من ساعات الاحتضار لدى الغافلين:
ذكر الذهبي أنه لما حضرت سكرةُ الموت عبدَ الملك بن مروان سمع غسالاً بجوار القصر فقال: ياليتني كنت غسالا, يا ليت أمي لم تلدني, يا ليتني ما توليت الخلافة.
فقال سعيد بن المسيب سيد التابعين لما سمع هذا الكلام: الحمد لله الذي جعلهم يفرون إلينا وقت الموت ولا نفر إليهم.

وعبد الملك بن مروان هذا لما انتصر على مخالفيه وقتل مصعب بن الزبير بالعراق نشر المصحف يوم بويع بالخلافة وقرأ فيه ثم طبقه وقال: هذا آخر عهدي بك !!!
قال الذهبي معلقا في السير: اللهم لا تمكر بنا .

وأحد الغافلين حضرته الوفاة والناس حوله يلقنونه الشهادة وهو يقول : هل رأى الحب سكارى مثلنا...!.!.! إلى أن مات عليها ( والعياذ بالله ).

وآخر يقولون له: قل لا إله إلا الله , (وهو تاجر) , فيقول: 6 في 5 كم تساوي؟؟
أسأل الله أن يثبتني وإياكم.


من ساعات الموت عند الصالحين:
معاذ بن جبل رضي الله عنه.... أتته سكرات الموت مع الفجر , فقال اللهم إني أعوذ بك من صباح إلى النار, اللهم إنك تعلم أني لم أحبب الحياة لغرس الأشجار ولا لجري الأنهار ولا لعمارة الدور, ولا لبناية القصور , لكني كنت أحب الحياة لثلاث خصال:
لمكابدة الهواجر ( أي صيام الأيام الحارة ).
ولقيام الليل.
ولمزاحمة العلماء في حلق الذكر.

أما نحن لو سُـئـلـنـا لقلنا: كنا نحب الحياة لنزور فلانا وعلانا, ولنركب السيارة الفاخرة , ونسكن في الشقة الوثيرة ولنتمتع بالأطعمة الفاخرة ... والله المستعان.

وحضرت الوفاةُ الأعمش المحدث الكبير فبكى أبناؤه فقال: لا تبكوا علي, فوالله ما فاتتني تكبيرة الإحرام مع الإمام ستين سنة (الله أكبر).

وعامر بن ثابت بن الزبير كان يسأل الله الميتة الحسنة , فلما سئل عنها قال: أن يتوفاني الله وأنا ساجد. فصلى المغرب يوما فقبضه الله وهو في السجود من الركعة الأخيرة, فطوبى لهم من قوم صالحين.

فيا عباد الله اغتنموا أوقاتكم بالطاعات والعبادات لعل الله يرحمكم, واحرصوا على أوقاتكم أشد الحرص, فالوقت هو الحياة...



دقات قلب المرء قائلة لـــه ******* إن الحياة دقائق وثـوان
فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها ******* فالذكر للإنسان عمر ثان

واعمل لتلك الساعة التي ستتمنى فيها العمل ولكنك لن تستطيع...

خرس إذا نودوا كأن لم يعلموا ******* أن الكلام حلال مطلق!!!


وصلى اللهم على نبيينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والله المستعان على ما نقول والحمد لله رب العالمين
منقول من طريق الاسلام .