بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





صلاتك : (قرة العين)!



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد اخي...اختي...



ان الصلاة حق واجب لرب العباد علينا وعلى المخلوقات جميعا: (الم تر ان الله يسبح له من في السماوات والارض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه)، واقامتها لذكره أول مظاهر عبودية العبد لربه، كما امر بها موسى عليه السلام عند اول اللقاء : (انني انا الله لا اله الا انا فاعبدني واقم الصلاة لذكري)




فكانت الصلاة فرضا لازما على كل عبد لله : (فاقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله)، دعانا الى الاستجابة لاقامتها: (والذين استجابوا لربهم واقاموا الصلاة)، في اوقات معلومة: (اقم الصلاة لدلوك الشمس الى غسق الليل وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا)، وامرنا ربنا بالمحافظة عليها: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين)




ليست الصلاة مهمة سهلة، بل لا تؤدى الا بمكابرة ومشقة: (واستعينوا بالصبر والصلاة وانها لكبيرة)، يتساقط عند ثقلها المنافقون: (واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى)، لانها علامة الايمان الصادق بالغيب، وتركها علامة التكذيب: (فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى)




وحتى لا تكون ثقيلة، ولكي تكون نعمة وقرة عين، تتعين المجاهدة لادائها بخشوع (وانها لكبيرة الا على الخاشعين)، والخشوع: هو سكون القلب لذكر الله، الذي به تطمئن القلوب: (الا بذكر الله تطمئن القلوب)، ومن طبع القلب ان يتقلب في الهموم والاهواء، وقد سمي قلبا لتقلبه، وانما يتحصل الخشوع بالصبر على مكابدة القلب لان يسكن عند الصلاة: (وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها)، ومجاهدته ومصابرته حتى يستقرخاشعا، همه هم واحد عند الصلاة: ذكر الله ربه ورب العالمين، وهذا الخشوع طريقك للفلاح: (قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون)




والفلاح المتحصل بالصلاة عظيم، اذ يتضمن معية الله الخاصة: (وانا معه حين يذكرني، فاذا ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي)، فتأمل أن يذكرك الله في نفسه!، ثم انه يتضمن جعل كلامه الذي لا ريب فيه هاديك ( ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون)، وغلق منافذ قلبك عن ما يبغضه الله: (ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)، وتأهيلك لأداء أعظم دور تجاه الخلق: (يا بني أقم الصلاة وامر بالمعروف وانه عن المنكر)



ان الشيطان يعلم قدر الصلاة في حياتك، فلا يدع وسيلة لصدك عنها: (ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة)، ويدفع اولياءه لنهي العباد عنها: (ارايت الذي ينهى عبدا اذا صلى)، بل ويسعى المفسدون في الارض الى خراب البيوت التي اذن الله ان يذكر فيها اسمه: (ومن اظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها)، ذلك انهم يعلمون ان انحلال الامة يبدأ بتضييع الصلاة: (فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا)، وان اقامة ذكر الله بالصلاة اول طريق التذكر وبصر القلب: (ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون)



ان اقامة الصلاة علامة اولئك الربانيين من الرجال، الذين لا يؤثرون منفعة ولا متعة على ذكر الله: (في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة)، وهم حقا من آل ابي الحنفاء ابراهيم عليه السلام الذي سأل ربه ان يجعله وذريته ممن يقيمها: (رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي)، بعد ان اعلنها صادقة في نفسه خالصة لربه: (ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين)، فكانت قرة عين خير الخلق وسيد ولد آدم واولى الناس بابراهيم صلى الله عليه وسلم: (وجعلت قرة عيني في الصلاة)، فهلا صبرت على حمل قلبك ليسكن خاشعا لذكر الله فيها، عل فيها تجعل قرة عينك؟!




وجزاكم الله خيرا
الرجاء الدعاء لصاحب هذا الموضوع ولاهله بالحفظ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
(ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين)

جزاك الله خيرا شمس بازغة

اللهم احفظ صاحب الموضوع و أهله و اجعل الصلاة قرة أعينهم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
أهلاً بعودتكِ وعودة مشاركاتك المتميزة أختي الحبيبة
موضوع طيب .. أثابكِ الله وأثاب صاحب الموضوع وأهله وحفظكم وزادكم من فضله ..

(في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة)

كم أحب هذه الآية
كلمة ( تُرفع ) فيها لها دلالة الرفعة المعنوية ورفع البناء ..