بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان شاء الله هذه اخر حلقة من قصتي ، جعل الله ما كتبته خالصاً لوجهه الكريم
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى،
" آلله خير ام مايشركون"
اذاً لم يكن لهدايتي سبب مباشر اذ انها تراكمات لاسئلة لم تكن اجوبتها كافية لرأب صدع التناقض وترميم جدار الشك، فاصبحت اكثر من تقبلي للاختلاط والتعرف اكثر على مذهب اهل السنة ، مع العلم انني في اكثر اوقات التزامي لم اكن اكّن كرهاً للسنه انما كنت اشفق عليهم واراهم في غي، اذ نحن الذين نحب محمد واله ونأخذ عن محمد مباشرة عن طريق المعصومين وليس عن طريق بعض الصحابة الذين لم يكونوا كلهم عدول بمرتبة ال البيت، اذاً بدأت اتردد على مساجد السنة واذهب مع اخواتي بعد ان هداهن الله قبلي وانار سبيلهنّ وكنّ ينتظرن اليوم الذي اعلن فيه براءتي من هذا المذهب.
ولكنهن كنّ في نفس الوقت يستعصين ذلك لما كنت عليه من التزام وتزمت، اذ لو اسلم حمار الخطاب لاسلم عمر!!
ومع ذهابي الى مساجد اهل السنة كنت التزم واحرص على الصلاة على الطريقة الشيعية من اسدال اليدين والتكبير ثلاثاً بعد التسليم غير آبهة بما يدور حولي من مخالفة لكل المضلين، اذ كنت حريصة على اظهار تشيّعي، مفتخرة متباهية عزيزة به.
مع العلم ان علاقة اهلي باخواتي بدأت بالفتور فكانوا يتغاضون عن كونهن تسنن( اذا صح التعبير) ويحاولون اقناع انفسهم بانهن لم يتغيرن وبدأت علاقتي تزداد بهن فكنت اقضي الساعات الطوال بجانبهن وكنت الاخيرة في بيت اهلي، احسوا اهلي بغيابي واستشعروا الخطر ولكن عزاؤهم انني من اكثر المتحمسات للمذهب بمداومتي على الذهاب للمناسبات الشيعية وكثرة القراءة للكتب والمصادر.
وشيئا فشيئاً بدأت ابعد عن هذا المذهب وخصوصاً بعد اطلاعي على حقيقة التمتع وما يفعل بالصغيرة، لذلك بدؤا بتقنين ساعات ذهابي اليهن وقاموا بوضع العراقيل، فلا يسمع لي بالذهاب الا برفقتهم ولساعات معينة ثم ياتون لاصطحابي، عندها اعلنت القرار الكبير بيني وبين اخواتي اذ انني لست بشيعية ولكن في نفس الوقت لست بسنية، هنا استبشر زوج اختي الذي هو سبب هدايتي واخواتي جزاه الله خيراًقائلاً كلنا مررنا بهذه الخطوة والمرحلة الاخرى هي ان شاء الله التسنن عما قريب.
ومع الوقت اصبحت اقرأ لاهل السنة وكاننت اخواتي وازاجهن يزودوني بهذه الكتب امثال الاصول الثلاثة لمحمد بن عبد الوهاب.
هجرت السبحة والتربة واصبح الغبار متراكماً عليهما، احست امي بالوضع وحاولت معرفة الامر صراحة، فسألتني عن سبب اهمالي للسبحة والتربة، وهل تركت مذهب اهل البيت ايضاً مثل اخواتي، ولحرجي و محبتي لوالدتي لم اجبها مباشرة، اذ حاولت تفادي هذا الموضوع حتى لايقع الذي لابد منه: المواجهة!!
في هذا الوقت بدأت اصلي على طريقة اهل السنة والجماعة واخذت قراري بالتسنن،فسألت زوج اختي (المصدر الوحيد للعلم بالنسبة لي) ماذا يجب ان يفعل من اراد الدخول في مذهب اهل السنة والجماعة؟
هل عليه ان يتلفظ بالشهادتين ام ماذا؟
فاجابني بابتسامة اذ يكفي تصحيح المفاهيم حتى تكوني ان شاء الله من الناجين، فلكم ان تتخيلوا سعادة اخواتي وازواجهن اذ عمّت الفرحة والسرور ارجاء البيت وقاموا بتهنئتي والدعاء الي بالثبات.
عرف والدي بالامر وازدادت ريبته فأصبح يبحث في اغراضي الشخصية، ويحاول معرفة لمن اقرأ، ووقعت يداه على كتاب الاصول الثلاثة، ورأى اسم المؤلف وكان لفظ الوهابية لهم يعني الارهاب والقتل والكفر وكل معاني السوء والضلال، فقامت القيامة ولم تقعد واصبحت في نظرهم وهابية.
بدأت اساليب التهديد والوعيد، اذ لو كنا في بلد غير هذا البلد لكان اسلوب العلاج يختلف، ولكن وللاسف لا يستطيع فعل شئ هنا!!
وعظم النقاش واحتدم، وانا احاول التهرب وعدم المواجهة لحرصي على العلاقة باهلي، ولكن لا مجال للتهرب بعد، اذ صدر الامر، اما بالرجوع الى مذهبهم وما بالطرد من المنزل وحيدة، وحاول اخي تدارك الامر فأدلى بدلوه في هذه المعمعة محذراً اياي من اتباع الوهابية، ولكن لا رجوع لمن ذاق طعم الهداية.
وفي اليوم المعلوم صدر القرار ليلاً، اذ يجب ان تحزمي امتعتك لانك غداً بعد صلاة الفجر سوف تغادرين ، وبالفعل الساعة السادسة صباحاً قاموا بصطحابي الى بيت اختي وزوجها ووضعوني امام المنزل مع اغراضي، وهكذا كان، فلقد التّم شملي مع اخواتي اللاتي سبقوني بالهداية، وبدأت رحلة تعرفي اكثر على مذهب اهل السنة والجماعة والتزامي اكثر،كان ذلك منذ ثلاث سنوات، فانقطعت علاقتي مع اهلي منذ ذلك الحين والله المستعان.
والحمد لله على الهداية ثبتني الله واياكم على نهج نبيه وال بيته وصحبة .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الروابط المفضلة