بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ،وأشهد أن لا إله الا الله وأشهد أن محمدا رسول الله.
أما بعد:
هناك سؤالين مهمين لابد أن نسألهم لأنفسنا.
فالسؤال الأول:

من أنت؟
لعل هذا السؤال قد واجهك في كثير من الأحيان والمواقف بطرق مختلفة.
قد تُسأل من أنت ؟
فتجيب:
أنا الدكتور .... فلان
أنا المهندس .... فلان
أنا الشيخ .... فلان
أنا إسمي .. كذا
أنا من المكان الفلاني.
لكن هذه ليست الإجابة المهمة.
إذن فالسؤال الصحيح من أنا وليس من أنت؟؟
من أنا ؟؟ للبحث عن أنفسنا.
ومن أنت؟؟ في الحكم على الناس.
فمهمتنا هو البحث عن أنفسنا وليس البحث عن الناس.
فالسؤال هنا:
من أنا؟؟
بمعنى ما اسمي عند الله؟؟
هل اسمي المؤمن أم المنافق؟
هل اسمي الصدوق أم الكذوب؟
هل اسمي الأمين أم الخائن؟
(من أنا؟؟)
سؤال يحتاج للتفكير في أعمالنا حتى نعرف ما إسمنا عند الله؟
ففي يوم القيامة ينادى المؤمن بأحب الأسماء التي كان يدعى بها في الدنيا.
أما الكافر فينادى بأبغض الأسماء التي كان يدعي بها في الدنيا.
إذن لابد من إستعراض أعمالنا وننظر بناء على ذلك؟؟
هل تستاهل دبلوم في الكذب؟
هل تستاهل ليسانس في الفجور؟
هل تستاهل بكالوريس في الجرأة على حدود الله؟
فلابد من مراجعة أنفسنا ونياتنا ....!!!
فالمؤمن يشرب ويأكل حتى يتقوى على عبادة الله .. لا لشهوة
المؤمن يتزوج لكي يعف نفسه .. لا لشهوة
المؤمن ينام حتى يتقوى على طاعة الله .. لا لشهوة

السؤال الثاني:
ماذا تريد؟؟
هل تريد الدنيا أم الآخرة؟
قد تجيب وتقول : أريد الإثنين.
لكن لابد من الإختيار إما دنيا أو آخرة.
لماذا؟؟
لإن الطريق مختلف ... فالدنيا ذاهبة .. والآخرة مقبلة.
قال تعالى:"من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف اليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون * أولئك الذين ليس لهم في الآخرة الا النار"
لكن هذا لا يعني ترك العمل في الدنيا ، لكن لابد من ربط العمل بالنية فقال صلى الله عليه وسلم:"إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرئ ما نوى"
فهناك فرق بين الذي يجمع المال ليشتري شقة ليتزوج ليعف نفسه وبين الذي يجمع المال ليشتري شقة ليتزوج التي يحبها.
وهناك فرق بين الذي يشتري سيارة مكيفة ليركبها حتى يبعد نفسه عن الإزدحام والإختلاط وبين الذي يشتري السيارة حتى يتمتع أو يعاكس بها النساء.
إذن لابد أن تسأل نفسك:
من أنت؟ " أي ما إسمك عند الله"
وماذا تريد؟
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
منقولة بإختصار عن محاضرة للشيخ محمد حسين يعقوب.

جزاكِ الله خيرا ولاحرمكِ الاجر ..