انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 8 من 8

الموضوع: ** حكم الأناشيد الإسلامية للعلامة ( ناصر الدين الألباني ) رحمه الله **

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الموقع
    في المنطقة الشرقية ( الظهران )
    الردود
    12,071
    الجنس
    امرأة

    ** حكم الأناشيد الإسلامية للعلامة ( ناصر الدين الألباني ) رحمه الله **

    قال الألباني رحمه الله تعالى :

    كلمة في الأناشيد الإسلامية :

    هذا وقد بقي عندي كلمة أخيرة أختم بها هذه الرسالة النافعة إن شاء الله تعالى وهي حول ما يسمونه بـ( الأناشيد الإسلامية أو الدينية ) فأقول :

    قد تبين من الفصل السابع ما يجوز التغني به من الشعر وما لا يجوز كما تبين مما قبله تحريم آلات الطرب كلها إلا الدف في العيد والعرس للنساء ومن هذا الفصل الأخير أنه لا يجوز التقرب إلى الله إلا بما شرع الله فكيف يجوز التقرب إليه بما حرم ؟ وأنه من أجل ذلك حرم العلماء الغناء الصوفي واشتد إنكارهم على مستحليه فإذا استحضر القارئ في باله هذه الأصول القوية تبين له بكل وضوح أنه لا فرق من حيث الحكم بين الغناء الصوفي والأناشيد الدينية .


    بل قد يكون في هذه آفة أخرى وهي أنها قد تلحن على ألحان الأغاني الماجنة وتوقع على القوانين الموسيقية الشرقية أو الغربية التي تطرب السامعين وترقصهم وتخرجهم عن طورهم فيكون المقصود هو اللحن والطرب وليس النشيد بالذات وهذه مخالفة جديدة وهي التشبه بالكفار والمجان .
    وقد ينتج من وراء ذلك مخالفة أخرى وهي التشبه بهم في إعراضهم عن القرآن وهجرهم إياه فيدخلون في عموم شكوى النبي صلى الله عليه وسلم من قومه كما في قوله تعالى : ( وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ) .


    وإني لأذكر جيدا أنني لما كنت في دمشق - قبل هجرتي إلى هنا ( عمان ) بسنتين - أن بعض الشباب المسلم بدأ يتغنى ببعض الأناشيد السليمة المعنى قاصدا بذلك معارضة غناء الصوفية بمثل قصائد البوصيري وغيره وسجل ذلك في شريط فلم يلبث إلا قليلا حتى قرن معه الضرب على الدف ثم استعملوه في أول الأمر في حفلات الأعراس على أساس أن ( الدف ) جائز فيها ثم شاع الشريط واستنسخت منه نسخ وانتشر استعماله في كثير من البيوت وأخذوا يستمعون إليه ليلا نهارا بمناسبة وبغير مناسبة وصار ذلك سلواهم وهجيراهم وما ذلك إلا من غلبة الهوى والجهل بمكائد الشيطان فصرفهم عن الاهتمام بالقرآن وسماعه فضلا عن دراسته وصار عندهم مهجورا كما جاء في الآية الكريمة .


    قال الحافظ ابن كثير في " تفسيرها " ( 3 / 317 ) :

    " يقول تعالى مخبرا عن رسوله ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ) وذلك أن المشركين كانوا لا يسمعون القرآن ولا يستمعونه كما قال تعالى : ( وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه ) الآية فكانوا إذا تلي عليهم القرآن أكثروا اللغط والكلام في غيره حتى لا يسمعوه فهذا من هجرانه وترك الإيمان به وترك تصديقه من هجرانه وترك تدبره وتفهمه من هجرانه وترك العمل به وامتثال أوامره واجتناب زواجره من هجرانه والعدول عنه إلى غيره من شعر أو قول أو غناء أو لهو أو كلام أو طريقة مأخوذة من غيره من هجرانه فنسأل الله الكريم المنان القادر على ما يشاء أن يخلصنا مما يسخطه ويستعملنا فيما يرضيه من حفظ كتابه وفهمه والقيام بمقتضاه آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يحبه ويرضاه إنه كريم وهاب " .
    وهذا آخر ما يسر الله تبارك وتعالى تبييضه من هذه الرسالة نفع الله بها عباده وذلك أصيل يوم الجمعة الثامن والعشرين من جمادى الآخرة سنة ( 1415 هـ ) .

    و" سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك " .



    عمان 28 / 6 / 1415 هـ
    محمد ناصر الدين الألباني


    من كتاب (تحريم آلات الطرب)
    181 : 182


    منقووووووول

    والله انا يوم قريت الفتوى هذي خفت مره .. وقلت حرام احنا حاطين ركن خاص للصوتيات والاناشيد !!!
    .
    آخــر كتــآبــآتي :
    * متيــّـــــمـــــــــة *

    .

