هل يستحب الإكثار من الصيام في شهر شعبان ؟
الجواب :
بسم الله ، الحمد لله ، والصلاة والسلام على خير خلق الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أمابعد :
فصيام شعبان الوارد في السُّنة المراد به التقوي على رمضان .
وتوضيح ذلك : أن الإنسان إذا دخل عليه شهر الصوم وكان قد ألف الصوم قبل ذلك بصيام أيام من شهر شعبان دخل عليه الصوم وقد اعتاده وألفه ، ولذلك تجد بعض الناس إذا لم يصم قبل رمضان يتعب تعباً شديداً في الأيام الأولى ، ولربما قصر في الطاعات وترك أموراً من الخيرات ؛ وذلك لأنه لم يروض نفسه على الصوم قبل أن يدخل عليه شهره ، ومن هنا جاءت السُّنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يكثر من الصوم كما في حديث عائشة في شعبان ، وأما النهي عن الصوم في حديث العلاء على القول بتحسينه بعد منتصف شعبان فهذا مبني على من يرهقه الصوم ؛ وذلك أنه لو صام لأن منتصف الشهر الأول عنده مهلة أن يتقوى ويتعود فيه على الصوم ، فإذا صار النصف الثاني فإنه قريب من الشهر فلو أكثر من الصوم لربما أضعفه عن صيام رمضان ، ولذلك النفوس تمل وتسأم الطاعة إذا أكثر منها كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال : (( اكلفوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لايمل حتى تملوا )) ، وعلى هذا حمل نهيه-عليه الصلاة والسلام- عن الصوم على هذا الوجه .
أما إذا بقي يوم الشك وهو اليوم الذي يُشَك أنه رمضان أو شعبان فالنص وارد عن رسول الله-r- بتحريم صومه وقال : " من صام يوم الشك فقد عصى أبا القاسم-r- " ، وففي الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنه وعن أبيه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا تقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين إلا رجلاً كان يصوم صوماً فليصم )) ، وعلى هذا فإنه لا يصوم يوم الشك ولا اليوم الذي قبله ، عملاً بهذه السُّنة ، والتفصيل في هذا صحيح لأننا ألفنا من النبي صلى الله عليه وسلم أنه منع من الصوم في حال الأذية والإضرار وأجازه في غير ذلك ، ومن هذا يفصل في أحوال الناس ويقال لهم إن السُّنة أن يصوموا من شعبان تقوياً على رمضان ومن أجل أن يألفوا الطاعة فإذا دخل عليهم رمضان اعتادوا وارتاضوا ، وأما إذا كان ذلك يرهقهم ويضعفهم فلايمكن للشخص أن يشتغل بالسُّنة عن الواجب ، ولايمكن أن يحافظ على سنة تضعفه عن واجب ، والله - تعالى - أعلم .
هل من السنة الصيام في الأيام الأخيرة من شهر شعبان غير يوم الشك ؟
الجواب :
الصيام في سرر الشهر وهي الليالي التي يستسر فيها الهلال سنة محفوظة عن رسولالله-r- ، وقال العلماء : إنها مع أيام البيض سنن تنوع يعني من شاء أن يصوم الثلاث البيض فهي من منتصف الشهر ، ومن شاء صام ثلاثة أيام في أول الشهر ، ومن شاء صام الثلاثة الأيام من آخر الشهر إلا شهر شعبان يحتسب فيها يوم الشك فلا يصومه وهذا ؛ لأن النبي-r- قال لزيد : (( هل صمت من سرر الشهر )) فهذا يدل على أنه من السنة صيام السرار أيام
السرار وهي : اليوم الأول والثاني والثالث ، أو اليوم السابع والعشرين والثامن والعشرين والتاسع والعشرين ، أو الثامن والعشرين والتاسع والعشرين والثلاثون ؛ لكنهم يستحبون - دائماً - أن تكون السادس والعشرون والسابع والعشرون والثامن والعشرون إلى التاسع والعشرين ، وذلك خشية أن يكون الشهر ناقصاً ، فالسنة أن يصام هذا ولذلك قالوا : في حديث أبي هريرةرضي الله عنه : " أوصاني خليلي بثلاث ومنها أن أصوم ثلاثة أيام من كل شهر " قيل : إنها هذه الثلاث إن شاء صامها البيض ، وإن شاء صامها السرار من أول الشهر أو آخره ، والله - تعالى - أعلم .
من فتاوي فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن محمد المختارالشنقيطي
الروابط المفضلة