أبشر .. أبشر يا حمامة المسجد0

إن استيقاظك قبل الصلاة يدل على إيمانك وقوة عزيمتك ونجاحك في الاختبار الذي أٌعد لك في
صلاة الفجر ، والعصر اللذان يأتيان بعد غلبة النوم ، وفي ذكرك لربك بعد الاستيقاظ والوضوء
والصلاة طرد الشيطان والتغلب على الكسل ، فطوبى لك أخي ربحت حيث خسر الناس الذين
لا يستيقظون ولا يخرجون إلى الصلاة حتى وهو يسمعون حي على الصلاة والصلاة خير من النوم
ويكون النوم عندهم خيراً من الصلاة .

فإن إتمامك للوضوء وإحسانك له هو أيضاً من ابواب الأجر .
يقول عليه الصلاة والسلام :
(( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الردجات )) قالوا : بلى .
قال : (( إسباغ الوضوء على المكاره )) رواه مسلم
ويقول صلى الله عليه وسلم :
(( من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره )).
رواه مسلم

وقال صلى الله عليه وسلم : (( ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول : أشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية
يدخل من أيها شاء )).
رواه مسلم .

................

فذهابك للمسجد مبكراً لا بساً ثياب السكينة في الظلام ونفح البرد قبل الفجر
أو في وهج الشمس قبيل العصر ، لن يضيع وربي سدى ولن يذهب هدراً .
يقول صلى الله عليه وسلم : (( بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة ))
رواه ابو داود والترمذي

ولعل الله أن يعوض ما مسته الشمس من بدنك بالاستظلال بظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله
ورفع رجلك وإنزال أخرى محفوظ لك أيضاً .
يقول صلى الله عليه وسلم :
(( ألا أدلك على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات .. كثرة الخطا إلى المساجد ))
رواه مسلم

وذهابك ماشياً وقد كساك الذل والافتقار لله وعليك السكينة والوقار هو استجابة لنداء
رسولك حيث قال : (( إذا سمعتم الإقامة فامشوا وعليكم السكينة والوقار ولا تسرعوا ))
متفق عليه

وفي فضل التبكير يقول عليه الصلاة والسلام :
(( من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزلا كلما غدا أو راح )) .
متفق عليه

ويذكر أن سعيد بن المسيب كان يأتي في ظلام الليل إلى المسجد فقال له إخوانه :
خذ سراجاً ينير لك الطريق فقال : ( يكفيني نور الله )

ألم يعلم الذين لا يذهبون بعد الأذان إلى المسجد بهذا الأجر العظيم فيبكروا ليكسبوا رفع
الدرجات وحط السيئات ، وإن كانوا على خير إلا أنهم أضاعوا ما فيه أجر كبير ، وهم بأمس الحاجة إليه .

وماذا استفاد الذين يبكرون للدنيا سوى كسب حطامها والتنافس في جمع ركامها ، والله لو
كان يفوتهم بتأخيرهم طمع في مطامع الدنيا لجاؤوا مع أول الناس وانتظروا ساعات طوال دون
ملل ، وهذا دليل على أنهم قدموا أمر الدنيا على أمر الآخرة واستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير .

يقول صلى الله عليه وسلم : (( من كانت الآخرة أكبر همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له ))
]رواه الترمذي [
......
فذكرك لله لن يروح هباء ، إنه قوت لقلبك وقرة لعينك وبهجة لنفسك وروح لحياتك
ورضى لربك ومزيل لهمك وفارج لكربك وهو صلة بينك وبين خالقك .
ويكفيك فخراً قوله تعالى : { فاذكروني أذكركم }

أما الذين لا يذكرون الله فحياتهم ضنك ومعيشتهم نكد يقول تعالى
{ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى }
ويقول عز وجل { ومن يعش عن ذكر الرحمن نُقيض له شيطاناً فهو له قرين }
وقلة الذكر من صفات المنافقين يقول تعالى عنهم : { لا يذكرون الله إلا قليلاً }

فهنيئاً للذاكرين الذين جعلوا ألسنتهم رطبة من ذكر الله ، إنهم في سعادة لا يعرف طريقها كثير
من خلق الله ، وإن جلوسك يا أخي في المسجد تذكر الله إلى طلوع الشمس فيه فضل عظيم حدث
عنه خاتم النبيين وإمام الذاكرين فقال صلى الله عليه وسلم :
(( من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت
له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة )) . صححه الألباني

