إن حال اللغة العربية في عصرنا الحالي ، سيئة جدا ، فأبناؤها من العلماء والمثقفين في الداخل يلجأون إلى استخدام لغات أجنبية في كتاباتهم وفي مؤتمراتهم واجتماعاتهم ...ويفخرون بأنهم يتحدثون لغات أجنبية ، ويحتجون بأن اللغة العربية ليست لغة علمية ..وأبناؤها من المعلِِمين لم يتمكنوا من إتقانها فغلبوا لهجاتهم العامية في تعليم أبنائنا ..
ولذلك فإن عقوق أبناء اللغة العربية للغتهم ، وانهزامهم النفسي امام الزحف اللغوي ، واستسلامهم في مجال العلوم للغة الأجنبية ، قد أوصلها إلى الحال التي هي عليه .
إن هذا الواقع اللغوي المرير ، ليس في صالح التقدم للغة العربية ولا في صالح الإسلام والتراث الإسلامي ، وإن استمرينا فيه ، نكون قد قدمنا خدمة كبيرة لأعداء عقيدتنا وثقافتنا .
فالغرب قد حارب اللغة العربية في شتى البلاد العربية والإسلامية ، بوسائل عديدة ، واتهموها بالقصور من جهة ، وبالتعقيد من جهة اخرى ، وراحوا يدعون إلى العامية ويدافعون عنها بقوة واندفاع. وليس ذلك لشيئ إلا لقتل اللغة العربية وتدميرها مما يحقق هدفهم الأوحد ألا وهو ضياع تراثنا وحضارتنا الإسلاميين ، ويساهم حسب اعتقادهم في اندحار الإسلام والعياذ بالله.
ولكن مرادهم هذا لن يتم بإذن الله ما دام الله قد وعدنا بحفظ كتابه الكريم"إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " (الحجر : 9 ) .ثم ما دام فينا حما ة هبوا قديما وسيهبون حديثا ، مستخدمين كافة الإجراءات التي تدافع عن العربية .
اما الأزمة النفسية عند المثقفين الذين فقدوا ثقتهم بلغتهم ، فإن علاجها لن يتم إلا إذا قمنا بثورة ترد إلى لغتنا اعتبارها في أنفسنا ،مما يمكننا من مواجهة الغزو اللغوي الذي تتعرض له لغتنا.
<FONT COLOR="#800080" SIZE="2" FACE="Simplified Arabic,Verdana">تم تحرير الموضوع بواسطة nashaat بتاريخ 21-01-2001 الساعة 04:04 PM</font>
الروابط المفضلة