  2. #2
    شمس's صورة
    شمس غير متواجد "النحوية البارعة" "درة التحفيظ 2" كبار الشخصيات
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    الردود
    4,389
    الجنس
    امرأة
    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    المغتربه


    جزاكِ الله خيراً وبارك الله فيكِ




    **************



    حكم الأناشيد الإسلامية
    قال العلامة عبدالعزيز ابن باز ..رحمه الله : ( الأناشيد الإسلامية تختلف فإذا كانت سليمة ليس فيها إلا الدعوة إلى الخير والتذكير بالخير وطاعة الله ورسوله والدعوة إلى حماية الأوطان من كيد الأعداء والاستعداد للأعداء ونحو ذلك فليس فيها شيء ، أما إذا كانت فيها غير ذلك من دعوة إلى المعاصي واختلاط النساء بالرجال أو تكشف عندهم أو أي فساد فلا يجوز استماعها ) اهـ "مجموع فتاوى ومقالات متنوعة" (3/437) .

    و قال أيضا رحمه الله : ( الأناشيد الإسلامية مثل الأشعار؛ إن كانت سليمة فهي سليمة ، و إن كانت فيها منكر فهي منكر ... و الحاصل أن البَتَّ فيها مطلقاً ليس بسديد ، بل يُنظر فيها ؛ فالأناشيد السليمة لا بأس بها ، والأناشيد التي فيها منكر أو دعوة إلى منكرٍ منكرةٌ ) [ راجع هذه الفتوى في شريط أسئلة و أجوبة الجامع الكبير ، رقم : 90 / أ ]

    قال الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله : ( الأناشيد الإسلامية كثُرَ الكلام حولها، و أنا لم أستمع إليها منذ مدة طويلةٍ ، و هي أول ماظهرت كانت لابأس بها ، ليس فيها دفوف ، و تُؤدَّى تأديةً ليس فيها فتنة ، و ليست على نغمات الأغاني المحرمة ، لكن تطورت و صارَ يُسمع منها قرع يُمكن أن يكون دُفاً ، و يمكن أن يكون غيرَ دُفٍّ. كما تطورت با ختيار ذوي الأصوات الجميلة الفاتنة ، ثم تطورت أيضاً حتى أصبحت تؤدى على صفة الأغاني المحرمة ، لذلك: أصبح في النفس منها شيء و قلق ، و ل ايمكن للإنسان أن يفتي بإنها جائزة على كل حال و لا بإنها ممنوعة على كل حال ، لكن إن خلت من الأمور التي أشرت إليها فهي جائزة ، أما إذا كانت مصحوبة بدُفٍ ، أو كانت مختاراً لها ذوو الأصوات الجميلة التي تَفتِن ، أو أُدِّيَت على نغمات الأغاني الهابطة ، فإنّه لايجوز الاستماع إليها ) [ انظر : الصحوة الإسلامية ، ص : 185]

    اعتَبَرَت اللجنةُ الدائمةُ للإفتاءُ الأناشيدَ بديلاً شرعيّاً عن الغناء المحرّم ، إذ جاء في فتاواها ( يجوز لك أن تستعيض عن هذه الأغاني بأناشيد إسلامية ، فيها من الحِكَم و المواعظ و العِبَر ما يثير الحماس و الغيرة على الدين ، و يهُزُّ العواطف الإسلامية ، و ينفر من الشر و دواعيه ، لتَبعَثَ نفسَ من يُنشِدُها ومن يسمعُها إلى طاعة الله ، و تُنَفِّر من معصيته تعالى ، و تَعَدِّي حدوده ، إلى الاحتماءِ بحِمَى شَرعِهِ ، و الجهادِ في سبيله . لكن لا يتخذ من ذلك وِرْداً لنفسه يلتزمُه ، و عادةً يستمر عليها ، بل يكون ذلك في الفينة بعد الفينة ، عند و جود مناسباتٍ و دواعيَ تدعو إليه ، كالأعراس و الأسفار للجهاد و نحوه ، و عند فتور الهمم ، لإثارة النفس و النهوض بها إلى فعل الخير ، و عند نزوع النفس إلى الشر و جموحها ، لردعها عنه وتـنفيرها منه . و خيرٌ من ذلك أن يتخذ لنفسه حزباً من القرآن يتلوه ، و وِرداً من الأذكار النبوية الثابتة ، فإن ذلك أزكَى للنفس ، و أطهر ، و أقوى في شرح الصدر، و طُمأنينة القلب . قال تعالى : ( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ) [ الزمر : 23 ] ، و قال سبحانه : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ * الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ) [ الرعد : 28 ، 29 ] . و قد كان دَيدَن الصحابة و شأنهم رضي الله عنهم العناية بالكتاب و السنة حفظاً و دِراسةً و عملاً ، و مع ذلك كانت لهم أناشيد و حداء يترنمون به في مثل حفرِ الخندق ، و بناء المساجد ، و في سيرهم إلى الجهاد ، و نحو ذلك من المناسبات ، دون أن يجعلوه شعارهم ، و يعيروه جلّ همهم و عنايتهم ، لكنه مما يروحون به عن أنفسهم ، و يهيجون به مشاعرهم ) [ انظر النص الكامل لهذه الفتوى في كتاب : فتاوى إسلامية لأصحاب الفضيلة العلماء ، جمع وترتيب محمد بن عبدالعزيز المسند : 4 / 533 ]

