انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 2 من 2

الموضوع: النهج السليم لانكار المنكر...

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2005
    الموقع
    بيتنا السعيد
    الردود
    609
    الجنس
    أنثى

    Thumbs up النهج السليم لانكار المنكر...

    الحمد لله رب العالمين
    سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من شعائر الدين الظاهرة ـ التي بتركها فساد في الدين والدين ، والتي بتحققها تحقيقاً لا تعليقاً صلاح الدين والدنيا ..
    الإمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، هو عمل امتازت به الشريعة الإسلامية عن سائر الأديان والمذاهب الأرضية .. فهو شعار الطائفة المنصورة ، وهو عمل المجاهدين المخلصين .. وهو من دروس الآكابر .. ولا يطبقه إلا الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه !!!
    والأمر يالمعروف والنهي عن المنكر له حدود لا يجوز أن تعديها .. ولا أن نتنازل عنها ، له ضوابط وقيود لا يجوز غض الطرف عنها وذلك لأن هذه القيود هي عبارة عن عملية اتزان لإنكار المنكر او الامر بخلافه ، حتى يكون الدين كله له ، فقد يتشدق بعضهم وينظر المنكر لنفسه أو يأمر بالمعروف لنفسه ، ولذلك وضعت القيود لتتحكم في عملية مباشرة الناس لهذه الشعيرة .
    والأصل في هذه الشعيرة ، إنما هو فرض الكفاية على الأمة ، التي يجب عليها وجوباً أن تكون فرقة تتصدى لهذه المهنة النبوية ..
    وهذا الأصل من ناحية العموم ، لكن من الخصوص نرى أن هذه الشعيرة مطالب بها كل عبد حسب قدرته واستطاته
    وقد روى الإمام أحمد من حديث حذيفة بن اليمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً من عنده، ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم" .
    وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان" وفي رواية: "وليس وراء ذلك من الأيمان حبة خردل".
    فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من فروض الكفاية ، لكنه يتعين في بعض الحالة ويصبح فرض عين على الشخص وهكذا ..
    قال شيخ الإسلام ابن تيميه ـ رحمه الله ـ " وكذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يجب على كل أحد بعينه، بل هو على الكفاية، كما دل عليه القرآن، ولما كان الجهاد من تمام ذلك كان الجهاد أيضاً كذلك، فإذا لم يقم به من يقوم بواجبه أثم كل قادر بحسب قدرته، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه" مجموع الفتاوى (28/126).
    فقد تبين أن الشعيرة ، مطالبة بها الأمة من حيث الخطاب على الكفاية ، ولكن يتعين على الأفراد عن وجود سبب المنكر أو سبب الأمر بالمعروف ، فينكر أو يأمر بحسب قدرته ولا يسقط عن الفرد بحجة أن غيره يقوم به ، فلا ، بل هو مطالب به عيناً لا تبعا لغيره .
    فعلى المسلم أن يبين الحق بحسب استطاعته ، فينكر بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستكع فبقلبه ـ وسنفصل معنى الإنكار القلبي إن شاء الله ــ
    وأما السكوت عن المنكر الذي لا يجوز السكوت عليها ، لا يجوز إلا في حالتين مع الإنكار القلبي هما كالتالي :
    1- الخوف من القتل
    2- الخوف من الأذى الشديد الذي لا يحتمله
    فعند هذه الحالتين يترخص للعبد السكوت ، والأفضل هو الأخذ بالعزيمة ، والموت في سبيل الحق ، وعدم الخوف إلا من الله رب السموات والأرض .
    لقوله صلى الله عليه وسلم: "سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله" رواه الحاكم وصححه. وحسنه الألباني في صحيح الجامع، والسلسلة الصحيحة.
    وأما الذي يسكت عن الإنكار ، لأن بسكوته سينقطع المال الذي يأتيه ، أو لخوف أن ينظر الناس له بأنه متشدد أو بحكم غلبة الواقع ، فهذا السكوت ، هو سكوت شيطاني والحق أنه هذا الرجل هو شيطان أخرس ، فكيف يسكت المسلم مما يراه من منكرات تحارب الله ورسوله ، والحق أن هذه الأفعال لم تظهر إلا لما ركن أهل العلم في زوايا المساجد ــ وهم كثرة إلا من رحم ربي ــ وأصبحوا أداة مخدرة للشعوب وأفيون يميع المسائل
    بل أهل العلم هو القادة وهم ولاة الأمور الحقيقين الذين يحكموا العباد والبلاد ويقودوهم إلى بر السلام والسعادة ..
    بل إن السكوت عن الإنكار لمن استطاع الإنكار هو من التعاون عن الإثم والعدوان ، فقد قال ابن حجر الهيتمي في الزواجر عن اقتراف الكبائر: قال تعالى: ( ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) [المائدة:2] فترك الإنكار تعاون على الإثم. " ا.هـ
    فإن كان السكوت على منكر يعد من الكبائر فيكون السكوت من الكبائر وإن كان المنكر من الصغائر فالسكوت يكون من الصغائر وهكذا ..
    وتغير المنكر لا يكون لا على الترتيب ولا على التخير ، بل هو يكون على الإستطاعة الفورية ، هذا هو الأصل ، فمتى وجد المنكر يجب انكاره على الفور ، وقد يكون التغير على الترتيب لمصلحة التعليم ، ومثال ذلك كمن يرى بعض النكرات في المسجد فلا ينكرها ، على الفور ، لأنها ليس فيها هذه الخطورة ، فينتظر إلى أن ينكرها عندما يعطي درسه في الليل فينكرها على الملأ عموماً فهذا مثال هو في التدرج والترتيب مع الإنكار
    وأما أن يكون مخير في الإنكار أم لا فهذا غير صحيح ن فمتى وجد الإنكار الذي لايسع إلا انكاره من الأمور وجب الإنكار فوراً بحسب الإستطاعة ، سواء كان المنكر من قبل الكبير أو الصغير .
    هذا ما ذكرته هو عبارة عن كلام عام ، لكن سأبين كلام مفصل ومجمل يحمل وجوه عديدة من المسائل وهي تطبق على الصغير والكبير على الحاكم والمحكوم حيث لا فرق وهي كالتالي :
    * شروط الحصول على الأجر عند الإنكار

