بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخوه الافاضل انى والله قراءت كتاب غايه فى الروعه واحببت ان اشرككم معى فى قرائته
فهو كتاب جميل وقيم عن اقوال العلماء فى قدرة الخالق سبحانه وتعالى
وباذن الله سوف اطرحه فى حلقات منفصلة لكل موضوع على حده
واليكم اخوتى فى الله كتاب عرفت الله
شهاده باقلام كبار العلمين والاطباء
للكاتب محمد ابراهيم
بسم الله الرحمن الرحيم
}}والراسخون فى العلم يقولون ءامنا به{{
المقدمه
فالعلم بفروعه المتعدده توصل الى ان هناك نظاما معجزا لهذا الكون
مبنيا على قوانين ثابته لا تتغير ولا تتبدل ويسعى العلماء بكل ما أوتوا من علم ومعرفة للكشف عن أسرار هذه القوانين والتعرف على
خباياها
والسؤال المطروح هو من اوجد هذه القوانين ؟
من ابدع الخلق ؟
من اوجد هذا النظام الفائق الدقه الى حد الاعجاز الذى يتحكم
فى كل حركه كل ذره من ذرات هذا الكون؟
من حقق هذا التوافق والانسجام بين جميع الموجودات ؟
يقول الماديون او الملحدون ان اجزاء ومكونات الكون منتشره منذ الازل فى الفضاء وان الماده والقوه او او الجوهر الاصلى الذى يجمعهما فى اصله يتعذر ادراك اصله وماهيته وقد وصل الى ما وصل اليه حاليا بتاثير الخواص الذاتيه لاجزائه
كالجذب والدفع والنتيجه هى امتزاج الاجزاء الفرديه وتشكلها وتطورها على النحو الذى نراه الان وما تم من علاقات بين هذه الاجزاء اطلقوا عليه" القانون الطبيعى" وكلما حدثت تلك القوانين
وتطورت الاشكال بتاثيرها وبلغت حاله مستقره
وعلى هذا النحو تظهر الموجودات فى العالم وبذلك لا يوجد
فى نظرهم خالق لهذا الكون
ولكن هناك اجماعا بين المشتغلين بالعلم التجريبى دحض دعاوى هؤلاء الماديين الملحدين والاعتراف بان الله سبحانه وتعالى هو مبدع
هذا الكون وما فيه من اعجاز فى الخلق ويكفى هنا ان نورد
بعض الامثله اليسيره التى يذكرها العلماء فى الرد عليهم
عالم يقدم مثلا فيقول : لو فرض ان لديك صندوقا كبيرا به عدة
الاف من الحروف الهجائيه فان احتمال وقوع حرفين
بجوار بعضهما لتكوين كلمه واحده يكون كبير مثل اب ام اخ ..,الخ
اما احتمال ان يتكون من هذه الحروف قصه قصيره او قصيده
شعر او رساله الى صديق .. فهو احتمال ضءيل جدا ان لم يكن مستحيلا ؛؛
فما بالك بما يحدث داخل الذره .... وهى جسم صغير جدا لا يرى بالعين المجرده ويبلغ قطره 1|10مليون من المليمتر ؟
فداخل هذه الذره توجد نواه وهى اصغر بكثير جدا من الذره
وداخل النواه توجد جسيمات متناهيه الصغر ذات شحنه موجبه تسمى البروتونات والنيترونات متساويه تقريبا وحول النواه
توجد جسيمات ذات شحنه سالبه تسمى الالكترونات والاعجاز هنا ان عدد الالكترونات حول النواه مساو لعدد البروتونات الموجوده داخل النواه وبذلك تكون الذره متعادله كهربيا اى فى حاله اتزان كهربى
والالكترونات تدور حول النواه فى مدرات منتظمه وعلى عدة مستوياتتسمى مستويات الطاقه ويختلف كل مستوى عن الاخر فى حمله لعدد معين من الالكترونات وذلك حسب قانون محدد
يعرفه العلماء هذا الاعجاز التكوينى يحدث داخل كل ذره من الذرات المتناهيه الصغر والتى لا حصر لها فى هذا الكون
وقد حاول العلماء حساب احتمال اجتماع الذرات التى يتكون منها
جزئ واحد من الاحماض الامينيه ( وهى الماده الاوليه التى تدخل فى بناء البروتينات واللحوم)
فوجدوا ان ذلك يحتاج الى عده مليارات من السنين والى ماده لايتسع لها هذا الكون الشاسع
وهذا لتركيب جزئ واحد وهو جسم ضئيل الحجم يتكون من عده ذرات فما بالك باجسام الكائنات الحيه من انسان وحيوان ونبات؟
وما بالك بهذه المركبات المعقده الاخرى فى هذا الكون؟
وما بالك بخلق الانسان من عدم وخلق السموات والارض ؟
هل يصدق انسان عاقل ان كل ذلك حدث بمحض الصدفه او انه ضرب من ضروب العشوائيه؟
والملاحظ انه كلما اتسع نطاق العلوم وانكشفت دقائق الطبيعه واسرارها فقدت فلسفه الماديين والملحدين مكانتها وهاهم
كبار رجال العلم على مستوى العالم يعتقدون جميعا ويؤمنون
بقوة خالقة مدركة متعاليه عن ادراك البشر
او يعتقدون ان للخلق سرا لا يمكنهم ادراكه
من هؤلاء" نيوتن" وهو من كبار علماء الفلك والرياضيات
و"باستير" عالم الطب ومنشئ علم البكتريولوجيا
و"لابلاس"احد كبار الرياضيين والفلكيين فى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر .
