بسم الله الرحمن الرحيم
أخواتي الغاليات
السلام عليكن ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد
فيما يلي ملخص لمحاضرة من أجمل ....و في نفس الوقت أخطر المحاضرات التي سمعتها ،
وهي للدكتور راغب السرجاني ، بعنوان :
"المؤامرة على الإسلام [b]"
وسوف أنقلها لكن على حلقات ،
لكي نستوعب جيدا ً أبعاد هذه المؤامرة التي تؤثر في حياتنا ومستقبلنا ومستقبل أولادنا بشكل واضح ،
والله المستعان .
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد
لقد طلب بعض الإخوة والأخوات أن أخص محاضرة كاملة بالحديث عن المؤامرة على الإسلام من حيث أبعاد هذه المؤامرة، وتاريخها ووسائلها ونتائجها
وأهم ما في الموضوع دورنا ناحية هذه المؤامرة .
الحق يا إخواني أنه من الصعب جدا الحديث عن هذه المؤامرة بالكامل في محاضرة واحدة لأنها ضخمة جدا ، ولها أبعاد متعددة وتاريخ طويل جدا؛ وأعداء الأمة لا حصر لهم ،
وكل فترة زمنية تمر على الأرض تفرز أعداءً جُدُداً لأمة الإسلام وهذا شيء طبيعي جدا جداً ، وسُنّة من سُنن الله تعالى في الأرض،
والدليل قول الله عز وجل: " وكذلك جعلنا لكُلِّ نبيٍ عدوَّاً شياطينَ الإنس والجِن يُوحي بعضُهم إلى بعضٍ زُخرُفَ القَولِ غُروراً "
فلكل نبي عدو دون استثناء... وكذلك لأتباع الأنبياء من الدُّعاة أعداء من الجن والإنس !!!
وهذا التخطيط ضد الإسلام قد يكون خبيثاً جداً، ماكرا ًجداً ، كبيرا ًجدا ً، كما قال سبحانه:
((وإن كان مَكرُهُم لِتزولَ منه الجبال )) !!!!
سبحان الله!!!
إنها براكين من الشر والحقد والكراهية للإسلام والمسلمين
ويقيني أنه ما من سبيل لمقاومة هذه المؤامرات إلا بالاعتصام التام بالله عز وجل ،
فمهما افترضتَ الذكاء في نفسك وفي أمَّتك ،
ومهما كثُرَت إمكاناتنا وتعددت طاقاتنا ،
فإنه من المستحيل التغلُّب على هذا الكم الهائل من الشر
إلا بالاستعانة بخالقنا وخالقهم الذي هو أقوى مِنا ومنهم والذي يعلم سِرَهم وعلانيتهم ،
والمتصرِّف في كل شيء بأمره وتدبيره ،
يقول الله تعالى (( ويمكرون ويمكرُ اللهُ واللهُ خيرُ الماكرين)) .
هناك سبب آخر وهو أن من سُنن الله تعالى في الأرض أن أهل الباطل دائماً يكونوا كثرة ،
يقول الله سبحانه : (( وإن تُطِع أكثر َ مَن في الأرض يُضِلُّكَ عن سبيل الله))
، يقول أيضا تبارك و تعالى: ((وما أكثرُ الناسِ ولو حرَصْت َبِمؤمنين))
فكيف الانتصار على كل هذه الكثرة من أهل الباطل دون الالتجاء إلى مَن بيده مقاليد السماوات والأرض؟
و الآن لدينا سؤال هام: ما هو الهدف النهائي لأعداء الأمة الإسلامية في كل زمان و مكان؛ سواء كانوا من اليهود أو الصليبيين أو المنافقين أو الهندوس، أو غيرهم من الطوائف؟!!
إنهم دائماً يُخفون نواياهم الحقيقية، ويتعللون في دخولهم أراضي المسلمين بأسباب ثقافية أو اقتصادية، أو لمحاربة الإرهاب مثلاً، وأحيانا ًيقولون أشياء مضحكة،
كأن يقولوا: "جئنا لنشر السلام والعدل والحرية ومن أجل تحرير الشعوب وإرساء الديمقراطية " !!!
فأين السلام فيما حدث في العراق-مثلا ً- من قتل جماعي وتشريد وتعذيب واعتداءات مُهينة على إخواننا ومعالمنا الإسلامية هناك؟!!!!