    قال الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين ( حفظه الله ) :
    النشيد هو قراءة القصائد إما بصوت واحد أو بترديد جماعتين، وقد كرهه بعض المشايخ، وقالوا: إنه من طرق الصوفية، وأن الترنم به يشبه الأغاني التي تثير الغرائز، ويحصل بها نشوة ومحبة لتلك النغمات. ولكن المختار عندي: جواز ذلك- إذا سلمت من المحذور- وكانت القصائد لا محذور في معانيها، كالحماسية والأشعار التي تحتوي على تشجيع المسلمين على الأعمال، وتحذيرهم من المعاصي، وبعث الهمم إلى الجهاد، والمسابقة في فعل الخيرات، فإن مصلحتها ظاهرة، وهي بعيدة عن الأغاني، وسالمة من الترنم ومن دوافع الفساد. (( من موقع نداء الإيمان al-eman.com ))

    قال محدّث الديار الشاميّة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله ( إذا كانت هذه الأناشيد ذات معانٍ إسلامية ، و ليس معها شيء من المعازف و آلات الطرب كالدفوف و الطبول و نحوِها ، فهذا أمرٌ لا بأس به ، و لكن لابد من بيان شرطٍ مهم لجوازها ، وهو أن تكون خالية من المخالفات الشرعية ؛ كالغلوّ ، و نَحوِه ، ثم شرط آخر ، و هو عدم اتخاذها دَيدَناً ، إذ ذلك يصرِفُ سامعيها عن قراءة القرآن الذي وَرَدَ الحضُّ عليه في السُنَّة النبوية المطهرة ، و كذلك يصرِفُهُم عن طلب العلم النافع ، و الدعوة إلى الله سبحانه ) [العدد الثاني من مجلة الأصالة ، الصادر بتاريخ 15 جمادى الآخرة 1413هـ ]

    آخر مرة عدل بواسطة شمس : 21-12-2004 في 07:13 AM
    الرجــــــــــاء الـــــــــرد من الاخـــــــــوات فـــــقـــط

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الموقع
    في المنطقة الشرقية ( الظهران )
    الردود
    12,071
    الجنس
    امرأة
    كثر الحديث عن الأناشيد الإسلامية، وهناك من أفتى بجوازها، وهناك من قال إنها بديل للأشرطة الغنائية فما رأي فضيلتكم؟



    الجواب بتاريخ 2003-07-17 06:19 م

    هذي التسمية غير صحيحة، وهي تسمية حادثة فليس هناك ما يسمى بالأناشيد الإسلامية في كتب السلف ومن يعتقد بقولهم من أهل العلم، والمعروف أن الصوفية هم الذين يتخذون الأناشيد دينا لهم وهو ما يسمونه بالسماع، وفي وقتنا لما كثرت الأحزاب والجماعات، صار لكل حزب أو جماعة أناشيد حماسية قد يسمونها بالأناشيد الإسلامية، هذي التسمية لا صحة لها، فلا يجوز اتخاذ هذه الأناشيد وترويجها بين الناس، وبالله التوفيق.

    الشيخ صالح بن فوزان الفوزان

    -----------

    الشبهة الأولى:

    قال الشيخ صالح بن الفوزان الفوزان- حفظه الله-: و قد يستدل من يروج هذه الأناشيد أن النبي صلى الله عليه و سلم كانت تنشد عنده الأشعار و يستمع إليها و يقرها.

    و الجواب عن ذلك:

    أن الأشعار التي كانت تنشد عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ليست تنشد بأصوات جماعية على شكل أغاني و لا تسمى (أناشيد إسلامية) إنما هي أشعار عربية، تشتمل على الحكم و الأمثال، و وصف الشجاعة و الكرم، و كان الصحابة ينشدونها أفرادا لأجل ما فيها من هذه المعاني، و ينشدون بعض الأشعار وقت العمل المتعب كالبناء و السير في الليل و السفر،
    فيدل هذة على إباحة هذا النوع من الإنشاد في مثل هذه الحالات الخاصة لا على أن يتخذ فننا من فنون التربية و الدعوة، كما هو الواقع الأن حيث يلقن الطلاب هذة الأناشيد و يقال عنها (أناشيد إسلامية) أو دينية و هذا ابتداع في الدين، و هو من دين الصوفية المبتدعة، فهم الذين عرف عنهم اتخاذ الأناشيد ديناً. فالواجب التنبيه لهذه الدسائس و منع بيع هذه الأشرطة، لأن الشر يبدأ يسيراً ثم يتطور و يكثر إذا لم يبادر بإزالته عند حدوثها(1).



