في زحمة الحياة وضجيجها ينسى الإنسان نفسه بين أكوام من الأعمال والواجبات
والمباحات !. فلا يخلو بذاته ولا يحدثها .. ولا يكترث لها وكأنه يحيا بدونها
وقد تصرخ هذه النفس المظلومة مرارا وتكرارا .. للفت انتباهه !!.
لعل صاحبها ينتبه .. ويحذر من العثرات والزلات لكنه لا يستجيب لها ولا يلقي
لندائها بالا .. فتذبل وتلين بل قد تصبح كالصخرة الصماء لاتؤثرفيها موعظة الواعظين
ولا تأنيب المؤنبين ولا زمجرة المهددين .. ولا المحتضرين ..
وهذا وربي مصداق قوله تبارك وتعالى : ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا
ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك
أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى )
هذه العقوبة المحتومة سببها بلا ريب أن الإنسان قد أهمل تهذيب نفسه وتغذيتها
الغذاء السليم النافع .. مع الأعراض عن الدواء الناجع ..
فالنفس لها غذاء ودواء
وغذاؤها الأعمال الصالحة كالصلاة والصوم والصدقة ..
ودواؤها حسن الخلق ومراقبة الله في كل شيء ومحاسبة النفس والدعاء والتضرع والابتهال
الى الله بان يحيي ما مات من القلب .. عندما تفتقد النفس هذا الغذاء والدواء فإنها
تفقد كل ما تستطيع أن تقدمه لصاحبها .. من تذكير بالله ولوم على المعاصي والمنكرات
أيها الإنسان : لا تئد تلك النفس التي ترتع بين جوانحك وتمدك با لحياة حتى لا تفقد حياتك
الروحية والمعنوية .. فتصبح مثل هذه الأنعام التى تحيا لتعيش وتموت بلا أي هدف .
" أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نور يمشي في الناس كمن مثله في الظلمات ليس
بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون "
الروابط المفضلة