مر بعض الصالحين بدار صخب أهلها وضجوا باللهو والشرب فهم منهمكون في ذلك .. فوقف الرجل الصالح باب الدار ، فدق الباب ، فخرجت إليه جارية ..
فقال لها الرجل الصالح : صاحب الدار هذه حر أو عبد ؟!
فقالت : بل حر .
فقال : صدقتِ ، لو كان عبدا لاستعمل أدب العبودية وترك اللهو والطرب !!
فسمع صاحب الدار كلام الرجل الصالح … فسارع إلى الباب حافياً ، حاسراً … وقد مضى الرجل .
فقال للجارية : ويحك من كلمك على الباب ؟ فأخبرته بما جرى … فقال : أي ناحية أخذ الرجل ؟
فقالت : كذا … فتبع صاحب الدار أثر الرجل الصالح حتى لحقه ..
فقال صاحب الدار : يا سيدي أنت الذي وقفت بالباب وخاطبت الجارية ؟
قال : نعم …
فقال صاحب الدار : أعد علي الكلام .. فأعاده عليه ..
فرمى صاحب الدار بنفسه على الأرض ومرغ خديه على التراب .. وهو يقول : بل عبد … عبد … ثم هام على وجهه حافياً حاسراً .. تائباً إلى الله تعالى ..
أتدري من صاحب تلك الدار ؟
إنه سيد العباد .. وقدوة الزهاد .. مضرب المثل في العبادة .. والمشار إليه إذا ذكرت الطاعة .. بشر بن الحافي ..
الروابط المفضلة