    1. الخطب المنبرية (185-184\3) ط 1414هـ بواسطة الأجوبة المفيدة للحارثي ص 30 .

    ----------------------------

    الشبهة الثانية:

    يقولون ( إن كثيراً من الشباب الذين كانت حياتهم مليئة بالفجور، و سماع الغناء عند سماعهم للأناشيد حصلت لهم توبه و انابة و اهتدى خلق منهم فهذه الطريقة التي تنكرونها علينا).

    و أدع الجواب هنا أيضا لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، فقد سئل عن مثل هذا فأجاب جواباً طويلاً اختصره لك هنا بعد إيراد السؤال:

    سئل عن جماعة يجتمعون على قصد الكبائر: من القتل و قطع الطريق، و السرقة ، و شرب الخمر، و غير ذلك، ثم ان شيخاً من المشايخ المعروفين بالخير و اتباع السنة قصد منع المذكورين من ذلك، فلم يمكنه الا ان يقيم لهم سماعاً يجتمعون فيه بهذه النية، و هو بدف بلا صلاصل و غناء المغنى بشعر مباح بغير شبابه. فلما فعل هذا تاب منهم جماعة و أصبح من لا يصلي و يسرق ولا يزكي يتورع عن الشبهات و يؤدي المفروضات.
    و اجتنب المحرمات، فهل يباح فعل هذا السماع لهذا الشيخ، على هذا الوجه لما يترتب عليه من المصالح! مع انه لا يمكنه دعوتهم الا بهذا!

    فأجاب رحمه الله تعالى بجواب جاء فيه:

    الحمدلله رب العالمين.

    أصل جواب هذه المسأله و ما اشبهها: ان يعلم ان الله بعث محمداً صلى الله عليه و سلم بالهدى، و دين الحق، ليظهره على الدين كله، و كفى بالله شهيداً، و انه اكمل له و لإمته الدين و بشر بالسعادة لمن اطاعه و الشقاوة لمن عصاه. و أمر الخلق ان يردوا ما تنازعو فيه من دينهم الى ما بعثه به كما قال تعالى:{فإن تنازعتم في شيء فردوه الى الله و الرسول}.

    و شواهد هذا الاصل العظيم الجامع كثيرة و ترجم عليه اهل العلم في الكتاب(كتاب الاعتصام بالكتاب و السنة) و كان السلف كمالك و غيره يقولون: (السنة كسفينه نوح. من ركبها نجى، و من تخلف عنها غرق). و قال الزهري: (كان من مضى من علمائنا يقولون: الاعتصام بالسنة نجاة).

    اذا عرف هذا فمعلوم ان ما يهدي الله به الضالين و يرشد به الغاوين و يتوب به على العاصين، و لابد ان يكون فيما بعث الله به رسوله من الكتاب و السنة، و إلا فإنه لو كان ما بعث الله به الرسول صلى الله عليه و سلم لا يكفي في ذلك لكان دين الرسول ناقصاً محتاجا تتمه…

    و العمل اذا اشتمل على مصلحة و مفسدة فإن غلبت مصلحته على مفسدته شرع، و إن غلبت مفسدته على مصلحته لم يشرعه، بل نهى عنه.

    وهذا ما يراه الناس من الاعمال مقربا الى الله، و لم يشرعه الله و رسوله: فإنه لابد ان يكون ضرره اعظم من نفعه و الا فلو كان نفعه اعظم غالباً على ضرره لم يهمله الشارع.

    فإنه صلى الله عليه و سلم حكيم، لا يهمل مصالح الدين، ولايفوت المؤمنين ما يقربهم إلى رب العالمين.
    اذا تبين هذا فنقول للسائل: إن الشيخ المذكور قصد أن يتوب المجتمعون عن الكبائر. فلم يمكنه ذلك الا بما ذكر من الطريق البدعي يدل على أن الشيخ جاهل بالطريقة الشرعية التي بها يتوب العصاة أو عاجر عنها، فإن الرسول صلى الله عليه و سلم و الصحابة و التابعين كانو يدعون من هو شر من هؤلاء من أهل الكفر و الفسوق و العصيان بالطرق الشرعية التي أغناهم الله بها عن الطرق البدعية.

