إلى من أثقلته ذنوبه ... وشعر بأثر الذنب ضيقا ً في صدره ... كآبة ً في نفسه ... حزنا ً في وجهه

إلى الذي لا يشعر بطعم ٍ للحياة ... للأمل ... للمستقبل ... للغد ... وإن كان كل ذلك ملكا ً ليديه ...

هلم إلى حياة ٍ حقيقية ٍ ... نظيفة ٍ ... طاهرة ٍ ... صافية ٍ ... مقرونة ٍ بالتوبة الصادقة ...

إن الحياة الأبدية الحقة هي حياة الآخرة لهذا يسعى المؤمن نحو الآخرة منافسا ً على درجاتها

من أجل ذلك فهو دائم الذكر ... عامل الفكر ... قوي المراقبة ...

إن أجمل شيءٍ في الوجود أن يكون لك غاية ، وأجمل غاية أن تعرف ربك ،

أليس هو خالقنا ومردنا إليه جميعا ً .

هل تحب أن تلقى الله تبارك وتعالى وأنت مطمئن النفس ؟! أتحب أن تلقاه وهو راض ٍ عنك ؟!

أتحب أن تسمعه تعالى يقول

(يا أيتها النفس المطمئنة * ارجعي إلى ربك راضية ً مرضية ً * فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)؟!

أتحب أن تسمع ربك تعالى وهو يقول لك يوم القيامة : يا فلان إني راض ٍ عنك وقد غفرت لك فاذهب

وادخل الجنة ؟! أم تحب أن تسمع ربك عز وجل وهو يقول :

عبدي إني ساخط ٌ عليك يا ملائكتي خذيه إلى جهنم ؟!

" إن الله إذا أحب عبدا ً نادى يا جبريل إني أحب فلانا ً فأحبوه ، فينادي أهل السماء أن الله يحب فلانا ً

فأحبوه " ما أجمل هذا الإعلان لا يكتفي سبحانه وتعالى أن يحبه بل يعلن هذا الحب في السماوات

والأرض فيحبه جبريل وأهل السماء من ملائكة ٍ وأنبياء ويحبه أهل الأرض ...

" لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه " ... فلنجعل رحلتنا في الدنيا رحلة مشتاق ٍ إلى

ربه وجناته يسعى لكل طاعة ٍ ليرضيه ويبتعد عن كل معصية ٍ حتى لا يسخطه ... ولنجعل سمعنا لله ..

بصرنا لله .. قولنا لله .. حركاتنا لله .. فعلنا كله لله .. ولا تفرح بشيءٍ من الدنيا أقبل

ولا تحزن على شيءٍ منها أدبر .. ما دام حب الله في قلبك وهو راض ٍ عنك ...

وتذكر ... كثرة ذكر الله .. قراءة القرآن بتدبر ٍ ..المداومة على صلاة الليل .. والتقرب إلى الله بكل ما يحب

هذا وندعو الله أن يوفقنا وإياكم لكل ما يحبه ويرضاه ... وصل اللهم على سيدنا محمد

وعلى آله وصحبه أجمعين ...والحمد لله رب العالمين

قافلة الداعيات