يقول احد العلماء وهو" كميل فلاماريون " فى كتابه " الله فى الطبيعه"
"اذا انتقلنا من ساحه المحسوسات الى الروحانيات فان الله يتجلى لنا بمفهوم روح دائم موجود فى حقيقه كل شئ ليس هو سلطان يحكم
من فوق السموات بل هو نظام مستتر مهيمن على كافه الموجودات
وليس هو مقيما فى جنه مكتظه بالصلحاء والملائكه بل ان الفضاء الانهائى مملؤ به فهو موجود مستقر فى كل نقطه من الفضاء وفى الزمان والمكان والتسلسل والتعاقب وهذامن النتائج القاطعه
التى استنبطت من تلك القواعد الثابته للعلم كنسبية الحركه وقدوم القوانين.
ان النظام العام الحاكم فى الطبيعه يدل على القدرة المطلقه الالهيه
هى الحافظه المستتره للكون هى النظام الحقيقى هى المصدر الاصلى لكافة القوانين الطبيعية واشكالها ومظاهرها .
اما " لا بلاس" فبعد ان درس المجموعه الشمسيه يقول "ان النظام المحير للعقول المشاهد فى حركات الاجرام التى تتالف منها المجموعه الشمسية لا يمكن ان يحمل على التصادف .
بل التصادف كلمة لا يصح النطق بها فى لغة العلم
ان التصادف معدوم ومحال فى هذا العالم الذى نرى فيه كل شئ
خاضعا لقوانين الموازنة وقوانين الحساب التى عينتها ارادة غيبية
وحكمة بالغة"
وقد جاء الدين الاسلامى يحمل دعوة صريحة الى النظر فى المخلوقات والطبيعه للاستدلال منها على وجود الخالق
قال تعالى }} افلم ينظروا الى السماء فوقهم كيف بنينها وزينها ومالها من فروج"6" والارض مددنها والقينا فيها رواسى وانبتنا فيها من
كل زوج بهيج"7" تبصرة وذكرى لكل عبد منيب "8"ونزلنا من السماء ماء مبركا فانبتنا به جنت وحب الحصيد{{
سورة ق الايات :6-9
بل ان الاسلام يكرم العلم ويصف العلماء بانهم ورثة الانبياء
لانهم يرون ايات الله فى الافاق وفى انفسهم اكثر من غيرهم
ولذلك يهديهم علمهم الى اليقين بقدرة الله فيكونون قدوة لغيرهم
قال جل شأ نه}} الم تران الله انزل من السماء ماء فاخرجنا به ثمرت مختلفا الونها وغرابيب سود"27"ومن الناس والدواب والانعم مختلف الونه كذلك انما يخشى الله من عباده العلمؤا ان الله عزيز غفور {{
سوره فاطر الايتان :27 ,28
فبعد ان ذكر - سبحانه تفصيلات العلم عقب بقوله
}} انما يخشى الله من عباده العلمؤا{{
فاى دليل اوضح من هذا على ان سلم الرقى الى الله تعالى هو سلم العلم المتمثل فى دراسات الجو والمطر والصخور والمعادن والحيونات والانسان ؟
وعلى مدى التاريخ الاسلامى كان العلماء والمفكرون المسلمون يتبعون امر الله تعالى بالنظر والاعتبار والتدبر
للاستدلال على وجوده سبحانه وتعالى وقد عبر عن ذلك
عالم الطب والرياضيات والفلسفه ابو يوسف الكندى حيث قال
(ان فى نظم هذا العالم وترتيبه وفصل بعضه عن بعض وانقياد بعضه لبعض وتسخير بعضه لبعض واتقان هيئته على الامر الاصلح فى كون كل كائن وفساد كل فاسد وثبات كل ثابت وزوال كل زائل لاعظم دلالة على اتقن تدبير ومع كل تدبير مدبر وعلى احكم حكمه
ومع كل حكمة حكيم )
هذه جزء من المقدمه
وباذن الله سوف اطرح الكتاب جزء جزء
يتبع
الروابط المفضلة