توبة فتاة متبرجة
إليك أختي المسلمة هذه القصة ، لفتاة كانت من المتبرجات ، فتابت إلى الله ، وعادت إليه ، فهاهي تروي قصتها فتقول :
نشأت في بيت مترف وفي عائلة مترفة ، ولما كبرت قليلاً بدأت أرتدي الحجاب ، وكنت أرتديه على أنه من العادات والتقاليد لا على أنه من التكاليف الشرعية الواجبة التي يثاب فاعلها ، وبعاقب تاركها ، فكنت أرتديه بطريقة تجعلني أكثر فتنة وجمالاً...
أما معظم وقتي فكنت أقضيه في سماع لهو الحديث الذي يزيدني بعداً عن الله وغفلة ...
أما الإجازات الصيفية فكنا نقضيها خارج البلاد ، وهناك كنت ألقي الحجاب جانباً وأنطلق سافرة متبرجة ، وكأن الله لايراني إلا في بلدي ، وكأنه لايراقبني هناك ...
وفي إحدى الإجازات سافرنا إلى الخارج ، وقدر الله علينا بحادث وتوفي فيه أخي الأكبر ، وأصيب بعض الأهل بكسور وآلام ، ثم عدنا إلى بلادنا...
كان هذا الحادث هو بداية اليقظة ، كنت كلما تذكرته أشعر بخوف شديد ورهبة ، إلا أن ذلك لم يغير من سلوكي شيئاً فمازلت أتساهل بالحجاب ، وألبس الملابس الضيقة ، وأستمع إلى مالاينفع من لهو الحديث ...
والتحقت بالجامعة ، وفيها تعرفت على أخوات صالحات ، فكن ينصحنني ، ويحرصن على هدايتي ...
وفي ليلة من الليالي ألقيت بنفسي على فراشي ، وبدأت أستعرض سجل حياتي الحافل باللهو واللغو والسفور والبعد عن الله سبحانه وتعالى ...
فدعوت ربي والدموع تملا عيني أن يهديني وأن يتوب علي ...
وفي الصباح ، ولدت من جديد ، وقررت أن أواظب على حضور الندوات والمحاضرات والدروس التي تقام في مصلى الجامعة ...
وبدأت ـ فعلاً ـ بالحضور ، وفي إحدى المرات ألقت إحدى الأخوات محاضرة عن الحجاب ، وكررت الموضوع نفسه في يوم آخر ، فكان له الأثر الكبير على نفسي وبعدها ـ ولله الحمد ـ تبت إلى الله ، والتزمت بالحجاب الشرعي ، الذي أشعر بسعادة كبيرة وأنا أرتديه ...
وأوصي أخواتي المسلمات في كل مكان ، أن يتقين الله في أنفسهن وأن يتركن التبرج ويرتدين الحجاب ، وتوبوا إلى الله ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(إن الله يقبل توبة العبد مالم يغرغر والتائب من الذنب كمن لاذنب له )............
هذه القصة مقتبسة من كتاب (دموع النادمات في قصص التائبات) .
ان شاء الله تفيدكم وتنال إعجابكم واستحسانكم........