بسم الله الرحمن الرحيم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منوصاياة الامام علي بن ابي طالب (رضي الله عنه) الى السبط الشهيد
ابي عبد الله الحسين( رضي الله عنه)


اخي القارئ الكريم جميعنا يعلم ما يحمله سيدنا الامام علي بن ابي
طالب (رضي الله عنه) من ادب وخلق ومروءة وشجاعاة.. كيف لا وهو الذي
تربى في كنف ورعاية الرسول الحبيب المصطفى محمد( صلى الله عليه وسلم)
لذا كان من خصاله واروع مزاياه ما اورثه لسيدي شباب اهل الجنة
الامامين الحسن والحسين ( رضي الله عنهما ) يغرس فيهما النبات الطيب في
في الخلق الكريم والادب الرفيع ليكونا مثالا وقدوة حسنة يحذو حذوهما
الشباب المسلمون في كل زمان ومكان وهذا ما نلمسه اليوم ونحن نقرأ
وصية له ( رضي الله عنه ) لولده الامام الشهيد الحسين (رضي الله عنه)
اذ يقول فيها:

يابني اوصيك بتقوى الله في الغنى والفقر وكلمة الحق في الرضا والغضب
والقصد في الغنى والفقر وبالعدل على الصديق والعدو وبالعمل في النشاط
والكسال والرضا عن الله في الشدة والرخاء.
أي بني ما شر بعده الجنة بشر ولا خير بعده النار بخير وكل نعيم دون
الجنة محقور وكل بلاء دون النار عافية واعلم أي بني من ابصر عيب
نفسه شغل من عيب غيره ومن تعرى من لباس التقوى لم يستتر بشيء من
اللباس ومن رضي بقسم الله لم يحزن على ما فاته ومن سل سيف البغي قتل
به ومن حفر بئرا لاخيه وقع فيها ومن هتك حجاب غيره انكشفت عورات
بيته ومن كابد الامور عطب ومن اقتحم الغمرات غرق ومن اعجب برايه
ضل ومن استغنى بعقله ذل ومن خالط العلماء وقر ومن خالط الانذال
حقر، ومن سفه على الناس شتم ومن دخل مداخل السوء اتهم ومن فرح به
ومن اكثر من شيء عرف به ومن كثر كلامه كثر خطاؤه ومن كثر خطاؤه
قل حياؤه، ومن قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه ومن مات
قلبه دخل النار.

اي بني الفكرة نورا والغفلة ظلمة والجدالة ضلالة والسعيد من وعظ
بغيره والاداب خير ميراث، وحسن الخلق خير قرين، ليس مع قطيعة الرحم
نماء ولا مع الفجور غنى فطبوبى لمن اخلص لله عمله وعلمه وحبه وبغضه واخذه وتركه وكلامه وصمته وفعله وقوله وبخ بخ لعالم عمل فجد وخاف
البيات فاعد واستعد.. ان سئل نصح وان ترك صمت، كلامه صواب وسكوته
من غير عي جواب.. والويل لمن بلى بحرمان وخذلان وعصيان فاستحسن لنفسه
ما يكرهه من غيره وازرى الناس بمثل ما ياتي واعلم يابني انه من لانت
كلمته وجبت محبته وفقك الله لرشده وجعلك من اهل طاعته بقدرته انه
جواد كريم..

من وصيته للامام الحسين رضي الله عنه :

أي بني :

رأس العلم الرفق وآفته الخرق :
ومن كنوز الايمان الصبر على المصائب، والعفاف زينة الفقر،والشكر زينة الغنى.. كثرة الزيارة تورث الملالة.. والطمأنينة قبل الخبرة ضد الحزم، وإعجاب المرء بنفسه يدل على ضعف عقله. أي بني:كم نظرة جلبت حسرة ، وكم من كلمة سلبت نعمة.. أي بني:

أوصيكما بتقوى الله لا تبغيا الدنيا وان بغتكما ولا تأسفا على شيء منها زوي عنكما.. وقولا بالحق واعملا للأجر وكونا للظالم خصما وللمظلوم عونا. أوصيكما وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي بتقوى الله ونظم أمركم. وصلاح ذات بينكم. فاني سمعت جدكما صلى الله عليه وآله . يقول صلاح ذات البيت افضل من عامة الصلاة والصيام :

الله الله في الايتام فلا تغبوا أفواههم ولا يضيعوا بحضرتكم والله والله في جيرانكم فأنهم وصية نبيكم ما زال يوصى بهم حتى ظننا انه سيورثهم والله الله في القرآن لا يسبقكم بالعمل به غيركم والله الله في الصلاة فانها عمود دينكم والله الله في بيت ربكم لا تخلوه ما بقيتم فانه ان ترك لم تناظروا والله الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم والسنتكم في سبيل الله وعليكم بالتواصل والتباذل وإياكم والتدابر والتقاطع لا تتركوا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولى عليكم اشراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم ثم قال يابني عبد المطلب لالفينكم تخوضون دماء المسلمين خوضا تقولون قتل أمير الؤمنين قتل أمير المؤمنين الا لا تقتلن بي الا قاتلي. انظروا اذا أنا مت من ضربته هذه فاضربوه ضربة بضربة ولا تمثلوا بالرجل
فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور.

لا شرف أعلى من الاسلام،ولا كرم اعز من التقوى، ولا معقل أحرز من الورع، ولا شفيع انجح من التوبة، ولا لباس اجمل من العافية، ولا مال اذ هب بالفاقة من الرضا بالقوت.. ومن اقصر على بلغة الكفاف تعجل الراحة وتبوأ خفض الدعة .

أي بني:

الحرص مفتاح التعب ومطية النصب وداء الى التقحم في الذنوب والشره جامع لمساوىء العيوب وكفاك تأديبا لنفسك ما كرهته من غيرك، لأخيك عليك مثل الذي لك عليه، ومن تورط في الامور بغير نظر في العواقب فقد تعرض للنوائب، التدبير قبل العمل يؤمنك الندم، من استقبل وجوه الآراء عرف مواقع الخطأ، الصبر جنة من الفاقة، البخل جلباب المسكنة، الحرص علامة الفقر، وصول معدم خير من جاف مكثر،لكل شيء قوت وابن آدم قوت الموت،

أي بني:

لا تؤيس مذنبا، فكم من عاكف على ذنبه ختم له بخير،وكم من مقبل على عمله مفسد في آخر عمره ، صائر الى النار نعوذ بالله منها .

أي بني:

كم من عاص نجا، وكم من عامل هوى، من تحرى الصدق خفت عليه المؤن، في خلاف النفس رشدها :
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه اجمعين: