جعل الله الحياة ميدان سباق؛ فمن حاز قصب السبق حاز رضوان الله، ومن حاز رضوان الله فقد فاز بجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين. .

دعوة إلى المسارعة في الخيرات

إن أسمى الغايات وأنبل المقاصد، أن يحرص الإنسان على الخير، ويسارع إليه ,كما أمر الله سبحانه وتعالى: (ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أينما تكونوا يأت بكم الله جميعاً إن الله على كل شيء قدير) [البقرة: 148].
هذه دعوة إلى جنةٍ عرضها السماوات والأرض، فهل من ملبٍ؟ يقول الله جل وعلا: (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أُعدت للمتقين) [آل عمران:133] ويقول جل وعلا: (سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم)[الحديد:21].

أيها الأحبة! هذه الآيات البينات الجليات الواضحات من خِطاب رب الأرضين والسماوات، يدعونا فيها ربنا الغني عنا، ربنا القوي يدعو عباده الضعفاء، العزيز يدعو عباده الأذلاء، الجبار يدعو عباده المساكين أن يسارعوا، وأن يسابقوا، وأن يبادروا إلى جنة عرضها السماوات والأرض.

فحيَّ على جنات عدنٍ فإنـها منازلك الأولى وفيها المخيمُ
ولكننا سبي العدو فهل تـرى نعود إلى أوطاننا ونسلمُ
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخيرٍ طاب مسكنه وإن بناها بشرٍ خاب بانيها
فاعمل لدار غداً رضوان خازنها الجار أحمد والرحمن بانيها

ولن يعدم العباد خيراً من رب يدعوهم إلى الخير ويبشر بالجنة يقول سبحانه: (وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين) [الأنبياء: 73]
وجعل جزاءه الحق فقال: (وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراًوَأَعْظَمَ أَجْراً ) [المزمل: 20].
والله سبحانه يوازن بين مباهج الدنيا ومفاتنها وبين المثل العليا ويبين أن الفضائل أبقى أثراً وأعظم أجراً وخير له في الدنيا والآخرة بقوله سبحانه: ( الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُالصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً) [الكهف 46].

اعمل قبل أن تعجز

إن القيام بالخير والنهوض بأعبائه، يحتاج إلى ترويض وتعويد حتى تألفه النفس، ويسهل عليها ممارسته، وإن المران على الخير منذ الصغر وأخذ النشىء به مما يرسي دعائمه ويثبت قوائمه. وقد أمر الإسلام أن نربي الأبناء على الفضائل الإسلامية، ونعودهم على أداء الواجبات الدينية منذ الحداثة، حتى ينشأوا وقد اصطبغوا بصبغة الإسلام وانطبعوا به وينشأ الناشئ منا على ما كان عوده أبوه.

والمبادرة إلى الخير، والمسابقة إليه، مما يندب إليه الإسلام، ويرغب فيه، حتى تكون رصيداً يسمو بالإنسان، ويصل به إلى أقصى الدرجات, والوقت هو الفرص الذهبية، التي وهبها الله للإنسان ليعمرها بالخير والصلاح، يقول رب العزة جل وعلا (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً) [الملك: 2].
فإذا فرط في النهوض بالعمل الصالح وقصر في أداء الواجب خسر خسارة لا تعوض قال الله تعالى: (والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) [العصر] وفي الحديث الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " نعمتان مغبونفيهما كثير من الناس : الصحةوالفراغ" [رواه البخاري].

وقد تعرض الموانع الصادقة للإنسان عن ممارسة الخير، وتمر فتن كثيرة تحول بينه وبين القصد إليه ومن واجب المسلم الحق أن يبادر هذه الموانع، ويستبق هذه الفتن، متى هيأت له الأسباب وتفتحت أمامه الأبواب، يقول حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم: "بادروا بالأعمال الصالحة فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويمسى كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا"
(رواه مسلم)

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " بادروابالأعمال سبعا هل تنتظرون إلا إلى فقرمنس أو غنى مطغ أو مرض مفسد أو هرم مفند أو موت مجهز أو الدجال فشر غائب ينتظر أوالساعة فالساعة أدهى وأمر" [رواه الترمذي: حسن غريب].

وخير الأعمال ما قام به المرء وهو في عافية من البدن، ووفرة من المال، وإقبال من الدنيا، وأمل في الحياة، فإن ذلك دليل إيثار ما عند الله، ومظهر الوعي الديني ويقظته، سئل الرسول صلى الله عليه وسلم: أي الصدقة أعظم أجراً؟ قال: أن تصدق وأنت صحيح حريص ، تأمل البقاء ، وتخشى الفقر . (صححه الألباني)
كما قال عليه الصلاة والسلام :"اغتنم خمساقبل خمس : شبابك قبل هرمك ، وصحتكقبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك" (صححه الألباني) .