    فلا يجوز ان يقال: ( ليس في الطرق الشرعية التي بعث الله بها نبيه ما يتوب به العصاة فإنه قد علم بالاضطرار و النقل المتواتر فإنه قد تاب من الكفر و الفسوق و العصيان من لا يحصيه إلا الله تعالى من الأمم بالطرق الشرعية، التي ليس فيها ما ذكر من الاجتماع البدعي، بل السابقون الأولون من المهاجرين و الأنصار، و الذين اتبعوهم بإحسان- و هم خير أولياء الله المتقين من هذه الامة- تابوا الى الله تعالى بالطرق الشرعية، لا بهذه الطرق البدعية وأمصار المسلمين و قراهم قديماً و حديثاً مملوءة ممن تاب الى الله و اتقاه، و فعل ما يحبه الله و يرضاه بالطرق الشرعية لا بهذه الطرق البدعية...الى آخر ما ذكره رحمه الله تعالى و يحسن مراجعته فإنه مهم جداً، الفتاوي(11\625-620).


    تابع الشبهة السابقة:

    قول بعضهم : إننا ندعوا للأناشيد و نروجها لنصطاد بها الشباب التائه الذي أدمن سماع الغناء الماجن، فيتخذ هذه بلاً عن تلك.

    هذه الشبهة كثيراً ما نسمعها من هؤلاء المروجين لأشرطة الأناشيد و وسوس لهم بها الهوى و زينتها النفس الأمارة. و ما ذاك إلا لإشغال النفوس المريضة و تزهيدها في كتاب الله تعالى ،

    و قد سئل شيخ اللإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عن سؤال مشابه في الغناء الصوفي المبتدع فقال رحمه الله تعالى:

    ( أما قول القائل : هذه شبكة يصطاد بها العوام فقد صدق. فإن أكثرهم إنما يتخذون ذلك شبكة لأجل الطعام و التوانس على الطعام كما قال تعالى: ( يا أيها الذين أمنوا إن كثيراً من الأحبار و الرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل و يصدون عن سبيل الله ) ومن فعل هذا فهو من أئمة الضلال و أما الصادقون منهم: فهم يتخذونه شبكة ، لكن هي شبكة مخرقة، يخرج منها الصيد إذا دخل فيها كما هو الواقع كثيرا فإن الذين دخلوا في السماع المبتدع في الطريق، و لم يكن معهم أصل شرعي شرعه الله و رسوله، أورثتهم أحوالاً فاسدة).اهـ الفتاوي (601\11).

    فانظر – رحمك الله – إلى و جه المشابهة في الشبهة و تأمل فقه الجواب.

    **********************
    قلت: إذاً الغاية لا تبرر الوسيلة فالغايه هي دعوة العباد إلى دين الله الخالص و الرجوع الى صراط الله المستقيم، و الوسيلة يجب أن تكون غير منافيه لشريعة الله دون استحداث في طريقة الدعوة.. فعرف مما سبق أن الطريقة التي نهجها رسولنا الكريم صلوات ربي و تسليماته عليه كافية و وافيه....


    --------------------

    و إليك ايضا كلام العلامه محمد بن صالح العثيمين رحمه الله حين سئل : هل يجوز للرجال الإنشاد الإسلامي؟
    و هل يجوز مع الانشاد الضرب بالدف لهم؟

    و هل الإنشاد جائز في غير الأعياد و الأفراح؟

    فأجاب:

    الانشاد الاسلامي انشاد مبتدع مما ابتدعه الصوفيه ، و لهذا ينبغي العدول عنه الى مواعظ القرآن و السنة ، اللهم إلا ان يكون في مواطن الحرب ليستعان به على الإقدام و الجهاد في سبيل الله تعالى فهذا حسن ، و اذا اجتمع معه الدف كان ابعد عن الصواب.اهـ.


    ثانيا: فهذا ايضا رد الشيخ الفوزان.....

    أن الأشعار التي كانت تنشد عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ليست تنشد بأصوات جماعية على شكل أغاني و لا تسمى (أناشيد إسلامية) إنما هي أشعار عربية، تشتمل على الحكم و الأمثال، و وصف الشجاعة و الكرم، و كان الصحابة ينشدونها أفرادا لأجل ما فيها من هذه المعاني، و ينشدون بعض الأشعار وقت العمل المتعب كالبناء و السير في الليل و السفر، فيدل هذة على إباحة هذا النوع من الإنشاد في مثل هذه الحالات الخاصة لا على أن يتخذ فننا من فنون التربية و الدعوة.
    ....................................
    أي دون محسنات و لا تلحين
    ...................................
    .
    آخــر كتــآبــآتي :
    * متيــّـــــمـــــــــة *

