الطريق من هـا هـــنا ..
كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قمةً في كل شيء ،
بل هو أعظم قمةٍ إنسانية تتطلعُ البشرية إليها ، لتقربَ من كمالاتها
لقد دعا صلى الله عليه وسلم _ بقولهِ وفعله _ إلى أعظم ما يمكن أن يخطرَ في بال البشريةِ من أخلاقيات رفيعة ، وسلوكيات عالية ، وقيم سامية ،
وكان هو عليه أفضل الصلاة والسلام نموذجاً عمليا رائعا مبهراً لما يدعو إليه ،
نفس راقية ، وروح شفافة ، وقلب معمورٌ مغمورٌ بحبّ الله تعالى ،
وجسد صابر على طاعةِ الله ، فرح بالجهد في خدمة الله ،
ولسان لاهج بذكر الله لا يفتر عن ذلك نهاره وليله ،
وحركة لا تهدأ من أجل الله حيثما حل يحمل هم دعوة ربه ،
وفكر متقد لا يتوقف عن التفكير فيما يزيده قربا من الله سبحانه ،
وعطاء لا ينضب كأنه صلى الله عليه وسلم النهر المتدفق بسخاء لا ينقطع ،
وحب للناس شديد ، وحرص عليهم إلى درجة تبهر القلب ،
ورأفة عجيبة بكبارهم وصغارهم على السواء ، كأنهم جميعا أبناؤه فلذات أكباده !
ورحمة شاملة مبهرة وسعت حتى العجماوات في سماها أو أرضها .!
وذكاء متقد حاد ، وفطنة لا مثيل لها على الإطلاق ،
وشجاعة لا نظير لها ، حيث تراه ثابتاً في مواقف ترتعد لها قلوب الأبطال
وعبادة متصلة تنقطع دونها الرقاب ، وحلم يدير الرأس وأنت تتابع مواقفه فيها .
وسخاء مذهل فكان يعطي عطاء من لا يخاف الفقر ، حتى ليصبح أكرم الناس إلى جانبه تلميذاً صغيراً يتعلم فن العطاء ..!
كان بوسعه أن يكون أغنى الناس لو أراد ذلك .. ولكنه كان يؤثر الناس على نفسه صلى الله عليه وسلم ..
وكان أباً ونعم الأب محمد .. وكان زوجاً مثالياً صلى الله عليه وسلم ..
وكان معلماً ومربياً لا مثيل له في التعليم والتربية ، ولقد تخرج من تحت عباءته رجال ربانيون يوازي الواحد منهم أمة من الناس ، ونساء فريدات في التاريخ استطعن أن يربين بالتربية النبوية شبابا صنعوا لهذه الأمة نهارها !
وكان نموذجاً مجسداً للتواضع الجم العجيب ، والأدب العالي الفريد ..
وكان .. وكان .. وكان .. وحدث عن البحر بانتشاء ولا حرج ..!
إنك لن ترى مثله _ لا قبله ولا بعده _ أحداً يماثله صلى الله عليه وسلم
وباختصار :
لقد اجتمعت فيه عليه الصلاة والسلام خصلتان لم تجتمعا في غيره :
أما الأولى : فما من خلق من الأخلاق الكريمة الفاضلة ، إلا وتجدها فيه ، وقد تحلى بها .. ومن ثم يمكنك القول في ثقة :
لقد اجتمعت في محمد صلى الله عليه وسلم كل الأخلاق الفاضلة الحميدة ..!
أما الثانية :
فإنه صلى الله عليه وسلم كان القمة في كل خلق من تلك الأخلاق جميعها .!
فلم يكن شجاعاً فحسب ، بل كان أشجع الشجعان ..!
ولم يكن كريما فحسب ، بل كان أكرم الكرماء على الإطلاق ..!
ولم يكن حليما فحسب ، بل كان أحلم الناس ..
ولم يكن عابدا فحسب ، بل كان القمة التي لا يدانيها أحد في العبادة ..!
وعلى هذا قس .. يتجلى لك محمد صلى الله عليه وسلم فريدا في تاريخ البشرية كلها .. صلوات الله عليه وسلامه وبركاته ..
حتى قال أحد المفكرين :
( إن منتهى آمال الأخلاقيين أن يقلدوه في خلقٍ واحد من أخلاقه ،
ومع ذلك لا يرتقون بهذا الخلق إلى بعض ما عنده صلى الله عليه وسلم )
ولله در الشاعر حيث قال :
واللهِ ما خلقَ الإلهُ ولا برى ** بشراً يُرى كمحمدٍ بين الورى
ولذا فقد أمرنا ربنا سبحانه أن نجعل حياة محمد نصب أعيننا دائماً ،
( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا )
نتخيل أنفسنا معه إلى جانبه ، نشاهده ، نتابع حركته ، نصغي إلى كلامه ،
فنجهد أن نحاكيه فيما يفعل ، ونتفاعل مع توجيهاته ..
ذلك لنبقى مشدودين دوماً إلى القمة ، فإن نجحنا في ذلك ،
نحظى بمحبة الله سبحانه لنا .. وهل بعد هذا بعد ؟!
(قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ .. )
فيا خيبة الذين يقلبون وجوههم في كل سماء، بحثاً عن قدوة غير محمد
صلى الله عليه وسلم ..!
ويا خيبة الذين يتلمسون أساليب وفنون التربية والتعليم ، بعيدا عن مدرسة محمد
صلى الله عليه وسلم ..!
الكمال هاهنا .. القمة هاهنا .. النموذج الأمثل هاهنا ..
فمن أراد أن يسير إلى المجد والعزة والكرامة ، فليقطع العمر مقتفياً إثر هذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ..
وكل طريق إلى العزة والمجد غير طريق محمد صلى الله عليه وسلم فمسدود مسدود مسدود ..!!
اجعل شعارك منذ اليوم :
في ضميري دائماً صوت النبي ** آمراً : جاهدْ وكابدْ واتعبِ
صائحاً : غالبْ وطالبْ وادأب ِ ** صارخاً : كن أبداً حراً أبي
نسأل الله سبحانه أن يعيننا على حسن التأسي برسوله الكريم
.........................................
mangoool
الروابط المفضلة