وإنك لما صليت ركعتين بعد طلوع الشمس فقد كسبت فضل صلاة الضحى وهي صلاة
الأوابين وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا هريرة بالمحافظة عليها .
.....
لقد قمت الليل الذي هو سبب من أسباب دخولك الجنة ، يقول عليه الصلاة والسلام :
(( يا أيها الناس ! أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام ، وصلوا الأرحام ، وصلوا بالليل والناس نيام ،
تدخلوا الجنة بسلام .))
رواه ابن ماجه والترمذي وصححه الالباني

وهو من أسباب رفع الدرجات قال عليه الصلاة والسلام : (( إن في الجنة غرفاً يرى ظاهرها من
باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله من أطعم الطعام وألان الكلام وتابع القيام وأفشى السلام
وصلى بالليل والناس نيام ))
رواه احمد والترمذي وحسنه الألباني

وأهل قيام الليل هم المحسنون المستحقون لرحمة الله يقول الله عنهم
{ كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون * وبالأسحار عم يستغفرون }

وقيام الليل هو شرف المؤمن ، جاء جبريل إلى رسول الله فقال له :
(( يامحمد شرف المؤمن قيام الليل ، وعزه استغناؤه عن الناس ))
خرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي

يقول ابن عباس : من أحبّ أن يهوّن الله عليه طول الوقوف يوم القيامة فليره الله في ظلمة الليل ساجداً أو قائماً يحذر الآخرة .

.........................

بكاؤك من خشية الله وأنت في خلوة من الناس ليدل على اخلاصك وصدق إيمانك وقد أعد الله لك أجراً عظيماً .
يقول صلى الله عليه وسلم :
(( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ذكر بينهم رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه )) .
متفق عليه

وقال صلى الله عليه وسلم :
(( عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله ))
رواه الترمذي

..............
كسبت فضيلة المحافظة على السنن الرواتب وهي النوافل التي تجبر كسر الفريضة وترقع
ما حل بها من نقص أو خلل ، يقول صلى الله عليه وسلم : (( من صلى صلاة لم يتمها زيد عليها من سبحاته حتى تتم ))
صححه الالباني

............

دعوت الله فحري أن تستجاب دعوتك لا سيما أنها صادفت وقت إجابة .
يقول صلى الله عليه وسلم : (( الدعاء لا يرد بن الأذان والإقامة ))
رواه أبو داود والترمذي وحسنه

........
فجلوسك تنتظر الصلاة يعتبر صلاة وجهاداً ورباطاً في سبيل الله وتدعو لك الملائكة وتستغفر .
يقول صلى الله عليه وسلم : (( إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط )) . رواه مسلم

وقال صلى الله عليه وسلم : (( وإذا دخل المسجد كان في صلاة ما كانت الصلاة تحبسه
وتصلي عليه الملائكة مادام في مجلسه الذي يصلي فيه : اللهم اغفر له اللهم ارحمه )).
رواه البخاري

.......

فإن ترديدك خلف المؤذن سبب لشفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخول الجنة يقول صلى الله عليه وسلم : (( من قال حين يسمع النداء : اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة ))
متفق عليه

.......

قرأت القرآن وانشغلت بكلام الرحمن فهنيئاً لك إن لك بكر حرف تقرؤه أجراً كبيراً والله
يضاعفه إلى ما شاء ، يقول صلى الله عليه وسلم : (( من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة
والحسنة بعشرة أمثالها ، لا أقول {ألم } حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف )) .
رواه الترمذي والحاكم

......

حزت على فضيلة الصلاة في الصف الأول الذي حرمه كثير من الناس بسبب تأخرهم إتيانهم
بعد سماع الإقامة ، بل بعضهم تجده قبل الإقامة في المسجد لكنه لا يهتم بالصف الأول فيقوم
متثاقلاً بعد أن يفوز الناس بفضل الصف الأول وهذا والله من الحرمان ، يقول صلى الله عليه
وسلم : (( لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا
ولو يعلموا ما في التجهير – أي التبكير – لا ستبقوا إليه ))
متفق عليه

وقال صلى الله عليه وسلم : (( خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها ))
رواه مسلم

اللهم اجعلنا من المصلين ، وأنظمنا في سلك حزبك المفلحين ، واجعلنا عبادك المخلصين
وآمنا يوم الفزع الاكبر يوم الدين ، واحشرنا مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين
والشهداء والصالحين واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين ، الأحياء منهم والميتين ،
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
منقول00