كل هذه محاولات لإقناع العالم الإسلامي بأن قلوب زعمائهم تتفطَّر على شعوب العالم الإسلامي وأن الشفقة والرحمة هي الدوافع الحقيقية لإرسال أطنان من المتفجرات فوق رؤوس المسلمين عجباً،
ولكن ماذا يقول الله سبحانه عن هذه المؤامرات وأهدافها،((ولا يزالون يُقاتلونكم حتى يرُدُّوكُم عن دينكم إنِ استطاعوا)) فالهدف الحقيقي من كل هذا ...هو محو هذا الدين من صدور المؤمنين ومن الأرض بكاملها ؛
تريدون الدليل؟
إنه قول الله عز وجل " ولن ترضَى عنْكَ اليهودُ ولا النَّصارَى حتى تتَّبِع َمِلَّتَهُم "
فمهما قالوا عن أسبابهم،
و دوافعهم من اقتحام بلادنا،
فلا ينبغي أن نقدِّم كلامهم على كلام ربنا عز وجل الذي "يعلمُ خائِنَةَ الأعْيُنِ وما تُخفي الصُّدور".
و الذي قال عنهم:" قد بدَتِ البغضاء ُمِن أفواهِهِم وما تُخفي صُدورُهُم أكبر"
ولعل أول السعداء بهذه الحرب الشرسة هو الشيطان الذي ينفخ في نار الحرب لتزداد لهيباً ،
فلا يهدأ له بال إلا والمصائب والكوارث تنزل على رؤوس المؤمنين في كل مكان بالعالم ،
وهذا يُعطي بُعدا ًقديما ًجداً للمؤامرة على الإسلام ،
كما يُعطي لها بُعدا ًمُستقبلياً طويلاً جداً إلى يوم الدين ،
فالمؤامرات إذن بدأت منذ عهد آدم عليه السلام و ستظل إلى أن تقوم الساعة...ألم يقُل عليه لعنةُ الله موضِّحا ًخطتَّه : " قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ،
ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ" الأعراف 16-17
ومادام هناك حياة على وجه الأرض فستظل المؤامرات والحرب على الإسلام والمسلمين قائمة ومستمرة من الشيطان ومن أوليائه ،
فكل ما عانى منه الرُّسُل الكِرام أجمعين وأتباعهم من مؤامرات ودسائس وما سيحدث مستقبلا إلا حلقات طويلة متتالية في سلسلة واحدة طويلة من المؤامرات الخبيثة الدنيئة التي يقودها الشيطان وأعوانه من الإنس والجن ،
مهما اختلفت أشكالهم وأزمانهم وأماكنهم ، ومظاهرهم الخارجية ،
فقد يرتدون ملابس الحرب،
وقد يرتدون الملابس العصرية الأنيقة ،
وقد تكون لهم أسماء إسلامية مثل "محمد" ، و"مصطفى" ، و"طه" ، فلا ينبغي أن ننخدع بالشكل والمظهر الخارجي ،
بل ينبغي أن نتنبه إلى أنهم من أولياء الشيطان الذي هو أول وأكبر عدو للمؤمنين ،
وأنهم كما قال ربنا عز وجل:
" اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ"
لماذا استطردنا في هذه النقطة ؟
لتعرف مَن هو عدوَّك، وما هدفه النهائي من حربه لك ، فإذا عرفتَ ذلك عرِفتَ بسهولة وسائله في محاربته لك ، ومن ثم تستطيع أن تعي دورك في مقاومة هذه الحرب .
وقبل أن نتعرف على وسائل أعداء الإسلام، دعنا نلفت النظر إلى شيئين هامين:
أولاً : أن المسلمين هم الذين أعطوا الفرصة لأعدائهم أن يغلبوهم ويفرِّقوا صفوفهم ، لأنهم لو اعدُّوا أنفسهم ((إيمانيا ًونفسياً وبدنيا ًوعلمياً ومادياً )) فلن يتمكن منهم أعدائهم أبداً مهما خبثت مؤامراتهم واشتدت..
ولكن المشكلة أن المسلمين ابتعدوا عن ربهم ونسوه فتفرقت صفوفهم وضعُُفَت شَوكتهم ،
لأنهم أهملوا الإعداد بالعلم والسلاح والتقنية،وانصرفوا إلى اللهو واللعب وانشغلوا بسفاسف الأمور،وانغمسوا في الدنيا وملذَّاتها،ومن ثم فإن أي مؤامرة مهما كانت ضعيفة فإنها تؤثر فيهم ؛ لأن البُعد عن الدين يُعمي البصيرة
فمثلاً يقول لنا أعداؤنا أن إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل يؤدي للعيش في سلام، ومحبة وحُسن جِوار، فتُبادر دول الشرق الأوسط إلى توقيع معاهدات بعدم تصنيع هذه الأسلحة، بينما تبادر بعض هذه الدول بتدمير ما تملك من هذه الأسلحة ، ثم نرى إسرائيل-وهي في قلب الشرق الأوسط- تملك عشرات الرؤوس النووية ، وغيرها من أسلحة الدمار الشامل !!!