    1- الإسلام
    2- إخلاص النية
    3- متابعة النبي صلى الله عليه وسلم في منهج الإنكار


    * أداب الذي ينكر المنكر سواء مع الصغير أو الكبير ؟

    1- الرفق واللين في الإنكار بما يقتضيه الحال ، فقد يقتضي الحال الرفق واللين وفي مواضع يتطلب الشدة والغلظة وهو يعود لنظرة فقهية تقذف في قلب المسلم الذي يقوم بهذه الشعيرة .
    2- تهذيب النفس والبدء في امرها بالمعروف ونهيها عن المنكر ، حتى لا يؤدي ذلك الأمر عند انكاره أو أمره إلى أن يقع في النفاق وإلى أن يصيبه من الحالات النفسية التي لا يعلم مدى تأثرها على العبد إلا الله ,
    3- النظر في الأهم والأهم ، فمثلا المنكر منه ما هو كفر بواح ومنه ما هو كبيرة ومنه ما هو صغيرة ومنه ما هو منكر في العرف وهكذا ..
    ومثال ذلك ، رجل غير مسلم ، ولكن رأيته يشرب الخمر ، فمن باب أولى أن تدعوه إلى الإسلام ولا تلتفت إلى الخمر ، لأنه لو مات على الإسلام في لحظتها وفي يده الخمر فهو سيدخل الجنة ـ إن شاء الله ـ ولو بعد حين وأما إن مات على عدم الإسلام ، فهو محاسب على كفره ومحاسب على شربه للخمر ، على الصحيح لأنه مخاطب بفروع الشريعة خلافاً للأحناف وقولهم ضعيف وهذا ليس مجال لبسط هذه المسألة .
    4- الموازنة : فعلى الذي ينكر أن يواز بين المصلحة والمفسدة ، والذي اراه أن الذي يريد أن ينكر أو يأمر ، قبل أن يفعل شئ ، عليه أن ينظر بعين فقهية ويضع نفسه موضع الذي وقع في المنكر ، فيتخيل نفسه هو صاحب المنكر ، فهل يقبل من نفسه أن ينكر عليه أحد على الملأ مثلا لو لم يتكلب الأمر ذلك ، لا .
    هل يحب أن يسبه عند اول انكار المنكر لا ، وهكذا ، فينزر العبد ما يحبه أن ينكر عليه وكيف ومتى ويطبق هذا لأمر على غيره ، فينكر المنكر كما تحب أن ينكر عليك وهذه قاعدة تفيد طالب العلم بأمور كثيره فلتحفظ ولتدون .
    ثم عند اتكاره للمنكر لو غلب على ظنه انه سيكون منكر اكبر منه او اشد منه فلا ينكر أو لو غلب على ظنه ان لو انكر المنكر سيحل محاله منكر اخر ، فلينظر ايهما اشد او اعتى على الدين والدنيا أو ايهما اخف ضرر وهكذا . اما لو عنده ظن غالب انه لو انكر سيزول المنكر او يخف ضرره او يتبدل لخير فيجب الإنكار وهذا هو حال كثير من الناس فهم على جهل وعدم معرفة وأما حال أهل العلم هم في الحالة الأولى فهم اي منكر لا يغير بحجة انه ينقل الى ما هو اشد منه أو انه سيبدل الى نفسه واعظم ضررا وهكذا ، فإن ابليس للأسف ربح الدعوة ، فقد صرف أهل العلم عن المنكر وأوقع الناس في الجهل وهو يضحك عليهم ، إلا من رحم ربي وهم قلة ، ومن هذه القلة ، قليل من يقوم بهذا المنهج ، ومن هذه القلة القليلة قليل من يعمل ارضاء لوجه الله وهكذا ..

