البيان في قصة لقمان
الموضوع:مهم

رأى العبد الصالح لُقمان أن الوقت مناسب ليعلم ابنه مما علمه الله عز وجل

اخترت لكم قصة مفيدة من { قصص القرآن } ومن هذه القصص قصة { لُقمان الحكيم }

أرجو من الله أن يستفيد الجميع منها .... وتكون هذه القصة عبرة لكم عن الرجل الحكيم , الذي أخصه الله عز وجل بسورة باسمه بالقرآن الكريم وهي

سورة { لُقمان } .....



كانت عبادة الله وحده وعدم الشرك به هي الفقرة الأولى في وصية لقمان لابنه وهو يعظه , لأن فيها الإيمان المطلق , وبها تصح العقيدة , وهي الطريق إلى الفوز بالجنة والنجاة من النار .

جَلس لُقمان يوماً مع ابنه يتحدثان في أحوال الدنيا والناس , ورأى العبد الصالح لُقمان أن الوقت مناسب ليعلم ابنه مما علمه الله عز وجل , فهذا ابنه قد صار عاقلاً مدركاً أن على لُقمان أن يرسم له الآن معالم الطريق الذي يقوده
إلى الفوز بمرضاة الله , ودخول جنته , فقال له : يا بني ! إن أول وصية أوصيك بها أن تعرف أن لهذا الكون ربّاً واحِداً عليك أن تخصه بالعبادة
وتفرده بالربوبية , واحذر أن تشرك به شيئاً فما أَشَركَ به أَحدٌ إلا ظلم نفسه ؛ لأن الشرك أعظم أنواع الظلم { وَإِذ قَال لُقمان لابنه وهو يعظهُ يا بُنَيّ لا تُشرك بالله إن الشرك لظلم عظيمٌ }



ثم ينتقل لُقمان _ وهو يعظ أبنه _ إلى أمر آخر ذي أهمية كبيرة , وهو يوم القيامة وما فيه من حساب دقيق , فرب العالمين يعلم ذنوب عباده , وما قترفوه من آثام , فأي خطيئة ولو كانت مثقال حبة خردل مخفية في صخرة أو في السموات أو الأرض لن تخفى على الله عز وجل , بل سيحضرها الله يوم القيامة حين يضع الميزان القسط ليجازي عليها إن خيراً فخيرٌ , وإن شراً فَشرٌّ , فعلم الله ليس له حدود , وهو اللطيف الخبير الذي لا يخفى عليه شيء .....

لذا يقول لُقمان لأبنه : تذكر يا بني قدرة الله التي لا يغيب عنها
شيء مهما كان في نظرك صغيراً وضئيلاً , وأعلم أن في الآخرة حساباً دقيقاً وجزاءً عادلاً { يَا بُنَيَّ إنَّهَا إِن تَكُ مِثقَالَ حَبَّةٍ من خَردَلٍ فَتَكُن فِي صَخرَةٍ أَو فِي السَّمَوَاتِ أوَ فِي الأَرضِ يَأتِ بهَا الله إِن الله لَطيفٌ خَبِيرٌ }



ثم قال لُقمان لأبنه : يا بني ! توجه بالصلاة إلى الله , وأقم الصلاة بحدودها وفرائضها وأوقاتها , لأنها العبادة التي تصل العبد بربه , وهي التي خُلِقَ
الإنسان من أجلها , إنها تقوي في قلبك الإحساس بمراقبة الله لك في كل أمورك{ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وأمُر بالمَعروفِ وَانهَ عَن المُنكرِ واصبِر على ما أَصابَكَ إن ذَلكَ من عَزمِ الأُمورِ }



ثم يستطرد لُقمان في وصيته لأبنه ليصل إلى الشروط التي يجب أن تتوفر في الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر : يا بني !! لا تعرض بوجهك عن الناس إذا كلمتهم أو كلموك , احتقاراً منك لهم واستكباراً عليهم , ولكن أقبل على الناس بوجهك تواضعاً .

يا بني !! لا تمشي في الأرض مشي الخيلاء والعجب والتكبر والتعالي عن الناس , لأنها مشية يكرهها الله , فهو يكره كل متكبر يتمايل في مشيته كبراً ..

يا بني !! امشي مشياً معتدلاً ليس بالبطيء ولا بالسريع ولا تبالغ في الكلام ولا ترفع صوتك , عندما تتكلم , بل تكلم بهدوء واعتدال وابتعد عن الصوت الذي يصم الآذان , فإن أقبح الأصوات صوت الحمير

{ وَلا تُصَعَّرْ خَدَّكَ للنَّاسِ ولا تَمْشِ في الأَرْضِ مَرَحاً إنَّ الله لا يُحبُّ كُلَّ مُختَالٍ فَخُورٍ , واقصدْ في مَشيكَ واغْضُضْ من صَوتْكَ إن أَنكرَ الأصوات لَصوتُ الحَميرِ }