بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صل على حبيبك وصفيك وخليلك محمدا وعلى آله وصحبه ومن تبعهم باحسان وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد:
فاللهم قنا مواقع الفتن ما ظهر منها وما بطن .
ونعوذ بك يا ربنا أن تضلنا بعد اذ هديتنا انك أنت الوهاب.
أختاه....
... أيتها المترعة حماسا وحيوية،
... أيتها الفتاة السالكة درب الله وطريقه المستقيم ،
... أيتها الغرة المتهورة التي ضلت الطريق فوقعت بين أنياب السباع فريسة تلوكها الأضراس حيث لارحمة ترتجى ولا أمل في النجاة.
أدعوك لحظة ...إلى كلام صادق...من قلب أخ مشفق.
حينما أشرقت شمس الصحوة في بلاد الشرق وعلى الخصوص في مصرعلى يد بعض الدعاة الجدد وعلى رأسهم الأستاذ عمرو خالد، غربت في المقابل ومع الأسف الشديد بشيء كثير مما تبقى من أخلاق المغاربة.
وعجيب هذا الأمرفالرجل صادق في إيمانه ظاهرا ونحسبه باطنا إن شاء الله ، ولئن فرط في شيء من السنن كإعفاء اللحية، وأسرف حيث يجب الزهد في ملذات الحياة ومتعها، فإني قد اقتنعت بحجته حينما علمت أن ذلك كان مقصودا من أجل الإنفتاح على أمة من الناس أدارت وجهها للخطاب الديني منذ أمد بعيد،انصرافا منها عن وعاظ المساجد التقليديين،فكان لزاما على الدعاة أن يحركوا هاته الأمة المهمة على مستوى الفاعلية في مجتمع الإسلام تجاه قضايا الأمة ، وقد فتح الله على الأستاذ فأفاد ونفع، وكثير من الناس والحمد لله قد هداهم الله بسببه ، ولا شك أن له أجرا عظيما إن شاء الله.
غيرأن المأساة التي لا يمكن أن يسكت عنها ،هي ظهور ما يسمى بحجاب الموضة الذي صاراللباس المفضل لكثير من اللواتي أسأل الله أن يهديهن ويردهن إليه ردا جميلا!!!
وإنك لتستغرب من فتاة محافظة لكونها وبمجرد ما ترتدي حجاب الموضة حتى تسبح في تيار الميوعة الجارف،وربما انتهى بها المطاف إلى ما لا يجر عليها خيرا .
وقديما، كان الحجاب آية للعفة والطهر والوقار،وأما اليوم فقد صار لدى الكثير من الناس مجلبا للعار .
وإن كنت قديما تبحث عن غطاء للرأس فلا تكاد تجد بين عشرات الرؤوس واحدا إلا بشق الأنفس ، فإنك مضطر الآن لأن تبحث عن المحجبة وسط المحجبات!!!
ولئن كنت ترى فيما قبل المحجبة تمشي باستحياء وأدب ووقار،فإنك الآن تحس ألما يعصر القلب ،وحزنا يملأ الصدر مما ترى من أخلاق المحجبات.
فادخلوا الثانويات، وتجولوا في الجامعات،تجدوا كل محجبة قد اتخذت صاحبا إلا فيما ندر، وإني لأتكلم عن حجاب الموضة، وليس عن الحجاب الذي ترتديه التقيات العفيفات الطاهرات فحاشى لله وألف حاشى من أن يشير إليهن بنان،أو يلحق إحداهن اتهام.
وإن تسألوني من كان السبب فإنني أوجه سبابتي إلى رؤوس الأموال التي لا تخاف الله والتي لم تعد تقدس أي مقدس،
وتهتك ستر الطهر والعفاف المتأصلين في مجتمعنا المغربي وفي الأمة الإسلامية بعامة.
ولا يخفى على أحد ضلوع كلاب تلئبيب في هذا العمل الذي لا يقدم عليه إلا من أغضب الله حتى لعنه وأخزاه،وأذاقه بأس المؤمنين في الدنيا ثم إلى النارإن شاء الله مثواه،
لكن المسؤول المباشرـ وبدون أدنى تحفظ ـ هم أذنابهم ممن لا يخافون الله في بلادنا وفي باقي البلاد الإسلامية ممن ينفقون رؤوس الأموال ويستثمرونها على حساب منظومة القيم والمبادئ والأخلاق التي جاء بها الإسلام ليزيد بها المؤمن والمؤمنة رفعة وسموا عن الشهوات البهيمية والنعرات الحيوانية ، ولكن هاته الطغمة الفاسدة من أبناء جلدتنا تريدها حربا لا يخفت شعاعها ولا ينطفئ اوارها ضد الباقي المتبقي من أخلاق المسلمين في بلاد الإسلام. فتراهم يجتهدون في تسويق الوصلات المائعة والملابس التي لا تختلف عن الملابس المتبرجة سوى أنها تزيد عليها بغطاء للرأس.
ودورنا حتمي ، ومسؤوليتنا ثابتة ، في أن نقف سدا منيعا أمام دعاة الميوعة والإنحلال الجدد ، ولكن هذه المرة أخطر من سابقاتها لأنهم يستهدفوننا في واحد من أقدس المقدسات وهو حجاب المرأة المسلمة ، معركة خطيرة من أجل رد الإعتبار للطهر والستر ، والعفاف والحشمة ,ونسأل الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه ،والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.