    .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الموقع
    في المنطقة الشرقية ( الظهران )
    الردود
    12,071
    الجنس
    امرأة
    -----------------------------------


    تنبيه حول الأناشيد

    قرأت في ‏(‏مجله الدعوة‏)‏ ‏(‏العدد 1406 - الاثنين 17 شوال 1406 هـ - ص 29‏)‏ رسالة ممن سمت نفسها تغريد العبد العزيز، وجهتها إلى مديري المراكز الصيفية والمدارس الأخرى؛ نرجوا منهم بذل المزيد من الجهود في إخراج الأناشيد الإسلامية، وتقول أنها تلهب الحماس، وتوقد في النفس جذوة الإيمان؛ كما تزعم كذلك أنها تغني الفرد عن سماع الأشرطة التافهة، والأغاني الماجنة، وعن ترديد الكلمات الهابطة، وتقول‏:‏ أن بعض الفتيات اهتدين إلى الطريق المستقيم بسبب هذه الأشرطة الطيبة‏.‏

    هذا ما تضمنته رسالة الأخت المذكورة

    - وأقول‏:‏ يا أخت ‏!‏ كان الأجدر بك أن توصي هذه الجهات بدراسة كتاب الله وسنة رسوله، والعناية بدراستها العقدية الصحيحة والأحكام الشرعية؛ كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ أمته بذلك في قوله‏:‏ ‏(‏عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي‏)‏

    - وقال صلى الله عليه وسلم‏:‏

    ‏(‏إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا‏:‏ كتاب الله، وسنتي‏)‏‏.‏

    - فهذا هو الذي يقوي الإيمان في النفوس وهو الذي يهدي إلى الطريق المستقيم كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا وإذا لآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا‏}‏‏.‏

    وأخبر سبحانه أن القرآن يهدي للتي هي أقوم، وأنه يهدي للحق، وإلى طريق مستقيم، أن الرسول صلى الله عليه وسلم‏:‏ يهدي إلى ذلك‏.‏

    وأما الأناشيد؛ فإنها لا تفقه في دين الله، ولا تبصر بالعقيدة الصحيحة، ولا تقوي الإيمان في النفوس، وإنما يطرب لسماعها ويتلذذ بنغمها وترانيمها السذج‏.‏

    هذا إذا كانت خالية من الأهداف السيئة، كإثارة الفتنة، والتحريش بين الناس، والإغراء بشهوات النفس وغير ذلك من المقاصد السيئة لمروجيها‏.‏ وتسمية هذه الأناشيد بأنها إسلامية يعطيها شيئًا من المشروعية،
    وأنها من الدين، وهذا شيء لم يقل به إلا ضلال الصوفيه ومبتدعيهم، الذين يجعلون الأناشيد من الذكر والعبادة؛ تشبهًا بالنصارى الذين يجعلون الأهازيج والترانيم جزءًا من صلواتهم، فتسمية هذه الأناشيد بأنها إسلامية هو من باب التزييف، والترويج لها، والمجاراة لمذاهب الصوفية‏.‏

    والصواب أنها تسمى أناشيد عربية، ولا تجعل لها صبغة الديانة، ولا تجعل ضمن البرامج الدينية، بل ضمن البرامج العربية التي يقصد بها تقوية لغة الأولاد، وتعليمهم الحكم العربية؛ كما كان المسلمون في مختلف العصور يحفظون أولادهم الجيد من الشعر العربي؛ ليستفيدوا منه في لغتهم، وتنمية مداركهم، وكما هو موجود في محفوظات المدارس‏.‏

    وكان المسلمون ينشدون الشعر لأجل روايته وحفظه، أو لإزاله السأم والفتور عند مزاولة بعض الأعمال، أو لحداء الإبل في السفر، وقد حصل شيء من هذا بحضرة الرسول صلى الله عليه وسلم، فدل على إباحته في تلك الأحوال‏.‏ وعلى هذا النمط فغاية ما يقال‏:‏ أنه يباح؛ ما كان من هذا النوع، ولا يسمى نشيدًا إسلاميًا، ولا يجعل ضمن البرامج الدينية ويسجل في الأشرطة؛ كما يسجل القرآن أو العلوم الدينية؛ لأجل تداوله، والتوسع في نشره، لأن هذا يكسبه الصبغة الشرعية، وحينئذ يروج دين الصوفية والمبتدعة، فهذا يجب التنبيه له، والتنبيه عليه‏.‏

    والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل‏.‏

    وقولها عن هذه الأناشيد التي طالبت بإخراجها‏:‏ ‏"‏ أنها تغني الفرد عن سماع الأشرطة التافهة والأغاني الماجنة وعن ترديد الكلمات الهابطة ‏"‏‏.‏

