*%*أســـــــــماء الجان*%*
قال السيوطي في كتابه لقط المرجان: قال ابن عبد البر: اسماء الجان عندهم على مراتب؟ فإذا ذكر الجن خالصاً قالوا: جني، وإذا أردوا مما يسكن مع الناس قالوا: عامر ، والجمع عمار، وإذا كان مما عرض للصبيان قالوا :أرواح واذا خبث وتعرض قالوا: شيطان واذا زاد أمره على ذلك وقوى أمره قالوا: عفريت
وتصنف الجن على ثلاثه أصناف كما في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : الجن ثلاثة أصناف، فصنف يطير في الهواء ، وصنف حيات وكلاب ، وصنف يحلون ويظعنون.
*%*الجن*%*
الجن خلق مما خلق الله تعالى من العوالم، يخالف علم الملائكة وعالم الإنـس ، وهم يتصفون بالعقـل والإدراك ، ولذلك فقد كلفوا وامروا ونهوا وارسلت لهم الرسل فامن من امن وكفر من كفر قال تعالـى(يامعشر الجن والانس الم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم اياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالو شهد نا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنياء وشهدوا على انفسهم أنهم كانو كافريـن
*%*تشكلهــم*%*
لاشك أن الجن يتطورون ويتشكلون في صور الانس والبهائم فيتصورون في صورالحيات والعقارب , وفي صور الابل والبقر والغنم والخيل والبغال والحمير, وفي صور الطير , وفي صور بن آدم كما أتى الشيطان قريشا في صورة سراقة بن مالك بن جعشم لما أرادوا الخروج الى بدر قال الله تعالى (واذزين لهم الشيطان أعمالهم وقال لاغالب لكم اليوم من الناس واني جارلكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبية وقال أني برئ منكم اني أرى مالاترون اني اخاف الله والله شديد العقاب) وكماروي أنه تصور في صورة شيخ نجدي لما اجتمعوا بدار الندوة للتشاورفي أمر الرسول عليه السلام هل يقتلوه أو يحبسوه أو يخرجوه كما قال الله تعالى ( واذ يمكربك الذين كفروا لثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكرالله والله خير الماكرين) وروى الترمذي والنسائي في اليوم والليلة من حديث صيفي مولى أبي السائب عن أبي سعيد الخدري يرفعه"أن بالمدينة نفرا من الجن قد اسلموا فاذا رأيتم من هذه الهوام شئيا فأذنوه ثلاثا فان بدا لكم فاقتلوه"
(فصل)قال القاضي أبو يعلي : ولاقدرة للشياطين على تغيير خلقهم والانتقال في الصورة وانما يجوز أن يعلمهم الله تعالى كلمات وضربا من ضروب الأفعال اذا فعله وتكلم به نقله الله تعالى من صورة الى صورة فيقال أنه قادر على التصوير والتخيييل على معنى أنه قادر على قول اذا قاله وفعله نقله الله تعالى عن صورته الى صورة أخرى بجري العادة وأما أنه يصورنفسه فذلك محال لأن انتقالها من صورة الى صورة انما يكون بنقض البنية وتفريق الاجزاء واذا انتقضت بطلت الحياة واستحال وقوع الفعل من الجملة وكيف تنقل نفسها والقول في تشكيل الملائكة مثل ذلك (قال) والذي روي أن ابليس تصور في صورة سراقة بن مالك وأن جبريل تمثل في صورة دحية وقوله تعالى( فأرسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا)محمول على ماذكرنا وهو أنه أقدرة الله تعالى على قول قاله فنقلة الله تعالى من صورته الى صورةأخرى ( قلت) روى أبو بكر بن أبي الدنيا في كتاب "مكايد الشيطان"فقال حدثنا أبو خشيمة حدثنا هشيم عن الشيباني عن يسير بن عمرو قال ذكرناالغيلان عند عمر فقال ان أحدا لايستطيع أن يتغير عن صورته التي خلقة الله تعالى عليها ولكن لهم سحرة كسحرتكم فاذا رأيتم ذلك فأذنوا. حدثنا محمد بن يزيد الأدمي حدثنا معن بن عيسى عن جرير بن حازم عن عبدالله بن عبيد بن عمير قال سئل رسول الله عليه السلام عن الغيلان قال" هم سحرة الجن" . رواه ابراهيم بن هراثه عن جرير بن حازم عن عبدالله بن عبيد عن جابر ووصله حدثنا محمد بن ادريس حدثنا أحمد بن يونس حدثنا أبو شهاب عن يونس عن الحسن عن سعد بن أبي وقاص قال أمرنا اذا رأينا الغول أن ننادي بالصلاة . وقال أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي حدثنا أحمد بن بكار بن أبي ميمونة حدثنا غياث عن خصيف عن مجاهد قال كان الشيطان لايزال يتزيا لى اذا قمت الى الصلاة في صورة ابن عباس , قال فذكرت قول ابن عباس فجعلت عندي سكينا فتزيا لى فحملت عليه فطعنته فوقع وله وجبة فلم أره بعد ذلك .