فكيف نوقِّع معاهدة بنزع سلاح يمتلكه عدونا الذي يسكن على بُعد كيلومترات منا؟!!
المسألة شديدة الوضوح ولا تحتاج لذكاء خارق لإدراكها ، والمسلمون ليسوا أغبياء ولكنهم –للأسف- ضعفاء!!!
ويذكِّرني ذلك بقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه لجيش المسلمين المتجه إلى القادسية :" إنَّكم لا تنتصرون على عدوكم بقوَّة العدد والعتاد، وإنما بطاعتكم لربِّكم ومعصيتهم له ، فإن تساويتُم في المعصية ، كانت لهم الغَلَبة عليكم بقوَّة العُدَّة والعتاد "!!!!
فالمسلمون لم ينتصروا انتصاراتهم العظيمة بالسحر ولا بالشعوَذة ،وإنما هناك قواعد واضحة لو اتبعناها فُزنا وهي : " إن تنصُروا اللهَ ينصُركم ويثبِّت أقدامكم "
والرسول صلى الله عليه وسلم حينما صوَّرنا كالقَصعة التي تتداعى عليها الأُمم رغم كثرتنا ،
لم يذكر أن السبب هو كثرة عدد أعداءنا ولا شدة قوَّتهم ولا بشاعة مؤامراتهم ،
ولكنه ذكر أن السبب هو ضعف المسلمين الناتج عن الإقبال الزائد على الدنيا وكراهية الموت في سبيل الله ... والآن هيا نراجع الحديث الشريف:
" يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها.. . فقال قائل : ومن قِلة نحن يومئذ ؟ قال : بل أنتم يومئذ كثير ، ولكنكم غُثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم ، وليقذفنَّ اللهُ في قلوبكم الوهَن . فقال قائل : يا رسول الله ! وما الوَهَن ؟ قال : حب الدنيا وكراهية الموت" صحيح أبو داود
هل تعرف ما غُثاء السَّيل؟
إنه الوسخ الذي يعلو ماء السيل أينما مشى السيل ظل طافياً فوقه !!!!!
فهذا هو حالنا الآن نتمسك بالحياة مهما كانت ذليلة تعيسة مَهينة ،
ومن ثم فلابد أن تنجح مؤامراتهم مهما كانت شديدة الوضوح وضعيفة !!!!
ثانياً : أن الإحباط قد يتسلل إلى نفوسنا مما يحدث من ضعفنا وقوَّتهم ، ولكني أقول : إن الله تعالى قادر على أن ينصرنا ولكنه يختبرنا ليرى هل سندافع عن ديننا وننصره أو نتخاذل ونتعلق بأذيال الدنيا ؟
واقرأ قول الله تعالى لو شئت: "فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا*ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ *وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ " سورة محمد- 4
إذن لو أدركتَ حجم المؤامرة وأبعادها فلن يصيبك اليأس أبدا أو الإحباط وإنما ستزداد قوة وعِزة وإقبالاً على تحقيق النصر لدينك وأُمَّتك !!!!
واستمع إلى قول الحق سبحانه : "وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا " الإسراء 64
أي فليأتوا بكل ما يستطيعون من أسلحة فإن ذلك أمام نصر الله للمؤمنين لن يُجدي شيئا !!!
واستمع أيضا إلى قوله سبحانه : "إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ" سورة الحِجر -42
والآن هيا بنا نُلقي نظرة على تاريخ المؤامرة منذ البعثة النبوية وإلى زماننا الآن.
فمنذ بدء الرسول صلى الله وسلم في إعلان الدعوة قامت المؤامرة حين جمعهم الرسول صلى الله عليه وسلم ليُعلن الدعوة المباركة، فقام عدو الله " أبو لهب" فقال له : " ألهذا جمعتنا ؟! تبَّاً لك سائرَ اليوم... خُذُوا على يديه قبل أن يأخذ غيركم على يده!!"
وظل يدبِّر المؤامرات على النبي وأتباعه ويجتمع مع كبار رجال قريش مثل الوليد ابن المُغيره ، وأُميَّة بن خلَف وغيرهم، وبدءوا يدبرون الخطط والمؤامرات واستمروا فيها،واشترك في المؤامرة يهود المدينة، الذين وضعوا أيديهم في أيدي المشركين على اختلاف عقائدهم ،
واشترك معهم المنافقون وكانوا من أشد الناس عُنفا ًوخطراً على الإسلام لأن شكلهم الخارجي يقول أنهم مسلمون وألسنتهم تتحدث بحلاوة عن الإسلام، بينما تضمر قلوبهم الكفر و الكراهية للإسلام والمسلمين ، ثم اشترك أيضا معهم الفُرس حين حاولوا قتل الرسول صلى الله عليه وسلم،واشترك في هذه المؤامرة نصارى الرومان ونصارى العرب في غزوة مؤته وتبوك ، وظل الكيد والتدبير مستمراً والروم فالعدو وِحدة واحدة-على اختلاف طوائفه- ضد الإسلام ، واستمرت المؤامرة حتى بعد وفاة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
هكذا كانت حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وهكذا ستكون حياة كل مؤمن صادق في إيمانه حريص على تطبيق شرع ربه!!!