    نقول‏:‏ أن هذه الأشياء لا يجوز سماعها والاشتغال بها، لكن ليس البديل منها أناشيد أخرى قد يكون سماعها أشد إثمًا إذا عددناها دينية، وسميناها إسلامية؛ لأن هذا يعد ابتداعًا وتشريعًا لم يأذن الله به‏.‏

    والبديل الصحيح هو تسجيل القرآن الكريم والأحاديث النبوية والمحاضرات المفيدة في الفقه والعقيدة والمواعظ النافعة‏.‏

    هذا هو البديل الصحيح، لا أناشيد الصوفية وأشباههم‏.‏

    والله أعلم‏.‏

    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‏.‏

    تعقيب حول ما نشر في ‏"‏مجلة الدعوة السعودية‏"‏ حول الأناشيد

    الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه‏.‏

    وبعد‏:‏ كنت قد عقبت على ما كتبته الأخت تغريد العبد العزيز في ‏(‏مجلة الدعوة‏)‏ من الثناء على ما سمته الأناشيد الإسلامية، ومطالبتها المراكز الصيفية بالإكثار من إنتاجها، فبينت لها أن هذا الثناء في غير محله، وأن هذا الطلب غير وجيه وأن الأولى بها أن تطالب بالعناية بالكتاب والسنة،
    وتعليم العقيدة الصحيحة والأحكام الشرعية، فانبرى بعض الإخوان – وهو الأخ أحمد بن عبد العزيز الحلبي سامحه الله – ينتصر لهذه الأناشيد، ويدعي أنها شيء طيب، وعمل جميل، ويستدل لإثبات دعواه بأمور هي‏:‏

    أولًا‏:‏ إن هذه الأناشيد تلحق بالحداء الذي رخص فيه الشارع، وكذلك تلحق بالارتجاز الذي رخص فيه النبي صلى الله عليه وسلم عند مزاولة الأعمال الشاقة‏.‏

    ثانيًا‏:‏ أن العلماء، كشيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، وابن الجوزي، وابن حجر الهيتمي؛ نصوا على جواز الحداء، والارتجاز، وسماع الشعر الذي فيه ثناء على الله ورسوله ودينه وكتابه والرد على أعداء الله وهجائهم‏.‏ والنشيد الإسلامي –كما يسميه - لا يخرج عن هذه المعاني، فهو شعر ملتزم بالأدب الإسلامي، يرفع بصوت حسن‏.‏

    ثالثًا‏:‏ تسمية الأناشيد الإسلامية لا تعني المشروعية والابتداع في الدين، وإنما هي وصف وتوضيح وتمييز عن غيرها من الأناشيد والأهازيج المحرمة، وهو من المصطلحات الحديثة؛ مثل‏:‏ الحضارة الإسلامية، والعمارة الإسلامية‏.‏

    رابعًا‏:‏ فرق الكاتب بين هذه الأناشيد التي سماها إسلامية وبين الصوفية التي تعد من البدع في الدين من وجهتين‏:‏

    الأول‏:‏ أنهم أضفوا على أناشيدهم صفة القربة والطاعة‏.‏

    ثانيًا‏:‏ أن سماعهم لا يخلوا من الآله التي تقرن بتلحين الغناء‏.‏

    هذا حاصل ما كتبه أخونا أحمد في تسيغه ما سماه بالأناشيد الإسلامية‏.‏

    وجوابنا عنه من وجوه‏:‏

    الوجه الأول‏:‏ أن هناك فروقًا واضحة بين ما يسمونه الأناشيد الإسلامية وبين ما رخص فيه الشارع من الحداء في السفر، والارتجاز عند مزاولة الأعمال الشاقة، وإنشاد الأشعار التي فيها مدح الإسلام، وذم الكفر، وهجاء المشركين، ومع وجود هذه الفروق لا يصح لكم إلحاق هذه الأناشيد بتلك الأشياء‏.‏

    والفروق كما يلي‏:‏

    1 – أن الحداء في السفر، والارتجاز عن الضجر، وإنشاد الشعر المشتمل على مدح الإسلام وذم الكفر وهجاء الكفار لا يسمى نشيدًا إسلاميًا - كما تسمون نشيدكم بذلك -، وإنما يسمى نشيدًا عربيًا‏.‏

    إذًا؛ فبينهما فرق من جهة التسمية الحقيقة‏.‏

    2 – أن الحداء إنما يباح في السفر لأجل الحاجة إليه في السير في الليل؛ لطرد النعاس، واهتداء الإبل إلى الطريق بصوت الحادي، وكذا الارتجاز عند مزاولة الأعمال الشاقة كالبناء ونحوه، وأبيح للحاجة إليه بصفة مؤقتة، وبأصوات فردية لا أصوات جماعية‏.‏