خيرة خلق الله يرجون جنته
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفسه مثلاُ أعلى في المسارعة إلى الخير, فها هو يقوم الليل حتى تتفطر قدماه مسابقةً إلى الخيرات وطلباً في الجنات، رغبةً إلى رب الأرضين والسماوات، فقام طويلاً حتى قالت عائشة: يا رسول الله ! أتصنع هذا ، وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال " يا عائشة !أفلا أكون عبدا شكورا"
(رواه مسلم)

ولما قام القوم يحفرون الخندق ما قعد صلى الله عليه وسلم، وما جلس متكئاً واضعاً رجلاً على رجل وهو نبيهم وإمامهم وسيدهم وكبيرهم وأميرهم، بل سارع معهم حتى بلغ بهم الجوع مبلغاً، ربطوا على بطونهم حجراً، وهو صلى الله عليه وسلم قد بلغ به من الجوع أعظم مما بهم، فربط صلى الله عليه وسلم على بطنه حجرين اثنين، ربما فر القوم حال شدة قتال إذا حمي الوطيس، وكشفت المعركة عن ساق، وأشجع القوم، وأكرم القوم، وسيد القوم صلى الله عليه وسلم يكر ويفر ويُقبل ويُقاتل أعداء الله ويصيح وسط المعمعة: (أنا النبي لا كذب.. أنا ابن عبد المطلب) يسارع إلى الخيرات في الجهاد، يسابق في التواضع حتى إنه ليدني نفسه، وينزل بطول قامته ليحمل طفلاً صغيراً يتعثر على الأرض.

سابق صلى الله عليه وسلم في كل خير، هكذا كما وصفه ربه جل وعلا بوصفه واحداً من أنبياء الله ورسله: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً ) [الأنبياء:90] يرغبون في الجنة، يطلبون الجنة، يتعلقون بالجنة، يريدون رضا الله، وما قالوا: ربنا هو الذي اختارنا واصطفانا من بين الخلق لنكون أنبياء ورسلاً، فقد ضمن لنا الجنة، بل سارعوا إليها وطلبوها.

وأما مبادرات الرسول -صلى الله عليه وسلم- فالحديث عنها طويل جداً، غير أنني أشيرإلى القصة الشهيرة الـتي تروي لنا أنه (فزع أهل المدينة ذات ليلة، فانطلق الـنــاس قِبـَــلَ الصوت فاستقبلهم النبي -صلى الله عليه وسلم- قد سبق الناس وهو يقول: (لمتراعوا، لم تراعوا) وهو على فرس لأبي طلحة عري ما عليه سرج، في عنقه سيف). فدلالحديث على أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- سبق إلى استطلاع الأمر.

إن طرق الخير كثيرة
والخير الذي ندب الله إليه، ينتظم كل بر، ويشمل كل عمل صالح. فطاعة الله خير, وممارسة الفضائل خير، والإخلاص والنية الطيبة خير، والإحسان إلى الناس خير وبر ذوي القربى خير، وكل عمل ينهض بالفرد ويرقى بالجماعة فهو خير، والفطر السليمة تهتدي إلى الخير وتشعر به وقلما تحتاج إلى من يبصرها به أو يدلها عليه إذ الخير هو الكمال الذي تنشده وتشعر به.
ولا يعلم الإنسان أي من هذه الأعمال يكون سبب دخوله الجنة. وكلنا نعلم قصة المرأة البغي التي دخلت الجنة بسبب كلبٍ سقته ماءً وأخرى دخلت النار بسبب هرة حبستها..

والدلالة على الخير وإرشاد الإنسان غيره إلى الحق لا يقل أهمية عن ممارسة الخير يقول الرسول صلى الله عليه وسلم "من دل على خير فله مثل أجر فاعله"
(رواه مسلم)

والطيبة والسماحة والرحمة والكلمة الطيبة ومواساة غيره خير,, وكسب الرجل وعمله بيده خير، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:"ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده". [واه البخاري].