وذكرالعتبي ان ابن الزبير رأى رجلا طوله شبران على بردعة رحلة فقال ماأنت ؟ قال إزب !قال وما إزب ؟ قال رجل من الجن , فضربه على رأسة بعود السوط حتى ناص أي هرب . ( إزب بكسرالهمزة واسكان الزاي ) وقد قال كثير من الناس إن الملائكة والجن إنما توصف بأنها قادرة على التمثيل والتصور على معنىأنها تقدرعلى تخييل وفعل مايتوهم عنده انتقالها عن صورها فيدرك الراؤون ذلك تخييلا ويظنون أن المرئي ملك أو شيطان وانما ذلك خيالات واعتقادات يفعلها الله تعالى عند فعل البشر للناظرين فأما أن ينتقل أحد من صورته على الحقيقة إلي غيرها فذلك محال.
(فصل) قدقدمناأن مذهب المعتزله إن الجن أجسام رقاق ولرقتها لا نراها , وعندهم يجوز أن يكثف الله أجسام الجن في زمان الأنبياء دون غيره من الأزمنة وأن يقويهم بخلاف ماهم عليه في غير أزمانهم قال القاضي عبدالجبار : ويدل علىذلك مافي القرآن الكريم من قوله تعالى في قصة سليمان بن داود عليهما السلام إنه كثفهم له حتى كان الناس يرونهم , وقواهم حتى كانوا يعملون له الأعمال الشاقة من المحاريب والتماثيل والجفان والقدوروالراسيات , والمقرن في الأصفاد لايكون إلا جسما كثيفا , ثم قال بعد ذلك وأما إقداره إياهم وتكثيف أجسامهم في غير أزمان الأنبياء فإنه غير جائز لأن ذلك يؤدي إلى أن يكون نقضا للعادة.
قال أبو القاسم بن عساكر في كتاب "سبب الزهادة في الشهادة" : وممن ترد شهادته ولاتسلم له عدالته من يزعم أنه يرى الجن عيانا ويدعي أن له منهم إخوانا كتب إلى أبو على الحسن بن أحمد الحداد من أصبهان أخبرني أبو نعيم أحمد بن عبدالله الحافظ ثنا محمد بن عبدالرحمن التستري ثنا يحي بن أيوب العلاف سمعت بعض أصحابنا قال التستر أظنه حرمله سمعت الشافعي يقول : من زعم أنه يرى الجن أبطلنا شهادته لقول الله تعالى في كتابه الكريم ( إنه يراكم هو وقبيله من حيث لاترونهم ) وأنبأني محمد بن الفضل الفقيه عن أحمد بن الحسين الحافظ أنا أبو عبدالرحمن السلمي أنبأنا الحسن بن رشيق إجازة قال أنا عبدالرحمن بن أحمد الهروي سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت الشافعي يقول: من زعم من أهل العداله أنه يرى الجن أبطلت شهادته لأن الله تعالى يقول ( إنه يراكم هو وقبيله من حيث لاترونهم) إلاأن يكون نبيا.
