انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 3 من 3

الموضوع: أفتـش عـن الـهــــــــم فـلا أجـــــــــــــــــده؟ !

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    الردود
    89
    الجنس

    أفتـش عـن الـهــــــــم فـلا أجـــــــــــــــــده؟ !

    لم تزل أساتذة الحكمة والفلسفة تتطلع إلى الوقوف على طريقٍ واضحةٍ بها يُطوى بساط الهموم والأحزان
    ، وبسببها تشرق في القلب شموس السعادة والأفراح . والسعادة معنىً من المعاني الاعتبارية المتعلِّقة
    بالنفس البشرية كالرضا والغضب والحب والبغض وغيرها ،
    فهي معانٍ غير محسوسة ، فلا يمكننا معرفتها بالحواس ،
    ولا نستطيع الوقوف على حقيقتها إلا من خلال أثرها في الواقع المشاهد
    ،وهذا يعني أنه لا بدَّ لها من مظهر خارجي يُيرِزُها ، بحيث تتجلَّى فيه
    ويكون عنواناً لها ودليلاً عليها ، كالعلامات التي تظهر على قسمات الوجه وأساريره
    ، فهي تعبير دقيق عن الخلجات الكامنة في طوايا النفس الإنسانية .
    والسعادة معنىً وإن اختلفت الأقوال في ضبطه و اضطربت الفهوم في حدِّه
    ورسم معالمه ،فإن جميع ما قيل فيه يرجع كما يقول علماء الأصول
    إلى وصول النفس إلى أُنسها ولذَّتها بتحصيل ما يلائمها طبعاً .
    غير أن جميع ما سخَّره الله لنا في هذه الحياة الدنيا من مُتعٍ وملاذّ ،
    لا يكاد يتحصَّل لأحدنا منها متعة خالصة من شوائب الأكدار
    ولا لذة خالية من المنغِّصات . فالشأن في هذه الدار أنها دار تمحيص وامتحان
    ، كما قال الفاطر الحكيم العليم بخلقه سبحانه وتعالى ( و نبلوْكم بالشر والخير فتنة ) ،
    فهي مطبوعة على التضادِّ في جميع أحوالها والتبدُّل في سائر أوضاعها ،
    وهذا هو سرُّ التمايز بين أشياءها ، وسرُّ ظهور الحُسْنِ والقُبْحِ فيها ،
    كما قال الأول : فالضدُّ يُظهر حُسْنَه الضدُّ .
    إذ لولا الظمأ لَمَا وُجد للماء البارد طعم ، وقد ذكروا أن ألذَّ لذَّات الدنيا
    هو الماء البارد تشربه على الظمأ ولولا ألم التعب لما وُجد في الراحة
    ولا في النوم لذَّة وقد قيل:
    لا يعرف الشوق إلا من يكابده *** ولا الصبابة إلا من يعانيها
    فلا يتخلَّص للإنسان في هذه الدار خيرٌ محض ولا شرٌّ محض ،
    فما من لذةٍ في الدنيا إلا وهي ممزوجة بما يعكُّر صفوَها مما يقترن به
    ا أو يسبقها أو يلحقها . ولعل أيسر هذه الأكدار- و هو أظهرها لمن تأمَّل-
    أن هذه المُتع واللذائذ زائلةٌ لا محالة ، فلن يبقى منها غير التعلُّل والتذكار قال سبحانه :
    ( كمثل غيث أعجب الكفَّارَ -أي الزراع- نباتُهُ ثم يهيج فتراه مصفرَّا ثم يكون حطاما ) .
    فأيّ قيمةٍ للذةٍ نجنيها من تحصيل شهوة أو شهرة أو نعيم أو منصبٍ ما إن نُحصِّلُهُ
    حتى يُتخطَّف من بين أيدينا ، فيجري في موقف التوديع له من ألم فراقه حزن عظيم ،
    فتكون اللذةُ محشوَّةً بأَلَمِ فواتها ، كما قال المحبُّ المتعلِّق الولهان يشكو هذا المعنى :
    الليل إن وَصَلَتْ كالليل إن قَطَعَتْ *** أشكو من الطول ما أشكو من القِصَرِ
    فالأمر كما قيل :
    فأبكي إن نَأَوْا شوقاً إليهم *** وأبكي إن دَنَوا خوف الفراق
    فمن رام في هذه الدنيا الحصول على لذَّةٍ أبدية غير مشوبة بما يمرِّرُ حلاوتها وغير معرَّضة
    لما يمنع من استمرارها ، فقد تعلَّق بالسراب ورامَ وهْماً ، وربما أنشد متأوِّهاً :
    آهاً لأيامنا بالخيف لو بَقِيَتْ *** عشراً وواهاً عليها كيف لم تدُم
    وإنك إن أخذت بمجامع نظرك وجُلْت في ربوع أحكام الشريعة ووقفت على دقائق حِكَمِها
    مستشعراً معانيها ، متأملا في مقاصدها ومراميها فإنك لن تجد فيها إلا حادياً
