ومن المفيد في هذا السياق، أن ننبه إلى أن ما ورد في بعض المصادر من أن
محمد بن كعب القرظي قد قال في قوله الله: {
يا أخت هارون } قال: هي أخت
هارون لأبيه وأمه، وهي أخت
موسى أخي
هارون ، التي قَصَّت أثر
موسى عليه السلام: {
فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون } (القصص:11) نقول: إن ما ورد في هذا خطأ محض. ودليل خطئه أن القرآن قد ذكر أنه أتبع بـ
عيسى بعد الرسل، فدل هذا على أن
عيسى آخر الأنبياء بعثًا، وليس بعده إلا محمد، ولو كان الأمر كما زعم
محمد بن كعب القرظي، لم يكن
عيسى متأخرًا عن الرسل، ولكان قبل
سليمان و
داود ، فإن القرآن قد ذكر أن
داود جاء بعد
موسى ، في قوله تعالى: {
ألم تر إلى الملإ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكًا نقاتل في سبيل الله } (البقرة:246) وذكر القصة إلى أن قال: {
وقتل داود جالوت } (البقرة:251) فدلت الآيات القرآنية على أن
موسى و
هارون متقدمان على
داود في الزمن .
الروابط المفضلة