خاتمة:
بعد أن تحدثنا عما في سورة الحجرات من آداب وتوجيهات ترمي إلى بناء عالم إسلامي مثالي ، يقوم على أساس العقيدة الخالصة لله تعالى ، فإننا نصطدم بواقع مرير أغرقت فيه المادية الحديثة الناس في ظلماتها ، فانغمسوا في حب الدنيا وملذاتها ، حتى بات سوء الخلق شعار قوة وذكاء ومعبرا إلى الثراء والازدهار .
ولكننا نتساءل هنا : ماذا ينفع هؤلاء لو ربحوا الدنيا كلها وخسروا أنفسهم ؟! ويأتينا الجواب من السنةالمطهرة ، في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم والذي يقول فيه لأصحابه :" أتدرون من المفلس ؟ قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع . قال : إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا ، فيعطي هذا من حسناته وهذامن حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار" .
ومن هنا أختي المسلمة فإننا بأمس الحاجة للعودة إلى الآداب القرآنية التي أنزلها الله تعالى في كتابه الكريم،والتي فصلت الحديث فيها السنة النبوية الشريفة.
ولايكفي أن نتحدث عن تلك الأخلاق القرآنية ، ونتناولها في بحوثنا وكتاباتنا ، بل علينا أن نحاول التخلق بها حتى تصبح جزءا من كياننا وطبيعتنا.
ولكي نحقق مبتغانا ، لا بد لنا من الالتزام التام ، حتىنتمكن من الوصول إلى مرتبة الإيمان الصادق ، الذي نستشعر معه بمراقبة الله عز وجل في كل آن. فننقاد طائعين عابدين ، راجين رحمة الله ، طامعين في مغفرته وخائفين من عذابه.
وأخيرا أختم موضوعي هذا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما : كتاب الله وسنة نبيه" .

<FONT COLOR="#800080" SIZE="2" FACE="Simplified Arabic,Verdana">تم تحرير الموضوع بواسطة nashaat بتاريخ 20-01-2001 الساعة 03:49 PM</font>