    يسوقك سوقا إلى أعلى غاية تتغيَّاها ، وهي سرُّ سعادتك في الدنيا
    قبل سعادتك في الآخرة .فهي ترتقي بنظرك ليكون نظر العاقل العارف
    بحقائق الأمور المتبصِّر بطبائعها المطَّلع على مآلاتها ،
    فلا يغرُّه منها حُسن مظهر ، فإن أقبلت سرَّه إقبالها عليه
    وإن أدبرت لم يَأْلم من إدبارها عنه لِأن هذا شأنها ، فهو في كلا الحالين متعرِّف عليها
    ، مُوَطِّن لنفسه على ما عَلِم من أخلاقها ، فتصغر في عينه الأمور الجسام
    وتذِلُّ له المصائب العظام ، كما قال كُثَيِّر :
    فقلت لها يا عزُّ كلّ مصيبة *** إذا وُطِّنت يوما لها النفس ذلَّتِ
    ورحم الله ذلك العبد الصالح حين جاءه أحد تلاميذه يشكو إليه سوءَ معاملة الزمان
    وما حلَّ به مِن هجوم الهموم والأحزان ، فما كان من العبد الصالح إلا أنْ نبَّهَهُ
    إلى أن أحوال العبدِ أربعةٌ لا خامس لها ، وأنك مهما تأمَّلت في نفسك
    فإنك ستجد أن الواقع عليك إما نعمة وإما مصيبة ، وأن الواقع منك
    إما طاعة وإما معصية ، وأنك لن تخرج عن واحدة من هذه الأحوال الأربعة ، ثم قال له :
    فإن كنت في نعمة تتقلب ، فاشكر الله عليها .
    وإن كنت في مصيبة تتألَّم فاعلم أنها أصابتك بعلم الله وبإرادته ،
    فاصبر لحكم ربِّك وكِل أمرَك إليه .
    وإن كنت متقلِّبا في طاعة ، فاشهد مِنَّةَ الله أن أعانك عليها .
    وإن كنت متلبِّسا بمعصية ، فتُبْ إلى الله واستغفره .
    قال الشاكي : فقُمْتُ مِن عندِه وكأنما كانت الهموم والأحزان ثوبا نَزَعْتَهُ .
    ثم سأل الأستاذ تلميذه : كيف حالك ؟ فقال التلميذ : أُفَتِّش عن الهم فلا أجد الهم .
    ولعل هذا العبد الصالح استلَّ هذا المعنى من قول من أُوتي جوامع الكلم
    صلوات ربي وسلامه عليه:
    ( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كلَّه له خير ولا يكون ذلك إلا للمؤمن ،
    إن أصابته سرَّاء شكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضرَّاء صبر فكان خيرا له ) .
    وإن أنسَ لن أنسَ يوما ركبت فيه سيارة أجرة في إحدى البلاد العربية
    وقد علا فيها صوت غناءٍ صاخب ، فرغبت متلطِّفا إلى السائق أن يخفِِّض الصوت أو يقطعه
    ، فتأوَّه شاكياً إليَّ جراحا في سويداء قلبه وأخذ يبثُّني آهاته الحرَّى ولوعة قلبه الحزين من صروف الزمان وعواديه ،
    وكأنه لم يجد سبيلا يداوي به جراح نفسه المعذَّبة غير الآهة والنغمة والصوت الشجيِّ
    ، يبثُّهما نجوى قلبه الملتاع ، لعله يجد في الجرْس والإيقاع
    ما يستثير به خلجات نفسه المضطربة ، فتركْتُهُ مسترسلا في شرح ما يعاني ،
    وأفاض ثمَّ أفاض ونفَّس عن نفسِهِ ما شاء الله أن يُنفِّس ، فلمَّا لمْ يَبْقَ لديه ما يقول
    سألته إن كان يجد من سماع هذه الأصوات الصاخبات والآلات المطربات طمأنينةً
    وسكينةً تغمر قلبه أم أنها تُهيِّج فيه طرباً آنيَّاً ما يلبث إلا ويعقبه انقباض وضيق في صدره ؟
    ساعتها نظر إليَّ نظرة من استيقظ من رقدته وأفاق من سُبَاته وقال :
    نعم ما إن أنتهي من هذا الصخب والضجيج حتى أشعر أحياناً بضيق يطبق على صدري
    لا أدري له سببا ولا أجد عنه مخرجا ! ! !
    وههنا نظرت فإذا بي أرى شيخا هرماً خارجاً من أحد بيوت الله متوجها إلى بيته
    فقلت لصاحبي : الذي تطلب أمامك ، ههنا تلقى سعادتك التي تنشد وتجد ضالَّتك التي بها تسترشد
    .فأخذ صاحبي يحدِّق النظر في الشيخ وفي هدوئه ووقاره ،
    وكأنه يقول في نفسه مخاطباً الشيخ :
    ليلي بوجهك مشرقٌ **** وظلامه في الناس ساري
    الناس في سَدَفِ الظلام **** وأنت في ضوء النهار

