-الداعية سوزي مظهر
-«كنا نعيش كالأنعام» هكذا وصف زوجي حياتنا قبل أن يمن الله علينا بالهداية
-بالمعاصي تزول النعم قول أخافني وأفادني
لم تكن تتصور أن يصبح بيتها قبلة لكل من تريد معرفة أحكام دينها، بعد أن كان هذا البيت يمتلئ كل مساء بالأصدقاء وتقام فيه السهرات، وربما تضيع الصلاة أو يجمع أكثر من فرض لانهماكها هي وزوجها فرنسي الثقافة في السهر.
ولم يكن بين الأمس واليوم في حياة الداعية الإسلامية السيدة سوزي مظهر سوى فضل الله سبحانه وتعالى ثم حوار قصير مع فتاة فرنسية في مسجد العاصمة باريس.
حول ذكرياتها مع الدعوة، والتحولات التي حدثت في حياتهاأجري هذا الحوار مع السيدة سوزي مظهر..
ـ ما الظروف التي مرت بك وجعلتك تفكرين في الالتزام؟
- تزوجت، وذهبت أنا وزوجي إلى باريس لقضاء شهر العسل، هناك قابلتني فتاة فرنسية أثناء صلاتي في مسجد باريس، ووقتها لم أكن محجبة، وبعد الصلاة خلعت الحجاب، فاستوقفتني بكل أدب، وقالت بالفرنسية ما معناه: لماذا تخلعين الحجاب؟ قلت لأنني انتهيت من الصلاة، فقالت لي: ألا تعلمين أن الحجاب أمر الله؟ كنت وقتها لا أريد أن أسمع شيئًا، فأنا في شهر عسل، ولم يكن عندي معلومات دينية كافية.
طبعًا .. مسلمة!
ولكن الفتاة الفرنسية طلبت منى بكل أدب أن أجلس معها دقيقتين في المسجد، لقد كانت تجيد فعلاً فن الدعوة، وسألتني: أتشهدين أن لا إله إلا الله، وتفهمين معناها بقلبك، فقلت طبعًا فأنا مسلمة، فقالت لي بالعربية هذه الآية {قل إني أخاف إن عصيت ربى عذاب يوم عظيم} وقالت لي أيضًا: إن المعاصي تزيل النعم، أرجو أن تفكري في ذلك، وصافحتني، فشكرتها، وخرجت، ولكنها كانت أول مرة في حياتي أفكر، واندهشت أن فتاة فرنسية تعيش في وسط هذا الجو الملئ بالمعاصي والمغريات تعلم عن الدين الإسلامي ما لا أعلمه، قلت في نفسي: ما الشيء الذي جعل هذه الفتاة تعتنق الإسلام وتحبه هذا الحب.
وأخرجتني من هذا التفكير العميق دعوة من زوجي للسهر معه، وفي أثناء السهر شعرت باختناق من الجو المحيط بي، وأصررت على الخروج من هذا المكان، وبكيت، ولما سألني زوجي عن هذا قلت له ما حدث لي، وأننا فعلاً بعيدان عن الله، وحتى الصلاة كنا نفوتها أثناء انشغالنا بالخروج.
وعندما عرفت تفسير الظلال بدأت به، وكذلك ابن كثير، وكنت أقضى أكثر من عشر ساعات في حجرتي أقرأ، وكانت لدى الرغبة القوية لمعرفة ديني.
وكنت أتذكر دائمًا ما قالته لي الفتاة الفرنسية: «إن المعاصي تزيل النعم»، وأخاف على زوال نعمى وزوال صحتي، فلقد كانت جدتي مصابة بالشلل لمدة عشر سنوات، وكنت أراها تتألم، ومن ثم أتقرب إلى الله أكثر بالصلاة والعبادة خوفًا على زوال نعمة الصحة.
الروابط المفضلة