الإنسان مخلوق مليئ بالخفايا والأسرار توافقاً مع التعبير الرباني ( ولقد خلقنا الإنسان في احسن تقويم) وجعله الله سبحانه وتعالى من أهل الكرامة بنصفية المادي والمعنوي . لذا من الضروري بل الواجب على كل واع أن يعرف ذاته وحقيقته ، لان هذه المعرفة تساعده على تطوره و تقدمه في مجالات الحياة كافة ،ومدى إمكانية التهيؤ للارتقاء في مدارج الإنسانية الصالحة.
ليكن كل منا إيجابياً , ليكن له موقف لله , لينته المرابي عن الربا , لتلبس العارية ثوب حياءها وعفتها وترتدي حجاب ربها وحشمتها , ليحكم الحكام شريعة الإسلام , ليأمر كل منا أهله ومن يعرف بالمعروف , ولينههم عن المنكر , ليتعلم كل منا عقيدته ليدافع عنها , وينشرها , لنتعلم شريعتنا لنؤدي شعائر الله صحيحة غير فاسدة , وليعلم كل منا غيره , لنأخذ بأيدي الضعيف ولنأخذ على أيدي الظالم .
إن أدى الإنسان شريعته على النحو المشروع فإنها تذكي في نفسه مشاعر الرحمة، وبهذا الإذكاء تكون النفس ميالة للخير، ساعية إلى ما فيه رحمة الآخرين، مراقبة لله سبحانه وتعالى ، فالنفس الإنسانية لا يمكن أن تصلح إلا بتقوى الله، فالنفس البشرية ترغب بطبيعتها إلى ما تتخيله مصلحة لها، ولو كان ذلك على حساب النفوس الأخرى.
(ليس الإسلام بالتمني ولا بالتحلي، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل).
قد يحس الإنسان بنبرة الشدة في هذه السطور ، ولكنني أؤمن بأن القسوة في محلها رحمة ، والرحمة في غير محلها قسوة ، وأن النقد البناء يدفع إلى الأمام بإذن الله ،ولنا في تراثنا مثالٌ آخر في خديجة رضي الله عنها ، وهي أول من اعتنقت هذا الدين . ولنا سمية رضي الله عنها ، وهي أول دم أريق في سبيل هذا الدين . ولنا خولة ونسيبة وغيرهن كثيرات . وكل ما فعلته الواحدة منهن أنها تعلمت ، فآمنت ، وشاركت ، وجاهدت ، واستشهدت . والمسلمة اليوم تحتاج أن تعلم وتتعلم ، ومفتاح العلم التعلم ومحو الأمية بكل أنواعها . ثم إنها بحاجة إلى أن تشارك وتُجاهد فتنال خير الدنيا والآخرة ، و تساهم في صناعة الواقع و تغييره نحو الأفضل في كل زمان ومكان (إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم).
ولماذا نحن لا نبني انفسنا من جديد؟ سور الصين لا يزال قائماً شاهدا على العصر اليس كذلك؟ الصين من اجل ان تبني نفسها اقامت ذلك السور نحن اذا اقتضى الامر فلنقم سوراً ليس من الحجارة بل سوراً من العفة والطهارة.
جربي أيتها النفس اللجوج التي ذكرتني قول الشاعر : جربي يا مشاعري أن تثوري .. ربما اهتز فيك ضميري
إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
الروابط المفضلة