السلام عليكم أخواتي إخواني و رحمة الله و بركاته
فقد قرأنا في هذا المنتدى الطيب عن حقائق حول نظر الحبيب الرسول عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم و قد أتاني هذا الإميل من منتدى آخر فأردت اطلاعكم عليه من أجل النقاش و الدراسة و التعمق
و هذا هو منقول كما هو مع اسم الكاتب
الموضوع شيق, ولكنه للأسف مبني على أخطاء علمية وتفسيرات قرآنية غير دقيقة, تنقض صحته.
أول خطأ علمي شنيع هو عدم وجود أي مصدر أو مرجع للتحقق, هذا كافي لرده.
"الشيطان وهو من الجان خلق من نار أي من الاشعه تحت لحمراء"
كيف تم الوصول إلى هذه النتيجة؟ كيف أصبحت النار أشعة تحت حمراء؟
ثم إن خلق الجن من نار في البداية لا يعني بالضرورة أن تظل من نار. فقد خلق الله الإنسان من تراب في البداية ولكنه الآن من خلايا متعددة و متطورة.
"أما الديكة فترى الأشعة البنفسجية والملائكة مخلوقة من نور أي من الأشعة البنفسجية ..."
هذا خطأ. الأشعة (فوق) البنفسجية هي مجرد أحد أنواع النور. النور إسم عام جداً, وخلق الملائكة من نور لا يدل أبداً على أنها من الأشعة فوق البنفسجية.
ثم إن هناك العديد من الأجهزة ترى وترصد الأشعة فوق البنفسجية, على خلاف إدعاء الكاتب, أحدها هو منظار تصوير الأشعة فوق البنفسجية الفائق
وهذه بعض الصورة للشمس بتردد فوق بنفسجي:
وجود هذه الأجهزة, وعدم تصويرها لأي نوع الملائكة يثبت أن الملائكة عليهم السلام ليسوا مخلوقين من أشعة فوق بنفسجية. بالفكرة نفسها, نستطيع أن نثبت أن الجن ليسوا مخلوقين من أشعة تحت حمراء, لأنه لاتمكن رؤيتهم بالمناظر المخصصة لذلك.
أما كل ما يقال عن بصر الحديد, فهو ملخبط, بعضه مقبول, وبعضه مشتبه فيه, وبعضه خطير جداً.
فالمقبول هو قوله:
"كل إنسان يوجد على بصره غطاء يمنعه من رؤية أشياء كثيرة .. وبعد الموت يصبح بصر الإنسان قويا بعد أن يزاح هذا الغطاءعن العين ..عندها سيرى كل شيء الجن والملائكة وغير ذلك .."
ولكن غير رؤية الملائكة والجن, فالمهم أنه سيرى الحق بكل وضوح. وهذا أوضح ما يدل عليه سياق الآيات:
وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ
وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ
لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ
وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ
أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ
قال فيها المفسرون ثلاثة أقوال, أحدها هو أن المخاطب هو النبي عليه الصلاة والسلام, قال إبن كثير بعد أن ذكر هذا القول :
والظاهر من السياق خلاف هذا بل الخطاب مع الإنسان
والمشتبه فيه هو أن هذه النظرية عن البصر الحديد لا تعدوا كونها ظناً وتوقعاً.
وأما الخطير, وهو شديد الأهمية, وأرجوا التركيز في هذه النقطة:
فهو أن يبني هذه النظرية الخرافية, ثم يفسر بها شيئاً من صفات الله تبارك وتعالى.
يقول:
"أي إن الله سبحانه وتعالى لم يكلم أحد من الأنبياء إذا استثنينا موسى عليه السلام ...
إلا بطريقتين :
أما عن طريق جبريل عليه السلام ...
أو من وراء حجاب ...
فما هو هذا الحجاب ؟؟
إنه البصر الحديد الذي ينشط عند النوم ..."
هذا قول الله على الله بغير علم, بل وأكثر من ذلك.. فلو أراد أحد أن يفسر أحد صفات الله تعالى بالعلم المثبت, لأنكرت عليه لأن القوى الفيزيائية اللتي جعلها الله في الكون (واللتي لا يعدوا العلم الأرضي إلا أن يكون تفسيراً لها) قابلة للتغير بكل سهولة. فمثلاً لو زادت كتلة الإلكترون أو شحنته قليلاً لانهدم بناء الكون الفيزيائي كما نعرفه, ولأصبح الخلق خلقاً آخر.
فما لدينا من علم حديث هو شديد القصور, ولا يمكننا من معرفة الحوادث اللتي نراها كل يوم. فلا نعرف مثلاً ماهي أصغر وحدة لبناء المادة (ليست النيوترانات, ولا البروتونات, ولا الإلكترونات, وقد لا تكون حتى الكواركات), وليس لدينا أي تفسير لماهية قوة الجاذبية.. لاحظ أننا محاطين بالمادة والجاذبية وندرسها من آلآف السنين, لكن لا نعرف عنها الكفاية! فكيف نحاول تطبيق هذا العلم القاصر على مخلوقات لا نعرف عنها إلا مادة الخلق الأساسية, ولا حتى هذه لا نعرف ماذا تعني بالتفصيل, فهل خلق الملائكة من الضوء المرئي؟ أم من أشعة إكس؟ أم من تفسير آخر للضوء لا نعرف عنه أي شيء؟؟
أما أن نحاول تفسير أحد خصائص الله تعالى بهذا العلم, فهذا لا يعقل..
أما الجريمة الكبرى, فهي محاولة تفسير أحد خصائص الله تعالى بنظرية ليست حتى قريبة من العلم, بل هي ظن وتوقع ونظر في أدلة بغير علم. وهذا شديد الخطورة ويجب أن ننتبه إليه ونفدنه كلما لاحظناه..
أرجوا نشر هذا الرد في أي مكان ينشر فيه هذا الموضوع. لأن الموضوع والله ليس سهلاً, وعامة الناس تحسن الظن وتصدق, حتى إذا إثبت عكس هذا الكلام إهتز إيمانهم ولاحقتهم الشكوك, وما ذلك إلا لأنهم بنوا إيمانهم على مثل هذه الخرافات.
أختي, لا أستطيع شكرك كفاية على نقل هذه المادة اللتي ما كنت لأطلع عليها لولا نقلك لها. وأنا في هذا الرد لا أتهمك بأي شيء, فأنا أدرك أنكِ مجرد ناقلة. أحسن الله إليكِ.
تثبتوا يا إخوان حفظكم الله. رسائل الإيميل العائمة هذي مليئة بالأخطاء الشنيعة. تحققوا فيها أجلكم الله وأرسلوا الردود إلى من وصلتكم الرسالة منه وإلى كل من أرسلتم له الرسالة قبل إطلاعكم على الرد. فالحق أحق أن يتبع, ووالله إن الرجوع إلى الحق هو أكثر الأعمال شجاعة وأحقها بالإحترام.
نقلاً عن الأخ الكريم / جهاد
الروابط المفضلة