الحمد لله و بعد ,
قال الشيخ محمد صفوت نور الدين - رحمه الله - في رسالته المسماة بـ
" القدس مسرى النبي وقبلة القلب الأبي" .*
في رجب من سنة 1388 هـ الموافق سبتمبر سنة 1968 م انعقد المؤتمر الرابع لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف بالقاهرة من أجل مؤازرة الكفاح ضد إسرائيل و قد قال أمين المجمع : قد الاعضاء لمجمع البحوث الإسلامية إنتاجا علميا جليل القدر عظيم النفع يرتبط أوثق الارتباط بالحياة العلمية و العملية للمسلمين . و قد شهد المجمع اثنان وثمانون من العلماء أعضاء المجمع و من الممثلين للإسلام في بلاد الدنيا , وقدم الدكتور إسحاق موسى الحسيني , عضو المجمع - و هو من فلسطين - كلمة عنوانها : مكانة بيت المقدس في الإسلام , قال في آخرها : كيف تقابلون وجه الله يوم القيامة ؟ و هل تتركون الكعبة المشرفة و قبر رسول الله صلى الله عليه و سلم عضرة للغزو و الدمار ؟ يا سيدي يا رسول الله يا أبا القاسم . إني أتوجه إليك في هذه الساعة الحرجة من تاريخ أمتك , و قلبي يقطر دما , أغثنا يا رسول الله ,. املأ قلوبنا بالإيمان , وحِّد صفوفنا , إنَّا نبايعك على أرواحنا و أولادنا و أموالنا , إن مسراك و معراجك وقبلتك الاولى , ومساجد يذكر فيها اسم الله و اسمك تشكو و تستغيث :
على قبة المعراج و الصخرة التي
تفاخر ما في الأرض من صخرات
مدارس آيات خلت من تلاوة
و منزل وحي مقفر العرصات

فشد عزائمنا يا رسول الله , إنا نريد أن نموت ليعلوا اسم الله و لترفع تكبيرات المؤمنين على المآذن ب ( الله أكبر .. الله أكبر) . يا أبا القاسم يا رسول الله , أغثنا لا تتخل عنا فنحن لن نتخلى عنك قدنا إلى الجهاد . خير لنا أن نموت دفاعا عن مقدساتنا و أعراضنا و أوطاننا التي انتهكت من أن نحيا عبيدا أذلاء : {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة111
اهـ.
انظر هذه الكلمة من العالم الفلسطيني و تدبر كيف يكون النصر ؟ شهد هذه الكلمات علماء الأزهر و شيوخه ؟ ووفود بالمئات وهو يدعو من دون الله دعاء و هو عين الشرك الأكبر الذي بعث الله الرسل للقضاء عليه , فهل يعود بيت المقدس بذلك , و إن عاد أفتكون دعوته للإسلام و المسلمين أم أنها للشرك الصريح ؟ . و لا حول و لا قوة إلا بالله العظيم .