  2. #2
    شروق الامل... غير متواجد زهرة لا تنسى "إشراقة الحرف - زهرة الحوار "
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الموقع
    أحب زوجي
    الردود
    10,864
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    2
    فإن كنت في نعمة تتقلب ، فاشكر الله عليها .
    وإن كنت في مصيبة تتألَّم فاعلم أنها أصابتك بعلم الله وبإرادته ،
    فاصبر لحكم ربِّك وكِل أمرَك إليه .
    وإن كنت متقلِّبا في طاعة ، فاشهد مِنَّةَ الله أن أعانك عليها .
    وإن كنت متلبِّسا بمعصية ، فتُبْ إلى الله واستغفره .
    قال الشاكي : فقُمْتُ مِن عندِه وكأنما كانت الهموم والأحزان ثوبا نَزَعْتَهُ .
    ثم سأل الأستاذ تلميذه : كيف حالك ؟ فقال التلميذ : أُفَتِّش عن الهم فلا أجد الهم .
    ولعل هذا العبد الصالح استلَّ هذا المعنى من قول من أُوتي جوامع الكلم
    صلوات ربي وسلامه عليه:
    ( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كلَّه له خير ولا يكون ذلك إلا للمؤمن ،
    إن أصابته سرَّاء شكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضرَّاء صبر فكان خيرا له ) .
    كلام جميل

    جزاك الله خيرا

    جعل الله كل أيامنا بعيدة عن الهم

    اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ..
    § •°• رحلتي مع السعادة , ومن أين بدأت وكيف أصبحت , شاركوني فرحتي بها •°• §
    الاستغفار بنية طلب شئ معين !!! ما حكمه ؟

    قصص للمداوميين على الأستغفار وقيام الليل

    http://www.lakii.com/vb/a-6/a-754247/

    أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم
    وأتوب إليه


    قال ابن القيّم : إذا أردت أن تعرف قيمتك عند الله فانظر بماذا يشغلك ؟!




    اللهم اغفر للمؤمنيين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات



  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    الردود
    89
    الجنس
    اللهم آمين



    سعيدة بمرورك الطيب



    أسأل الله لي و لك و للجميع الجنه . اللهم آمين

مواضيع مشابهه

  1. ×× هـذه قصتها ×× فـلا تكونـي مِـثـلها ××
    بواسطة بسمـة في روضة السعداء
    الردود: 13
    اخر موضوع: 21-09-2010, 12:21 PM
  2. ابتعد عن ــلا من أ....
    بواسطة أم هنووود في ركن المواضيع المكررة
    الردود: 1
    اخر موضوع: 26-12-2009, 11:24 PM
  3. بــ،ــلا،يــ،ــز حـــــــــــــــــــــلوه
    بواسطة بنت الشاطى11 في الأزياء والأناقة
    الردود: 2
    اخر موضوع: 03-02-2008, 10:59 PM
  4. هل تجد..غــ نـجـد ــلا .. مرسى في بحرأعيونكم؟؟
    بواسطة غــ نـجـد ــلا في ملتقى الإخــاء والترحيب
    الردود: 14
    اخر موضوع: 19-11-2006, 03:32 AM
  5. ... فـلا تـخـضـعـن بـالـقـــول ...
    بواسطة أحْـــــمَـدْ في روضة السعداء
    الردود: 4
    اخر موضوع: 12-11-2005, 08:17 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