الحجاب الحجاب يا أختي المؤمنة

أيمن خالد دراوشة / الدوحة / قطر


أيمن خالد مصطفى دراوشة

*****************************************

سعدت البشرية التائهة في بيداء الظلم والظلال بقدوم الإسلام الذي رسم الطريق الواضح لسعادة الإنسانية في الدنيا والآخرة ، فاهتدت البشرية بنور خالق الأرض والسماء ، وكان من تلك الهداية الربانية هداية القرآن في آداب المرأة وسلوكها.

لقد اختار الإسلام أنْ تكون المرأة سكناً للرجل ، ومكملة لسعادته ، فأظهر الإسلام بجلاء رسالة المرأة في ثلاثة ميادين تُعَدُّ من أخطر العوامل في حياة المجتمع واستقراره ، وتتجلى هذه الميادين في الأمور الآتية :
1- رسالة المرأة لزوجها.
2- رسالة المرأة لبيتها.
3- رسالة المرأة لأولادها.

فقد جعل الله سبحانه وتعالى المرأة سكناً وأمناً للرجل ، أمَّا البيت فهو عش السعادة التي ترعاه المرأة بعطفها ، وتجعله مهد راحة لزوجها وأولادها فتصبح الأسرة بذلك نواة المجتمع السعيد ، أمَّا رسالة المرأة لأولادها فهي التنشئة السليمة ، والأخلاق الفاضلة ، وتربيتهم على مكارم الأخلاق ، والصفات الحسنة.

إنَّ المرأة التي جعلت من منزلها داراً للحكمة ومدرسة للتفقه في كتاب الله وَسُنِّة نبيه محمد عليه الصلاة والسلام ، إنَّما تجعل من منزلها مركز إشعاع يوجه الخير للمجتمع بما يخرجه من أفراد ممتازين علماً وخلقاً ، ويصبح البيت متعاوناً مع المدرسة ، فتعاليم المدرسة متممة لبناء البيت والبيت متمم لرسالة المدرسة.

لقد نشأت المرأة في ظل الإسلام على حب العلم والتفقه في الدين ، فأصبحن خير الأمهات وخير الزوجات ، يصونهن الحجاب الذي بُنِي على تقوى الله. ورسمه القرآن الكريم في آيات بيِّنات ، وإنَّ أيَّ انحراف عن أداء هذه الرسالة الخالدة تكون النتيجة جناية على الأسرة والمجتمع ، فتفقد الحياة الزوجية سعادتها ، ويُحْرَم البيت من الهدوء والاستقرار... ويتربى الأطفال في أحضان الخدم... وتتفرق الأسرة ، فيصبح المجتمع متفككاً غير مترابط بعد أن فقد السعادة الحقة.

وما نراه اليوم من تمرد المرأة على أداء رسالتها التي فطرها الله عليها ، والتي تتناسب مع فطرتها وتكوينها ، إنَّما هو تقليد أعمى للمدنية الحديثة الزائفة التي جعلت من المرأة سلعة للجمال الرخيص ، وهذه الأيام تهب علينا موجات من التحلل الخلقي الجامح جارفة معها الشباب والنساء على حَدٍّ سواء ، فأخرجت المرأة من تاج عزِّها وشرفها إلى مهاوي السفور والتشرذم ، فأصبحت المرأة اليوم تقلِّد الأجنبيات ونساء الفضائيات اللاتي خلعن حجاب الشرف والفضيلة ، فأصبحت المرأة أسيرة لأحدث موجات الموضة الواردة من البيوت العالمية التي تشرف عليها الصهيونية الباغية.

إنَّ المرأة ترى في تلك الأزياء عنوان الحضارة والتقدم والرقي ، فتصبح فريسة لهذا الغزو العنيف ، ويهون عليها خَلع ثوب العزة والحياء.

لقد أصبح تيار الفجور يسري في مجتمعاتنا المسلمة سريان النار في الهشيم يحطم الأفراد ، ويهدم الأسر ، بفضل التقاليد الأجنبية الواردة من هوليود ولندن وباريس والتي يديرها كبار الممولين من اليهود الصهاينة ، وهكذا تصدر الصهيونية العالمية للعالم العربي تلك السموم الفتاكة التي تحطم الشباب ، وتهدم أركان المجتمع.

ومما يزيد الأمر سوءاً تلك المحطات الفضائية التي تتاجر بالأجساد من خلال الأغاني الخليعة ، والأفلام الهدَّامة التي تهدف إلى تحطيم الإسلام باسم التقدم والرقي.

فلماذا لا يكون للمرأة زي تفتخر به وتعتز بارتدائه ، ولماذا تظل تابعة لبيوت الأزياء القذرة ذات الهدف التحللي الهدام ، وأين ولاة الأمور الذين يعلمون أنّ رعاية الأبناء مسؤولية كبرى يُسألون عنها يوم القيامة.

فالحجاب الحجاب يا أختي المؤمنة ، ولنحارب معاً هذا المرض الخطير في كل مكان ، في الصحف والإذاعات ، وفي المساجد والمدارس حتى نرى مظاهر الإسلام وآدابه المباركة تعود للأسرة المسلمة والمجتمع المسلم. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد:7)
-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=