‏بسم الله الرحمن الرحيم

-------------------

الحمد لله الذي خلق الإنسان علمه البيان ،‏ وخلق له السمع والبصر والقوى والجوارح والبنان ،‏ وشرفه بمعرفته ‏،‏ وأهله لخدمته ،‏ وفضله على سائر الحيوان ،‏ واختصه بالنهي والأمر ،‏ والوزر والأجر ،‏ والطاعة والعصيان ،‏ ومنحه الحلم والحزم ،‏ والفكر والفهم ،‏ والذكر والعلم ، والتحقق والعرفان ،‏ ونحله الرضى والغضب ،‏ والتودد والأدب ، والتلطف والأرب ،‏ والرقة والجشب ،‏ والراحة واللغب ‏,‏ والتذكر والنسيان ‏.‏

سبحانه من إله خلق فسوى ،‏ وقدر فهدى ، وأمات وأحيا ، وأعطى ومنع ، وخفض ورفع ‏، وأتم الدين ، وأعلن البرهان ...

‏وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ‏، ولا ضد ولا ند ‏، ولا وزير ولا مشير ولا أعوان ،‏ بل هو الواحد الأحد ‏، الفرد الصمد ‏، المنزه عن الصاحبة والولد ،‏ فهو القادر المقتدر الحكيم الديان ‏.‏ . . تعالى، وتقدس عن كل مبطل كذاب، ومشرك يعدل به غيره من الالهة المخلوقين، والأرباب المكذوبين: {ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذاً لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون} [المؤمنون/ 91-92].

"وأشهد ان محمد عبده ورسوله، وصفوته من خلقه، وخيرته من بريته، وأمينه على وحيه، وسفيره بينه وبين عباده، ابتعثه بخير ملة، واحسن شرعة. وأظهر دلالة، وأوضح حجة، وأبين برهان إلى جميع العالمين إنسهم، وجنهم، عربهم، وعجمهم، حاضرهم، وباديهم؛ الذي بشرت به الكتب السالفة، وأخبرت به الرسل الماضية، وجرى ذكره في الأعصار، في القرى والأمصار، والأمم الخالية. ضُربت لنبوته البشائر من عهد آدم أبي البشر إلى عهد المسيح ابن البشر".

ونعوذ بالله من طريق: "المغضوب عليهم": "اليهود":

" الأمة الغضبية، أهل الكذب، والبُهت، والغدر، والمكر، والحيل، قتلة الأنبياء، واكلة السحت، أخبث الأمم طوية، وأرداهم سجية، وأبعدهم من الرحمة، واقربهم من النقمة، عادتهم البغضاء، وديدنهم العدواة والشحناء، بيت السحر، والكذب، والحيل، لا يرون لمن خالفهم في كفرهم وتكذيبهم الأنبياء حرمة، ولا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة، ولا لمن وافقهم عندهم حق ولا شفقة، ولا لمن شاركهم عندهم عدل ولانصفة، ولا لمن خالطهم طمأنينة ولا أمنة، ولا لمن استعملهم عندهم نصيحة، بل أخبثهم: أعقلهم، وأحذقهم: أغشهم، وسليم الناصية -وحاشاه أن يوجد بينهم- ليس بيهودي على الحقيقة، أضيق الخلق صدوراً، وأظلمهم بيوتاً، وأنتنهم أفنية، وأوخشهم سحيّة، تحيتهم: لعنة، ولقاؤهم: طيرة، شعارهم الغضب، ودثارهم المقت" . . .

ونعوذ بالله من طريق "الضالين": "النصارى":

"المثلثة، أمة الضلال، وعباد الصليب، الذين سبوا الله الخالق مسبة ما سبه إياها أحد من البشر، ولم يقروا بأنه الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، ولم يجعلوه أكبر من كل شئ، بل قالوا فيه ما: "تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هذا" فقل ما شئت في طائفة أصل عقيدتها: أن الله ثالث ثلاثة، وأن مريم صاحبته، وأن المسيح ابنه، وأنه نزل عن كرسي عظمته والتحم ببطن الصاحبة، وجرى له ما جرى إلى أن قتل ومات، ودفن، فدينها: عبادة الصليب، ودعاء الصور المنقوشة بالأحمر، والأصفر في الحيطان، يقولون في دعائهم: يا والدة الإله ارزقينا، واغفري لنا وارحمينا! فدينهم شرب الخمور، واكل الخنزير، وترك الختان، والتعبد بالنجاسات، واستباحة كل خبيث من الفيل إلى البعوضة، والحلال ما حلله "القس" والحرام ما حرمه، والدين ما شرعه، وهو الذي يغفر لهم الذنوب، وينجيهم من عذاب السعير" . . .

ونعوذ بالله من كل: "عابد أوثان، وعابد نيران، وعابد شيطان، وصابئ حيران؛ يجمعهم الشرك، وتكذيب الرسل، وتعطيل الشرائع، وإنكار المعاد، وحشر الأجساد، لا يدينون للخالق بدين، ولا يعبدونه مع العابدين، ولا يوحدونه مع الموحدين. وامة "المجوس" منهم تستفرش الأمهات والنبات، والأخوات، دع العمات، والخالات، دينهم: الزمر، وطعامهم: الميتة، وشرابهم: الخمر، ومعبودهم النار، ووليهم: الشيطان، فهم أخبث بني آدم نحلة، وأرداهم مذهباً، وأسوأهم اعتقاداً.

واما الزنادقة الصابئة، وملاحدة الفلاسفة، فلا يؤمنون بالله، ولا ملائكته ولا كتبه، ولا رسله، ولقائه، ولا يؤمنون بمبدء، ولا معاد، وليس للعالم عندهم رب فعال بالاختيار، لما يريد، قادر على كل شئ، عالم بكل شئ، آمر، ناهٍ، مرسل الرسل، ومنزل الكتب، ومثيب المحسن، ومعاقب المسئ، وليس عند نظارهم إلا تسعة افلاك، وعشرة عقول، وأربعة أركان، وسلسلة ترتبت فيها الموجودات هي بسلسلة المجانين أشبه منها بمجوزات العقول".

فالحمد لله الذي اعاذنا من سُبل الضلالة، التي تجمعها هذه الطرق الخمسة الشيطانية:

طريق المغضوب عليهم: اليهود، وطريق الضالين: النصارى، وطريق الصابئة: الزنادقة الملاحدة الحيارى، وأخلافهم أخلاف السوء الشيوعيين، ومن شاكلهم، وطريق المجوس: مجمع الخبائث قولاً، وفعلاً، واعتقاداً، وطريق المشركين: عبدة الأوثان، مكذبة الرسل والأنبياء.

الحمد لله الذي اعاذنا منها، "وأغنانا بشريعته -شريعة الإسلام- التي تدعو إلى الحكمة والموعظة الحسنة، وتتضمن الأمر بالعدل، والإحسان، والنهي عن الفحشاء، والمنكر، والبغي، فله المنة، والفضل على ما أنعم به علينا، وآثرنا به على سائر الأمم، وإليه الرغبة أن يوزعنا شكر هذه النعمة، وان يفتح لنا أبواب التوبة، والمغفرة، والرحمة". . .