أنا طالبة في ثالث ثانوي... أحببت الدعوة إلى الله فاتخذته منهجيتي في الحياة.. وسلكت مسلكه.. فأخذت اطرق أبواب الخير ولكن فوجئت بعدم الإجابة.. مثلا في يوم أردت توزيع الملابس على الفقراء ولكن سد الباب في طريقي، ليس من
الأهل.. ولكن من عدة جهات... ومرة أردت جمع الحقائب المدرسية المستعملة ومن ثم توصيلها لمن يحتاجون إليها... ولكن كلما أخبر أحدا عن هذا المشروع ـ وأنا لا أذكر أنني أنا التي أجمعها كي لا يدخل الشيطان ـ يتحمس في البداية.. ولكن مثلا يصاب بالعجز، وكنت احرص على تذكيره فأبوء بالفشل.. وحصل معي هذا عدة مرات، فعلمت إنه يجب علي إخلاص النية، ولكن الشيطان يدخل علي من حيث لا أحتسب، وأتعوذ وأدعو ربي أن أكون صادقه معه.. فتعبت مع نفسي الأمارة بالسوء، وأيضا في رمضان كنت لا أبكي أثناء الصلاة إلا قليلا فيضيق صدري ضيقا عظيما، وأيضا أدعو ربي أن أكون بكاءة من خشيته.. ولكن حينما أصلي بجانب صديقتي أو من أعرف فإني أبكي بكاء متواصلا لدرجه أنك تقولين لي حينما ترينني: هذه "إنسانة" تقية..! فأرى الرياء قد سيطر على قلبي، وجاهدت نفسي مرارا وتكرارا، فكيف أتخلص من ذلك؟! الإجابة أختي المباركة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. ما أجمل أن يكون الإنسان داعياً إلى الخير؛ لأننا لا نريد أن نعيش في هذه الحياة لأنفسنا واهتماماتنا فقط، بل نريد أن تكون أعمارنا عامرة بفعل الخيرات لله رب العالمين.. إنَّ الإحسان إلى الفقراء دليل خير على صدق الدعوة إلى الله، وهذا يبشر بامرأة قادمة تنتظر الأمة منها الخير الكثير، لكن تحتاجين إلى أن تكوني متفائلة ومستفيدة من خبرات الغير في أعمال الخير بهذا المجال، بما في ذلك مجالسة صاحبات الهمم، ويصاحب ذلك خطوات في التنفيذ حتى لا تكون الفكرة أسيرة في ذواتنا، لأنَّ هناك فرق بين من يفكر ومن ينفذ، وتذكري أنَّ ربّ همة أحيت أمة. أختي: أوافقك في الرأي بأنَّ النفس أمارة بالسوء إلا من رحم ربي؛ لأنَّ النفوس بطبعها تحتاج إلى غسل النوايا من حين إلى حين (ربنا آت تفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها).. ولكن ثقي بأنَّ الإنسان متى ما صدق مع ربه أتاه التمكين ولو بعد حين، وكثيراً ما يحرمنا الخوف من الرياء من الخيرات، ولو أننا خفناه لما كتبت إليك هذه السطور، وخير معين في هذا "اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم". وأما الضيق الذي تجدينه فهو دليل على صدق العمل مع الله.. أختي المباركة: إننا في هذه الحياة كعابري سبيل، فأوقدي شمعة ضياؤها حب الدعوة إلى الله في هذه الأمة. شرح الله صدرك وأنار دربك بمحبته ورضاه.
منقول للفائدة بارك الله فيكن
الروابط المفضلة