السلام عليكم ورحمة الله وبركـاتــه
إن الكون أختــــــــاه يشعر بطاعتك ، وهو فى الوقت ذاته يشعر بمعصيتك ، وذلك لأن الكون كله قد انقاد وأسلم ،
بل واستسلم للحي الذى لا يموت .
لقد قال الله تعالى للسماوات والأرض :
( ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين )
وقال تعالى :
( ألم تر أن الله يسجد له من فى السموات ومن فى الأرض والشمس والقمر
والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم
إن الله يفعل ما يشاء )
ولذلك فأنت حين تتوبين إلى الله فالكون كله يفرح بتوبتك تبعا لفرح الله ( وقد يتحرك الكون )
فالملائكه تدعو لك بالمغفرة والثبات والشياطين تحزن لتوبتك والكواكب والنجوم والبحار والأشجار تتمايل طرباً برحمة الله ومغفرته لك .
ولا عجب فى ذلك فقد كانت الجبال والطيور تردد التسبيح مع نبى الله داود عليه السلام
( وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين )
بل لقد أخبر النبى صلى الله عليه وسلم عن رجل من الأمم السابقة تحركت الأرض بكل ما عليها من أشجار
وأنهار وجبال من أجل توبته لله - جل وعلا -
فعن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعه وتسعين ، فسأل عن أعلم أهل الأرض
فدل على راهب فأتاه ، فقال إنه قتل تسعه وتسعين نفسا ، فهل له من توبه فقال : لا .
فقتله فكمل به مائه ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم ، فقال إنه قتل مائه نفس ،
فهل له من توبه ؟ فقال : نعم ومن يحول بينه وبين التوبه ؟ انطلق إلى أرض كذا وكذا
فإن بها أناساً يعبدون الله فاعبد الله معهم ، ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء ، فانطلق
حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت ، فاختصمت فيه ملائكه الرحمه وملائكه العذاب ،
فقالت ملائكه الرحمة جــــاء تائبـــــــــاً مقبلاً بقلبه إلى الله
وقالت ملائكه العذاب : إنه لم يعمل خيراً قط ، فأتاهم ملك فى صورة آدمي فجعلوه بينهم ،
فقال : قيسوا ما بين الأرضين ، فإلى أيتهما كان أدنى ، فهو له
فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التى أراد ، فقبضته ملائكه الرحمـــــــــــــــــة )
وفى روايه ( فأوحى الله إلى هذه أن تقربى ، وأوحى إلى هذه أن تباعدى .
وقال قيسوا ما بينهما فوجده إلى هذه أقرب بشبر فغفر له )
( فسبحاااااااااااااان الله ) يسخّر اللــــــــــه عز وجل الأرض كلها بجبالها وأنهاااااااارها وكل ما عليها لكــــــــــي
تتحرك من أجـــل
تـــــــــــــــــائب واحـــــــــــــــد
فكيـــــــــــــــــــــــــــف لو تــــــــــــــــــــــــــاب المسلمون جميعاً ؟!!!
فسارعي أختاه من الآن وليكن شعارك :
( وعجـــــــــــــــــلت اليك ربى لتـــــــرضـــــــــى )
المصدر : موقع طريق التوبة
رد مع الاستدلال
الروابط المفضلة