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: " ما من مسلم يغرس غرسا ، أو يزرع زرعا ،

فيأكل منه إنسان، أو طير ، أو بهيمة إلا كانت له صدقة". [رواه الترمذي].
والله سبحانه يحاسب المرء على قدر الذرة في الخير والشر . (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره) (الزلزلة 8,7). فكل معروف يقدم إلى الناس فهو مما يرضي الله كبيراً كان أو صغيراً يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلق أخاك بوجه طلق"
[رواه مسلم].
وكل أذى يماط عن طريق المسلمين فهو من البر الموجب للمغفرة.
يقول صلوات الله وسلامه عليه: " عُرضت علي أعمال أمتي .حسنها وسيئها. فوجدتفي محاسن أعمالها الأذى يماط عن الطريق"
[روه مسلم]

ويقول أيضا: "على كل مسلم صدقة. قالوا : فإن لم يجد ؟ قال : فيعمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق . قالوا : فإن لم يستطع أو لم يفعل ؟ قال : فيعينذا الحاجة الملهوف . قالوا : فإن لم يفعل ؟ قال : فليأمر بالخير ، أو قال : بالمعروف . قال : فإن لم يفعل ؟ قال : فليمسك عن الشر فإنه له صدقة" رواه البخاري.

من الناس فضلاً عن أنه عاجز عن أن يفعل خيراً- والعياذ بالله- قعد به الشيطان ونفسٌ أمارةٌ بالسوء، وهوى مطاع، وشحٌ متبع، قعد به عن فعل الخير، فما زاده إلا أن أنطقه بالباطل، فإذا لم تستطع قول الحق، فلا تنطق بالباطل يا عبد الله، الإمساك عن الشر كما في نهاية الحديث، قال: أرأيت إن لم يفعل؟ قال: (يمسك على الشر، فإنها صدقة) متفق عليه. إن أبواب الجنة ميسرة وسهلة، لكن الشيطان ضيق على من أغواهم وأضلهم، (وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [المزمل:20].

تزود من الدنيا فإنك لا تدري إذا جنَّ ليلٌ هل تعيش إلى الفجرِ

فكم من صحيحٍ مات من غير علةٍ وكم من سقيمٍ عاش حيناً من الدهر



المصادر :

محاضرة رائعة بعنوان (لا تحقرن من المعروف شيئا) للشيخ محمود المصري

لا تحقرن من المعروف شيئاً

محاضرة ( المسارعة في الخيرات ) للشيخ : ( سعد البريك )

بارك الله فيك أختي غدير وجعله في موازين أعمالك...

خيرة خلق الله يرجون جنته
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفسه مثلاُ أعلى في المسارعة إلى الخير, فها هو يقوم الليل حتى تتفطر قدماه مسابقةً إلى الخيرات وطلباً في الجنات، رغبةً إلى رب الأرضين والسماوات، فقام طويلاً حتى قالت عائشة: يا رسول الله ! أتصنع هذا ، وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال " يا عائشة !أفلا أكون عبدا شكورا"
(رواه مسلم)

:

نسأل الله مزيد فضل ،، ونسأله الجنة وما قرب اليها من فعل وعمل

ونعوذ به من النار وما قرب اليها من فعل وعمل

بوركت غاليتي وجعلك من اهل الجنة

:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركــاته..

بـــارك الله فيكِ ..جعل في ميزان حسناتــك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

والخير الذي ندب الله إليه، ينتظم كل بر، ويشمل كل عمل صالح. فطاعة الله خير, وممارسة الفضائل خير، والإخلاص والنية الطيبة خير، والإحسان إلى الناس خير وبر ذوي القربى خير، وكل عمل ينهض بالفرد ويرقى بالجماعة فهو خير، والفطر السليمة تهتدي إلى الخير وتشعر به وقلما تحتاج إلى من يبصرها به أو يدلها عليه إذ الخير هو الكمال الذي تنشده وتشعر به.
ولا يعلم الإنسان أي من هذه الأعمال يكون سبب دخوله الجنة

نسأل الله عز وجل أن يوفقنا لما يحب ويرضى في كل خطوة نخطوها في حياتنا..

جزاكِ الله خير جزاء أختي الحبيبة ونفع بكِ ..

بارك الله فيكي عزيزتي غدير على هذه المحاضرة الرائعة ..
ثقل الله بكل حرف كتبتيه موازين حسناتك ..قولي آميييين

وفيكِ بارك الله أختي العصامية..شاكرة مرورك الكريم..

أختي جوهرة

نسأل الله مزيد فضل ،، ونسأله الجنة وما قرب اليها من فعل وعمل

ونعوذ به من النار وما قرب اليها من فعل وعمل

بوركت غاليتي وجعلك من اهل الجنة

آمين..وإياك أختي الكريمة..

اثابك الله اختى غدير

وجعله نور لك يوم القيامة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

وفقكِ الله لكل مايحب ويرضى

كتبت بواسطة سجايا

وعليكم السلام ورحمة الله وبركــاته..

بـــارك الله فيكِ ..جعل في ميزان حسناتــك

وفيكِ بارك الله أختي الحبيبة..