلافات في تعريف الدعوة في النقاط الآتية:
1. الحث والنشر والتبليغ:
عرّف صاحب كتاب هداية المرشدين الدعوة بمعنى الحث والنشر والتبليغ, فقال بأنها:"حث الناس على الخير والهدى , والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليفوزوا بسعادة العاجل والآجل" (1)
2. دين الإسلام:
ذهب صاحب كتاب الدعوة الإسلامية أصولها ووسائلها, إلى إطلاق لفظ الدعوة بمعنى دين الإسلام, فقال: "الدعوة الإسلامية هي الدين الذي ارتضاه الله رب العالمين وأنزل تعاليمه وحياً على رسول الله صلى الله عليه وسلم, وحفظها في القرآن الكريم وبينها في السنة النبوية" (2)
3. علم الدعوة:
ذهب صاحب كتاب الدعوة الإسلامية إلى أن الدعوة بمعنى النشر والبلاغ أصبحت علماً, لذا عرفها على هذا النحو :" العلم الذي به تعرف كافة المحاولات الفنية المتعددة الرامية إلى تبليغ الناس الإسلام بما حوى من عقيدة وشريعة وأخلاق" (3)
4. تعريف الدعوة بما يشمل جانبيها النظري والعملي:
ذهب بعض العلماء إلى تعريف الدعوة من حيث جانبيها النظري والعملي, بأنها:
- "تبليغ الإسلام الناس وتعليمه إياهم وتطبيقه في واقع الحياة", وقد شمل هذا التعريف مراحل الدعوة الثلاث التبليغية والتكوينية والتنفيذية, وهي عناصر الدعوة التي تشمل تبليغ دعوة الله وبيانها للناس (المرحلة التبليغية), وتربية الناس وتعليمهم (المرحلة التكوينية), وتطبيق ذلك وتنفيذه في حياتهم (المرحلة التنفيذية) وذلك مستفاد من قوله تعالى: (هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين) (الجمعة 2).
-"الدعوة إلى الله هي الدعوة إلى الإيمان به وبما جاءت به رسله بتصديقهم فيما أخبروا به, وطاعتهم فيما أمروا"(4), وقد تضمن التعريف معنى الحث والتبليغ إلى جانب التطبيق العملي لما جاءت به الرسل عليهم السلام..
ويلاحظ مما سبق أن التعريفين الأخيرين أكثر شمولا من سابقاتها , ويمكننا تضمين المعاني المختلفة للدعوة في قولنا :
"هي الجهود المبذولة من الدعاة لتفعيل حركة الإسلام في حياة الناس وفق هدي النبوة".
وقد اشتمل هذا التعريف على المفهوم النظري القائم على الحث والنشر والتبليغ, أو التطبيقي المتمثل بإحياء معاني الإسلام التطبيقية في حياة الناس ..
المصدر: كتاب الدعوة إلى الله أصولها ووسائلها وأساليبها
تأليف الدكتور يحيى الدجني
الأستاذ المساعد بكلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية بغزة..
يتضح مما سبق أن الدعوة اشتملت على تبليغ الإسلام لغير المسلمين وأيضا تعليم المسلمين لتعاليم دينهم..
بل ويحتل المفهوم الثاني (وهو تعليم المسلمين) الجزء الأكبر من مراحل الدعوة (المرحلة التكوينية والمرحلة التنفيذية)..
---------------
(1) هداية المرشدين إلى طرق الوعظ والخطابة, علي محفوظ..
(2) الدعوة الإسلامية أصولها ووسائلها, أحمد أحمد غلوش..
(3) المرجع السابق..
(4) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية..
الروابط المفضلة