(فصل)قال أبو القاسم الأنصاري في "المقنع في شرح الأرشاد"واعلم أن الله تعالى باين بين الملائكة والجن والإنس في الصوروالأشكال كما باين بينهما في الصفات , فمن حصل على بنيةالانسان ظاهراًوباطنا فهوا إنسان والإنسان اسم لهذه الجملة التي نشاهدها كما قال سبحانه ( ولقد خلقناالأنسان من سلالة )الأية قال أهل التفسير خلقنا فيه الروح والحياة وقال تعالى ( إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه ) الاية وقال تعالى ( قتل الانسان ماأكفره من أي شئ خلقه من نطفة خلقة فقدره ثم السبيل يسره ثم أماته فاقبره ثم اذا شاء أنشره ) وهذه الأيات وأمثالها تدل على بطلان قول من قال الإنسان هو الروح بأن الروح لم تخلق من الطين ولابد من النطفة وأنها لا تموت علىرغم قائله ولا تقبر ولاتنشر , فإن قلب الله تعالى الملك إلى بنية الإنسان ظاهرا وباطنا خرج عن كونه ملكا وكذلك لوقلب الشيطان إلى بنيه الملك إلى صورة الأنسان ظاهرا صارإنسانا ومن مسخمن بني إسرائيل قردة هل خرجوا عن كونهم ناسا بالمسخ وقلب الصورة؟ الظاهرإنه يخرج على القولين , ومما يدل علي أن صورةالملك مخالفة لصورة الإنسان قوله تعالى ( ولوجعلناه ملكا لجعلناه رجلا) أي جعلناه على صورةالبشر ظاهرا والله تعالى اعلم
*%*أصناف الجن*%*
قال أبوالقاسم السهيلى : الجن ثلاثة أصناف كما جاء في حديث صنف على صور الحيات , وصنف على صور كلاب سود, وصنف ريح طيارة, أو قال هفافة ذو أجنحة , وزاد بعض الرواة صنف يحلون وظعنون وهم السعالى(قال) ولعل هذا الصنف هو الذي لايأكل ولايشرب ان صح أن الجن لا تأكل ولاتشرب , يعني الريح الطيارة,( قلت) روى ابن ابي الدنيا في كتاب "مكايد الشيطان" فقال :حدثنا الحسين بن على ابن الاسود العجلي ثنا أبو شامةثنا يزيد بن سفيان أبو فروة الرهاوي ثنا أبو منيب الحمصي عن يحيى بن كثير عن أبي سلمة بن عبدالرحمن عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله علية السلام "خلق الله تعالى الجن ثلاثة أصناف صنف حيات وعقارب وخشاش الأرض , وصنف كالريح في الهوى , وصنف عليهم الحساب والعقاب , وخلق الله تعالى الانس ثلاثة أصناف صنف كالبهائم قال تعالى ( لهم قلوب لايفقهون بها ولهم أعين لايبصرون بها ولهم آذان لايسمعون بها )وصنف أجسادهم أجساد بني آدم وأرواحهم أرواح الشياطين , وصنف في ظل الله تعالىيوم لاظل ألا ظله)وأورده في كتاب الهواتف مقتصرا على ذكر الجن فقط "وقال"أبو بكر محمد بن جعفر بن سهل السامري الخرائطي في كتاب هواتف الجنان ثنا ابراهيم بن هانئ النيسابوري حدثنا عبدالله بن صالح عن معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية عن جويبر بن نفير عن أبي ثعلبة قال: قال رسول الله علية السلام " الجن على ثلاثة أصناف صنف لهم أجنحةيطيرون في الهواء , وصنف حيات وكلاب, وصنف يحلون ويضعنون ". قال الزمخشري رأيت للأعاريب من الأعاجيب في باب الجن مالايوصف ويقولون : من الجن جنس صورته على نصف صورة الانسان واسمه شق , وانه يعرض للمسافر اذا كان وحده وربما أهلكه
*%*الاستعانة بالجن في العلاج*%*
وقد وجد بعض المعالجين قد اتفق مع جني أن يساعده في العلاج لبعض الحالات المستعصية , فيناديه بألفاظ متفق عليها , أو يرافقه الجني في رحلات العلاج , ثم يأمره بالدخول في بدن المصروع ليخرج الجني الأخر إن كان اضعف منه .
