جند نفسك لله:
ليسأل كل واحد منا نفسه كم جعل من وقته للدعوة الى الله؟
ماذا قدم لدين الله عز وجل؟
ماذا قدم لنفسه؟
كم اهتدى على يديه؟
ان الاجابات واضحة ومخجلة. لم نعط للدعوة سوى فضول أوقاتنا وسوى فضول جهودنا الا من رحم الله. لكن الفرصة لا زالت قائمة فجد واجتهد عبدالله وسارع فستبقى طائفة على الحق منصورة فجند نفسك أن تكون فى ركاب هذه الطائفة:
ها هو الشيخ الحامد أحد مشايخ الشام عليه رحمة الله- ذلك الورع التقى كما نحسبه ، يتوفى أخوه الأكبر فيثنى على علمه ودينه فى يوم من الأيام فيقولون له كيف أولاده وزوجته؟
قال لقد تحولت زوجته بالأمس الى منزل آخر والله ما رأيتها خلال أثنى عشرعاما وهم يسكنون معى فى المنزل الا يوم خرجت، موليه ظهرها لنا وألقت علينا السلام.
يعيش معها ولم ينظر اليها ولم يجلس معها وهم فى بيت واحد لأنه يعلم أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: ( الحمو الموت، الحمو الموت) ....
يذكر أأمتنا أن رجلا تاب من عمل كان يقوم به وهو من أرذل الأعمال ، كان يأتى على قبر الميت فى أول ليلة من لياليه فيفتح القبر ويسرق الكفن ويذهب ليبيعه،هذه حالته لفترة طويلة ثم ترك هذا العمل فسأل قيل له لما تركت هذا العمل؟
قال والله لقد فتحت ألف قبر من قبور أهل القبلة فما وجدت واحدا منهم موجه الى القبلة ،وأنا أفتحه فى أول ليلة من ليالى الدفن فما الذى حوله عن القبلة؟ ما الذى حوله عن ذلك الا ما كان يظهره هنا ويسر ، ما كان يخادع به هنا ظهر هناك .
بيننا وبينهم يوم تبلى السرائر، بيننا وبينهم يوم يبعثر ما فى القبور ويحصل ما فى الصدور.....
ثم انظر من بعده الى الصحابه رضوان الله عليهم تجد حياتهم قد أوقفت لله رب العالمين فى اليقظة يعملون لهذا الدين فى الليل أمانيهم لخدمة هذا الدين لم تكن حول قضايا شخصية ولا هموما أرضية يجمع عمر أصحابه يوما من الأيام ويقول تمنوا :
فيقول أحدهم أتمنى أن يكون معى ملء هذا البيت جواهر فأنفقها فى سبيل الله.
ويقول الآخر أتمنى أن يكون معى ملء هذا البيت ذهبا أنفقه فى سبيل الله.
فيقول عمر لكنى أتمنى أن يكون معى ملىء هذا البيت رجالا أستعملهم فى طاعة الله.
ها هو الشيخ عبد الحميد الجزائرى -رحمة الله- كما ورد فى تاريخ الجزائر ورد أن المندوب الفرنسى أيام الاستعمار كان يقول بكل صراحة جئنا لطمس معالم الأسلام، واستدعى الشيخ عبدالحميد وقال له اما أن تقلع عن تلقين تلاميذك هذه الأفكار والا أرسلت الجنود لقفل المسجد واخماد أصواتكم المنكرة،فقال الشيخ بثبات المؤمن:
انك لن تستطيع فاستشاط غضبا وأرغى وأزبد وقال كيف؟
قال: ان كنت فى حفل عرس علمت المحتفلين.
وان كنت فى اجتماع علمت المجتمعين.
وان ركبت سيارة علمت الراكبين.
وان ركبت قطارا علمت المسافرين.
وان دخلت السجن أرشدت المسجونين.
وان قتلتمونى ألهبتم مشاعر المسلمين.
وخير لكم ثم خير لكم أن لا تتعرضوا للأمة فى دينها فوالله لا نقاتلكم الا بهذا الدين .
ولن يصل الطغاة الى قلب مؤمن مهما فعلوا.
(( انا لننصر رسلنا والذين آمنوا فى الحياة الدينا ويوم يقوم الأشهاد))
اللهم يامن لا تضره المعصية ولا تنفعه الطاعة أيقظنا من نوم الغفلة
ونبهنا لاغتنام أوقات المهلة ووفقنا لمصالحنا واعصمنا من قبائحنا وذنوبنا ولا تؤاخذنا بما انطوات عليه ضمائرنا وأكنته سرائرنا من أنواع القبائح
والمعائب التى تعلمها منا واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والأموات
يا أرحم الراحمين
الروابط المفضلة