وفي عهد أبي بكر الصِّديق رضي الله عنه ظهر المُرتدُّون، وكانت الأزمة طاحنة ، كاد أن يهلك فيها الموحِّدون ، لولا أن سلَّم ا لله عز وجل
و تآمرت أكبر دولتان في الأرض( الفُرس والروم) على الإسلام رغم أن دولة الإسلام كانت صغيرة جداً، لكن الله عز وجل بنُصرة المسلمين لدينهم منَّ عليهم بنصره وفتح لهم هاتين الدولتين، وفتح لهم مشارق الأرض ومغاربها !!!
و لا تغيب عنا المؤامرات الدنيئة التي دبَّرها المجوس الذين أسلموا ظاهريا وأبطنوا المجوسية، وأولئك النافقين الذين أشعلوا نار الفتنة بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم،إلا أن الله عز وجل وحّد قلوب المسلمين وقامت الدولة الأموية العظيمة ونشرت الإسلام في ربوع الدنيا، وأعز الله بها الإسلام...ولكن صاحَبَ ظهورها ظهور طوائف الشيعة ، التي قامت بمؤامرات بشعة على الأمة الإسلامية وعلى إسقاط الدولة الأموية والعباسية ،
وأولئك الذين أطلقوا على أنفسهم لقب الفاطميين ، مع أنهم كانت لهم مجازر ومآسي ضد المسلمين، ثم تعاونوا مع الصليبيين في حرب المسلمين ضد الأندلس، ثم تعاونوا معهم في مصر والشام، وتعاونوا أيضاً مع التتار لإسقاط الدولة العباسية
،و خططوا لقتل رموز الدين الإسلامي مثل نور الدين محمود وعماد الدين محمود وعماد الدين الزنكي وصلاح الدين الأيوبي، وغيرهم، وطعنوا في الدولة العثمانية في ظهرها أكثر من مرة ، وشغلوا الدولة العثمانية كثيراً عن الجهاد في أوروبا ....وغير ذلك الكثير الكثير من المؤامرات والدسائس الدنيئة التي استمرت مائتي سنة ، ثم انتهت على يد الأيوبيين ،
ثم عادت مرة أخرى المزيد من المؤامرات حتى سقطت الدولة العثمانية الكبيرة ليدخل المسلمون في متاهة الفُرقة والشتات وتقسم العالم الإسلامي إلى عشرات الدويلات الضعيفة ،ووقع الفشل وذهب الريح كما قال ربنا عز وجل : "فلا تنازَعوا فتفشلوا وتذهبَ ريحُكُم ".
وتم زرع اليهود في فلسطين ، والهنود في كشمير والروس في الشيشان ؛ وغير ذلك من المآسي ؛ بل والأسوأ من ذلك أنهم نجحوا في إقناع المسلمين بتنحية شرع الله عز وجل عن الحكم للمرة الأولى في تاريخ المسلمين ،
كما نجحوا في إقناع المسلمين بقبول المناهج العلمانية الموضوعية رغم قصورها وتفاهتها وحقارتها ، إذا ما قورنت بالشَّرع الإسلامي....وهنا لا بد من وقفة !!!
لقد كانت هناك فترات تاريخية ظلم فيها الحكام رعاياهم بعدم تطبيق شرع الله على الشَّريف من الناس،بينما كانوا يطبِّقونه على الضعيف ؛
ولكن لم يتجرأ أحد منهم على أن يقول أن شرع الله لا يناسبنا ولا يناسب ظروفنا أو زماننا ،
ولم يجرؤ أحد على أن يقول :
إن القانون الروماني أو التتاري أو الإنجليزي أو الفرنسي ، أو غيره يناسبنا أكثر من شرع الله !!!!
هذه انتكاسة حقيقية أيها الإخوة ، لذا يجب أن نحاول أن نفهم لماذا نجح المتآمرون المعاصرون في إقصاء وتنحية شرع الله جانبا ولم ينجح في ذلك المتآمرون السابقون في هذا الأمر .
يُتبع إن شاء الله
الروابط المفضلة