سلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الشيخ سلمان العودة
سؤال
كثير من المسلمين يتساهلون في أمر الحج مع استطاعتهم وعلمهم بأن الحج واجب وهو ركن من أركان الإسلام فما حكم تاركه وهل يعد كافرا؟ أرجو إفادتي وجزيتم خيراً.
الجواب
أوجب الله تعالى الحج على الناس جميعًا فقال: (وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) [آل عمران: 97].
ولهذا قال بعض أهل العلم: إن تارك الحج -وهو قادر مستطيع- كافر، لقوله تعالى: (وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ).
وقد روى سعيد بن منصور في سننه بسند صحيح -كما يقول السيوطي في الدر المنثور- عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال: "لقد هممتُ أن أبعث رجالاً إلى هذه الأمصار، فينظروا كل من كان له جِدة ولم يحج، فليضربوا عليهم الجزية، ما هم بمسلمين.. ما هم بمسلمين". قال ابن حجر ومحمله على من استحل الترك.
ولا شك أن من اعتقد أن الحج ليس بواجب فهو كافر، حتى ولو حج ولبى، وكذلك من ترك الحج استهانة به، وتقليلاً من شأنه، فهو كافر؛ لأنه لا يعظم حرمات الله تعالى، ولا يعتقد إيجابه، وإلزامه أيضًا.
أما من كان ينوي الحج، ولكنه يؤخر، ويسوِّف، ويقول: أحج العام، أحج بعد العام، حتى جاءه الأجل، وهو لم يحج، فليس داخلاً في هذا، وإن كان الحزم أن يعجل الإنسان بالحج [انظر: المغني لابن قدامة 3/100]؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: "من أراد الحج فليتعجل، فإنه قد يمرض المريض، وتضل الراحلة، وتعرض الحاجة" أخرجه أحمد (3169)، والدارمي (1718)، وابن ماجه (2874).
وفي موضع آخر يقول الله تعالى - موجبًا الحج على الناس، آمرًا نبيه إبراهيم أن يؤذن للناس بالحج-: (وَأَذِّنْ في النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ، لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ) [الحج: 27-28] .
الروابط المفضلة