ومع خطأ هذا الامر الذي قد يؤدي الى الشرك . وقد يؤدي الى زيادة طغيان الجن . هي طريقة غير مشروعة لم يستعملها النبي عليه السلام ولا اصحابة من بعده , ولا العلماء بل ورد في القران ماينهى عن ذلك لقولة تعالى ( وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا9
قال القرطبي المراد به ماكانو يفعلونه من قول الرجل إذا نزل بواد : أعوذ بسيد هذا الوادي من شر سفهاء قومه فيبيت في جواره حتى يصبح . قال رحمة الله " رهقا أي خطيئه وإثما" قال مجاهد " فزادوهم " أي أن الإنس زادوا الجن طغيانا بهذا التعوذ حتى قالت الجن سدنا الإنس والجن"
قال تعالى ( ومن الشياطين من يعوصون له ويعملون عملا دون ذلك وكنا لهم حافظين ) وقال تعالى ( وحشرلسليمان جنوده من الجن والأنس والطير فهم يوزعون) وقال تعالى ( ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير , يعملون له مايشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات أعملوا آل داود شكرا) وقال تعالى ( والشياطين كل بناء وغواص وآخرين مقرنين في الأصفاد)وقال تعالى ( وقال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك ) وفيما قص الله تعالى من أعمال ألجن لسليمان عليه السلام كفاية.
قوله تعالى ( والشياطين كل بناء وغواص وآخرين مقرنين في الأصفاد ) روي ابن أبي حاتم في تفسيره بسنده عن قتادة ومن الشياطين كل يعملون له مايشاء من محاريب وتماثيل , وقال السدي ومن الشياطين كل بناء من البناء الذي يبني قوله وغواص قال قتادة غواص يستخرجون الحلي من البحر , وقال السدي الغواص الذي يقوم في الماء , وآخرين مقرنين في الاصفاد قال قتادة من مرده, وقال ابن عباس في وثاق , وقال قتادة مقرنين في الأصفاد من السلاسل في أيديهم مصفودين مسخرين مع سليمان , وقال السدي الأصفاد تجمع اليدين إلى عنقه,
قوله تعالى ( هذا عطاؤنا فامنن أوأمسك بغير حساب)قال السدي أمنن علىمن شئت منهم فأعتقه وقال ابن عباس قوله هذا عطاؤنا فامنن , يقول أعتق من الجن وامسك منهم من شئت , وقال قتاده هؤلاء الشياطين إحبس منهم من شئت في وثاقك هذا , أو سرح من شئت منهم فاتخذ عنده يدا إصنع ماشئت لاحساب عليك في ذلك . قال السدي يمن علىمن يشاء منهم فيعتقة ويمسك من يشاء منهم فيستخدمة ليس عليه في ذلك حساب.
وقال شاكر في كتاب العجائب حدثنا محمد بن عمير أبو عزيز حدثنا عمران بن موسى بمكة حدثنا على بن مهران حدثنا جرير بن عبدالحميد عن سفيان بن عبدالله ان عمر بن عبدالعزيز سأل موسى بن نصير أمير المغرب وكان يبعث في الجيوش حتى بلغ أوسمع وجوب الشمس عن اعجب شئ رآه في البحر, فقال انتهيت إلى جزيرة من جزائر البحر فإذا نحن ببيت مبني وإذا نحن فيها بسبع عشرة جرة خضراء مختومه بخاتم سليمان عليه السلام فأمرت بأربع منها فأخرجت وأمرت بواحدة منها فنقبت فإذا شيطان يقول والذي أكرمك بالنبوة لاأعود بعدها أفسد في الأرض , ثم نظر فقال والله ما أرى بها سليمان وملكه فنسلخ في الأرض فذهب فأمرت بالبواقي فردت إلى مكانها.
وقال أيضا حدثنا عباس بن الوليد بن مزيد البيروني حدثنا أبي عن موسى بن نصير وكان يهوديا من أهل الكتاب فأسلم فأمر على المغرب فخرج غازيا في البحر حتى أتى بحر الظلمة وأطلق المراكب على وجوهها تسير قال فسمع شيئا يقرع المراكب فإذا بجرار خضر مختمة , فهاب أن يكسر الخاتم فأمر فأخذ قله منها , ثم رجع فنظرنا فإذا هي مختمة , فقال لبعض أصحابة إقدحوها من اسفلها قال فلما أخذ المقداح القلة صاح صائح لا والله يانبي الله لا أعود , قال فقال موسى هذا شيطان من الشياطين الذين سجنهم سليمان بن داود , ونفذ المقداح في القلة فإذا شخص على رجل المركب فلما نظر إليهم قال أنتم هم والله لولا نعمتكم على لفرقتكم. قلت ولي موسى ابن نصير غزو البحر لمعاوية وافتتح الأندلس وجرت له عجائب وقيل لم يسمع في الأسلام بمثل سبايا موسى بن نصير وكثرتهم والله تعالى أعلم.
الروابط المفضلة