^
^
^
يجب أن تعلموا أن مدار قبول الأعمال عند الله على النية الصالحة الخالصة ، فمن كان الباعث على العمل عنده إرادة وجه الله ورضاه وسلم من التصنّع للخلق فهذا هو العمل المقبول بإذن الله تعالى يقول سبحانه ( إنه على رجعه لقادر يوم تبلى السرائر ) يوم يفضح كل إنسان على رؤوس الأشهاد فيظهر وتظهر السرائر
إن الله تعالى قد مدح المؤمنين الصادقين وذكر أنهم مخلصون له في كل شيء فقال سبحانه ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ) قال الشوكاني رحمه الله تعالى في تفسيره " يريدون بدعائهم رضى الله ، فلا يريدون بعملهم مغنماً ولا منصباً ولا عرضاً من عروض الدنيا " أ.هـ كلامه
يقول شداد بن أوس كنا نعد الرياء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الشرك الأصغر ) .
إن الرياء شرك أصغر ينافي كمال التوحيد وإن هذا المرائي قد نظر إلى الحياة الدنيا وزخرفها فاستعجل الحمد والثناء من الناس ونسي الأجر في الآخرة فكان ممن قال الله فيهم من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون ، أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون
يقول اين القيم رحمه الله تعالى ( الاخلاص ألا تطلب على عملك شاهداً غير الله ، ولا مجازياً سواه ) أ.هـ كلامه ، ويقول أحد السلف " إذا فُقد الاخلاص فلا تبقى إلا الرسوم والأشكال التي تُخفي وراءها فساد الخلق ، ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب
أخي الحبيب
إعلم أن أكثر الناس إنما هلكوا لخوف مذمة الناس أو حب مدحهم ، فصارت أعمالهم على ما يوافق هوى الناس قال قتادة رحمه الله / من كانت الدنيا همه ونيته ، جازاه الله بحسناته في الدنيا ، ثم يفضي إلى الآخرة ، وليس له حسنة يعطى بها جزاءً ، وإن المؤمن ليجازى بحسناته في الدنيا ويثاب عليها في الآخرة
وقال صلى الله عليه وسلم يوماً لأصحابه : ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال ؟ قالوا بلى يارسول الله فقال عليه السلام : الشرك الخفي يقوم الرجل يصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل " رواه أحمد في المسند
وقال صلى الله عليه وسلم " أتخوّف على أمتي الشرك ، قالوا يارسول الله أتشرك أمتك من بعدك !!؟ قال نعم ، أما إنهم لايعبدون صنماً ولا حجراً ولا وثناً ولكن يراءون بأعمالهم " رواه احمد وابن ماجه
قال الامام ابن القيم / لا يجتمع الاخلاص ومحبة المدح والثناء في قلب مؤمن
فعلينا أيها الأخوة أن نحاسب أنفسنا وأن ننتبه لهذا الأمر الخطير ولتعلم أيها الأخ أن الله تعالى إذا أحب عبدا من عبيده فإن ذلك يكون في قلوب الخلق من حيث لا يشعرون ، ولا يكن هم الانسان هذا الشيء ولكن هذا مما يعزي العبد المؤمن
واختم حديثي بحديث رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : إذا جمع الله الأولين والآخرين ليوم لا ريب فيه ناد مناد / من كان أشرك في عملٍ عمله لله فليطلب ثوابه من عند غير الله ، فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك "
الروابط المفضلة