    5- التدرج عندما يتطلب التدرج والصبر على الإنكار :
    فالتدرج لا يكون مطلقا ، فلو مثلا اتى مسلم بكفر امامك ليس لك أن تقول لا أتدرج معه غدا واخبره ، هذا اصلا منكر في حد ذاته ، لأن الحال والواقع لا يتكلب التدرج ، بخلاف من كان يشرب السجائر ، فتقول أنك سوف تتدرج معه غدا بأنها ليست صحية وبعد غد انها مسرفة وهكذا ..
    وما يتلقاه العبد من رد فعل قد يأذيه معنويا بالشتم أو الإستهزاء او رد فعل مادي بالضرب ونحو ذلك فهو يصبر على ذلك وله الأجر ، فإنه لا يقوم بهذا الشعير إلا من اخلص دعوته لله وغير ذلك ..
    6- يحسن ان يبين البديل :
    عند انكار للمنكر على المسلم ان يبين البديل ، فمثلا الذي يشرب الخمر ، بعد انكارك للمنكر تقول له ، يا اخي هناك بديل بدلا عن هذه الخمرة وهو المشروبات الطيبة الطبيعية ، وهي افضل من هذه التي تذهب البدن والدين وهي رخيصة وهكذا .. دائما يحسن بالمسلم سواء المفتي او المحتسب او الطالب عندما يتطلب الأمر من الإنكار أو الأمر أو التعليم أن يبين البديل وهذا ما يريده الناس ، يريدون بدائل اسلامية وليس شئ اخر ..
    * شروط تغير المنكر الموجود والظاهر :
    1- أن يغيره بغير تجسس ، إلا فيما علم علم اليقين وقوعه كخبر ثقة أو معاينة عفوية ونحو ذلك .
    2- أن لا ينكر على الأمور التي يعلم أنها منكر ، فإن وجد انكره أو ان كان قريب الوقوع وهو في مقدماته انكره ، وأما الذي فات منه فعليه النصر ولا ينكر إلا اذا تطلب الشرع مصلحة عامة في ذلك أو خاصة راجحة .
    4- أن لا ينكر على الأمور التي يسع الإجتهاد فيها :
    فينكر على الأمور التي لا يسع ال‘جتهاد فيها وأما مسائل الإجتهاد التي تعتبر من الإختلاف المعتبر فلا ينكر فيها .

