آه لو عرفوا
قصة لطيفة جدا ، ومثال واقعي حي ، فيه عبرة ودرس
هذه القصة يمكن تطبيقها في كل بيت من بيوتنا ))
بل لعله لا يخلو بيت إلا ووقعت فيه :
تابعوني
خطوات ، وأجركم على الله ..!أعطت الأم طفلها الصغير _ ثلاث سنوات _
ريال / قرش / درهم ،
ففرح بها جداً ، وسارع إلى الباب ليشتري شوكولاته ..!
أسرعت الأم ونزعت عقدها الثمين الذي يقدر بخمسين ألف أويزيد..
وخطفت الدرهم من يد الطفل ، وبادرت تعطيه العقد كله..
فماذا كان رد الطفل يا ترى ..؟
بالطبع لقد رفض الصغير العقد كله ، وأخذ يبكي بحرقة ،
وأصر على أن تعيد إليه أمه ذلك المبلغ الصغير بعينه ..!!
فلما أصرت بدورها ،
وأخذت تلح عليه ، تحاول إقناعه أن يأخذ العقد ،
ما كان منه إلا أن رماه بعيداً حتى كاد أن يحطمه …!
لماذا ..؟
– ببساطة شديدة :
لأنه لا يعرف قيمة العقد ..
ولكنه يعرف تماماً قيمة ذلك المبلغ التافه ..
فإنه سيحصل به على قطعة من الشوكولاته ..!!!!
السؤال الكبير الآن :
لو عرف الطفل قيمة العقد ، ماذا كان سيفعل ؟ ..
طبعاً لن يفرط فيه أبداً أبداً ..!
بل لسارع يقبل رأس أمه بحرارة ،
وللهج لسانه بالثناء عليها وشكرها ،
ولخرج يبشر كل من يمر به ، بما تحصل عليه من أمه ،
ولبقي في حالة نشوة وفرح لا يتصورها
عقل ..الخ ..
أليس بين يديه عقد يقدر بمبلغ كبير من المال ..؟!
أظن أننا
متفقون على هذا كله ..
إذن تعالوا شاهدوا العجب .. -
كثير من شبابنا وفتياتنا .. _ للأسف _ هذا حالهم !!
حالة الطفل الصغير غير المميز …!!
الطفل الذي بكى من
أجل درهم ، ورفض عقدا بآلاف الدراهم ..
هذا تماما ما عليه حال أكثر شبابنا وفتياتنا للأسف
والعجيب الغريب المريب :
أنهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا
كيف ؟ ما تفسير هذا اللغز ..
ببساطة أقول :
لو عرف شبابنا وبناتنا قيمة تعاليم دينهم .. لما فرطوا فيه أبداً
بل لرأيتهم أكثر الناس تمسكاً به ، وحرصاًعليه
ولكنهم للأسف لم يعرفوا قيمته ، فزهدوا فيه ،
وتمسكوا بغيره مما لا يسمن ولا يغني من جوع ..!!
والعجيب أنهم
يظنون أنهم يحسنون صنعا !!
لكن لا عجب ..
كذلك الصغير كان يظن أنه يحسن صنعا ،
وهو يبكي من أجل الدرهم
وينوح عليه ، ويزهد في العقد لأنه لم يعرف قيمته!؟
فهل فكرنا في هذه المسألة ..!
صدقوني ..قليل من التفكيرالجاد ،
تتوصلون إلى أن القصة كلها هذا مختصرها .. :
أننا مثل ذلك الطفل الصغير الذي لم يعرف قيمة العقد فحطمه ،
ولو عرف قيمته لما فرط فيه ..بل لفاخر الدنيا كلها به ..
ما لكم كيف تحكمون ؟!
أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ؟!
ولكن ترى حين يكبر هذا الصغير ،
ثم نذكره بموقفه ذلك ، فكيف
ستكون ردة فعله ..!!
أحسبه سيضحك على نفسه كثيراً حتى تترقرق عيناه بالدموع ..
وربما قال ساخطاً على نفسه :
يا لي من غبي يومها .. !!
وأقول : وهكذا يقول كل من أعرض عن الله زمناً ، ثم عاد إليه
وعرف الفرق الهائل بين حياة مع الله وفي رحابه
، وبين حياة لا تسمى حياة !!
أيها المسلم الطيب ..
اعرف المسألة جيداً اليوم ، قبل أن تندم غداً .. فتقول :
يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله ..
أو تقول :
يا ليتني أرد إلى الدنيا فأعمل غير الذي كنت أعمل .. !!
العاقل من فهم المسألة الآن ، واتعظ اليوم قبل غداً * *
الروابط المفضلة