من وصايا " أبو حازم " سلمة بن دينار "
قال نحن لا نريد أن نموت حتى نتوب ، ونحن لا نتوب حتى نموت ! واعلم أنك إذا مت لم ترفع الأسواق بموتك ! وإن شأنك صفير فاعرف نفسك ! ) .
وأتا ذات مرة رجل .. فقال : يا أبا حازم ما شكر العينين ؟
قال : إن رأيت بهما خيراً أعلنته ، وإن رأيت بهما شراً سترته .
قال : فما شكر الأذنين ؟
قال : " إن سمعت بهما خيراً وعيته ، وإن سمعت بهما شراً دفنته "
قال : ما شكر اليدين ؟
قال : " لا تأخذ بهما ما ليس لك ، ولا تمنع حق الله هو فيهما " .
قال : وما شكر البطن ؟
قال : " أن يكون أسفله طعاماًن ، وأعلاه علماً " .
قال : ما شكر الفرج ؟
قال : كما قال الله تعالى (( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُون َ* إلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ )) .
قال : فما شكر الرجلين ؟
قال : " إن رأيت ميتاً غبطته استعملت بهما عمله ، وإن رأيت ميتاُ مقته كففتهما عن عمله ، وأنت شاكر الله عز وجل ، فأما من يشكر بلسانه ولم يشكر بجميع أعضائه ، مثله كمثل رجل له كساء فأخذ بحرفه ولم يلبسه ، فلم ينفعه ذلك من الحر والبرد والثلج والمطر " .
ومن وصاياه أيضا .
قال : " إذا أحببت أخاً في الله ، فأقل مخالطته في دنياه " .
وقال : " كل نعمة لا تقرب من الله عز وجل ، فهي بلية " .
وقال : " أفضل خصلة ترجى للمؤمن ، أن يكون أشد الناس خوفاً على نفسه ! وأرجاه لكل مسلم " .
وقال : " إني لأستحي من ربي عزّ وجل أن أسأله شيئاً ، فأكون كالأجير السوء : إذا عمل طلب الأجرة ! ولكني أعمل تعظيماً له " .
وقال : " نظرة في الرزق فوجدته شيئين : شئ هو لي له أجل ينتهي إليه ، فلن أعجله ولو طلبته بقوة السماوات والأرض ! وشيء لغيري فلم يصبني فيما مضى فأطلبه فيما بقي ! فشيء يمنع من غيري ، كما شيء يمنع مني ، في أي هذين أفني عمري " .
الروابط المفضلة