    * شروط التغير ةوكيفية القيام بالتغير وهو على الترتيب أي باليد ثم باللسان ثم بالقلب لا بأن يتخير العبد على كيفه ، لاشك أن الشيطان من هنا سيدخل عليه على القلب على طول فيضيع الدين والدنيا وهو يدري أو لا يدري ، فلابد من الترتيب لا التخير ولكن بحسب الإستطاعة ،

    1-التغير باليد : هذا التنغير هو اولى مراتب التغير وهو من اقواها وعلى المسلم أن يكون قادر على التغير باليد وله قوة وشوكة ونفوذ وكذلك أن لا يترتب على تغيره باليد مفسدة كبيرة وخطيرة .

    2- فإن لم يستطع باليد فينتقل غلى اللسان :

    3- فإن لم يستكع باليد ولا باللسان ، ينتقل الى القلب وانكار القلب وهذا الإنكار لا سبيل لأحد أن يتكره بل هو جريمة في حقه ان لم يفعل ذلك وهو اخر حدود الإيمان فإن لم ينكر في قلبه فهو ليس بمؤمن .
    ويكون انكاره للقلب كأن يكره المنكر وعدم رضاه به ومفارقته وعدم الجلوس مع مقترفه وهكذا ..
    فإنكار المنكر بالقلب لا يكون إلا عند عجز العبد عن الإنكار باليد ثم باللسان وهكذا ، مع التنبيه على انه لو انكر المنكر باليد عليه انكاره بالقلب ولو انكره باللسان عليه انكاره بالقلب ، أي أن القلب لا يفارق المسلم فهو كالأصل في انكاره سواء انكر بيده او لسانه فلابد ان يكون انكار بالقلب موجود ، ولكن عليه اولا باليد ويكون بقلبه منكرا ثم ان لم يستطع ترك اليد وبقى انكاره بالقلب وعمل على انكاره باللسان وفي قلبه انكار للمنكر ، فإن لم يستطع ترك اللسان وبقى بل ولم يبقى إلا انكاره بالقلب ، فإن تركه ترك الإيمان وهذا اخر حدود الإيمان .
    وانكاره للقلب أي يكون يكره هذا العمل ويشعر بضيق وكأن حجارة من السماء ستنزل ويتمنى تغيره وان يحزن لما يقع به الآخرين من المنكرات ويدعوا الله لهم الصلاح
    وإذا كان الإنسان في مكان فيه من المنكرات ، فإن لم ينكر عليهم ولم يكن مكره او لم يفارق القوم فهو مثلهم ويأخذ حكم المجلس وحكم منكره ، فإن كان مجلس فيه استهزاء بالدين صريح وهذا كفر فمن هو في المجلس كافر مثلهم بإجماع العلماء وأما ان كان مجلس معصية فهو مثلهم عاصي مذنب وهكذا ..
    قالالله تعالى : ( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره، وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين)[الأنعام:68] وقال تعالى ( وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا )[النساء:140]

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2002
    الموقع
    عائلة "ابن بطوطة" تنتقل من جديد من فانكوفر لهملتون
    الردود
    7,381
    الجنس
    امرأة
    أختي بارك الله فيك على مشاركتك .. لكن من فضلك ما هو المصدر التي نقلتي منه الموضوع ..لأنه يحوي على نقاط خاطئة نسبيا
    قَال مُحَمَّد بْن يحيى الذهلي سألت عَبد اللَّهِ بْن دَاوُد عَنِ التوكل، فَقَالَ: أرى التوكل حسن الظن بالله ) [تهذيب الكمال]

مواضيع مشابهه

  1. الردود: 1
    اخر موضوع: 04-10-2011, 12:17 AM
  2. الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر
    بواسطة * السحاب * في روضة السعداء
    الردود: 2
    اخر موضوع: 12-07-2008, 02:10 AM
  3. الامر بالمعروف و النهي عن المنكر
    بواسطة moudhy في روضة السعداء
    الردود: 1
    اخر موضوع: 29-06-2005, 11:35 AM
  4. إلى من يرغب بالامر بالمعروف و النهي عن المنكر...؟
    بواسطة مسلمة في الملتقى الحواري
    الردود: 20
    اخر موضوع: 29-06-2002, 12:40 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