بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عاش النبي أيوب عليه السلام 80سنة، رزق خلالها بأربعة عشر ولدا وبنتا، كان موفور الصحة يحبه كل الناس ثم يشاء الله بعد كل هذا النعيم أن يموت أولاده جميعا، ويصاب بمرض شديد حتى أنه أقعد وأصبح لا يستطيع الحركة، وبدأت أعضاء جسده تتساقط فخافه الناس، وهربوا منه..
يا الله أي ابتلاء هذا؟ فلم يبق معه إلا زوجته الوفية الصابرة.. تعلمي من زوجة سيدنا أيوب عليه السلام، فهناك من النساء حينما تتغير حال زوجها وتتبدل، تجدها تتركه، ولا تصبر، لقد أنفقت زوجته ماله كله فما بقي في بيت النبي أيوب عليه السلام شيء يؤكل فخرجت زوجته تعمل عند الناس. واستمرت الحال على ذلك فقالت: ألا تدعو الله أن يشفيك، فقال سيدنا أيوب عليه السلام:\" لقد أنعم الله علي ثمانين عاما فلأصبرن ثمانين عاما، ثم أدعوه\"، وصبر سيدنا أيوب إلى أن اضطرت زوجته إلى أن تبيع أظافرها، فدعا الله: ( أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين). وكانت الإجابة ( فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم)، وبارك الله له في ماله وردت إليه صحته. سبحان الله.. مثل عجيب في الصبر، ولذلك بعد آلاف السنين يضرب الله المثل بسيدنا أيوب عليه السلام في الصبر، ويقول الله تعالى:\" إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب\".. تعلم الصبر من سيدنا أيوب عليه السلام، وإياك أن تظن أن هدف القصة هي مص الشفاه والإحساس النظري.. ألا تصبر على موت إنسان عزيز؟ ألا تصبرين على المصيبة؟ ألا تصبر على ما أصاب سيارتك؟ هوِِن عليك فأين ذلك من مصائب أيوب؟ وأين صبرك من صبره؟؟؟
الروابط المفضلة