    وما تسمونه بالأناشيد الإسلامية يختلف عن ذلك تمامًا، فهو يفعل في غير الأحوال التي يفعل فيها النوع الأول، وبنظام خاص وأصوات جماعية منغمة، وربما تكون أصواتًا فاتنة، كأصوات المردان وحدثاء الأسنان من البنين والبنات، والأصل في الغناء التحريم؛ إلا ما وردت الرخصة فيه‏.‏

    3 – أن الحداء والارتجاز وإنشاد الشعر الذي جاء الدليل عليه بالترخيص فيه بقدر معين وحالة معينة لا يأخذ كثيرًا من وقت المسلم، ولا يشغله عن ذكر الله، ولا يزاحم ما هو أهم‏.‏

    أما ما تسمونه بالأناشيد الإسلامية؛ فقد أعطى أكثر مما يستحق من الوقت والجهد والتنظيم، حتى أصبح فنًا من الفنون يحتل مكانًا من المناهج الدراسية والنشاط المدرسي، ويقوم أصحاب التسجيل بتسجيل كميات هائلة منه للبيع والتوزيع، حتى ملأ غالب البيوت، وأقبل على استماعه كثير من الشباب والشابات، حتى شغل كثيرًا من وقتهم، وأصبح استمتاعه يزاحم استماع تسجيلات القرآن الكريم والسنة النبوية والمحاضرات والدروس العلمية المفيدة‏.‏

    فأين هذا من ذاك‏؟‏

    ومعلوم أن ما شغل عن الخير فهو محرم وشر‏.‏

    الوجه الثاني‏:‏ أن محاولة تسويغ تسمية هذه الأناشيد بالأناشيد الإسلامية محاولة فاشلة، لأن تسميتها بذلك يعطيها صبغة الشرعية وحينئذ نضيف إلى الإسلام ما ليس منه‏.‏

    وقول أخينا أحمد‏:‏ ‏"‏ إن هذه التسمية لأجل التميز بينها وبين الأناشيد والأهازيج المحرمة قول غير صحيح، لأنه يمكن التمييز بينهما بأن يقال‏:‏ الأناشيد المباحة بدلًا من الأناشيد الإسلامية، كغيرها من الأشياء التي يقال فيها‏:‏ هذا مباح وهذا محرم، ولا يقال هذا إسلامي، وهذا غير إسلامي، ولأن تسميتها بالأناشيد الإسلامية تسمية تلتبس على الجهال، حتى يظنوها من الدين، وأن في استماعها أجر وقربه‏.‏

    وقول الأخ أحمد‏:‏ ‏"‏ أن هذه التسمية من المصطلحات الحديثة؛ مثل الحضارة الإسلامية والعمارة الإسلامية ‏"‏‏.‏

    نقول له‏:‏ النسبة إلى الإسلام ليست من الأمور الاصطلاحية، وإنما هي من الأمور التوقيفية، التي تعتمد على النص من الشارع، ولم يأت نص من الشارع بتسمية شيء من هذه الأمور إسلامي، فيجب إبقاء الشعر على اسمه الأصلي، فيقال ‏"‏ الشعر العربي والأناشيد العربية، أما تسمية العمارة والحضارة بالإسلامية فهي تسمية الجهال، فلا عبرة بها ولا دليل فيها‏.‏

    الوجه الثالث‏:‏ أن تفريق الأخ أحمد بين ما يسمية بالأناشيد الإسلامية وبين أناشيد الصوفية تفريق لا وجه له؛ لأن بإمكان الصوفية أن يدعوا في أناشيدهم ما تدعونه في أناشيدكم من الفائدة والترغيب في الخير والتنشيط على العبادة والذكر فكما أنكم تدعون أن في أناشيدكم الحث على الجهاد، وأنها كلام طيب بصوت حسن، وفيها مدح الإسلام وذم الكفر‏.‏‏.‏‏.‏ إلى غير ذلك؛ فيمكنهم أن يقولوا مثل ذلك في أناشيدهم‏.‏

    وقولكم‏:‏ ‏"‏ أن أناشيد الصوفية لا تخلو من الآلة التي تقرن بتلحين الغناء ‏"‏‏.‏

    هذا فارق مؤقت، فربما يأتي تطوير جديد لأناشيدكم يدخل فيه استعمال الآلة فيها وتسمى موسيقى إسلامية، أو دف إسلامي، ويزول الفارق عند ذلك؛ كما ورد أنه في آخر الزمان تغير أسماء بعد المحرمات، وتستباح، كاسم الخمر، واسم الربا‏.‏‏.‏‏.‏ وغير ذلك ‏(2).‏

    فالواجب على المسلمين سد هذه الأبواب، والتنبية للمفاسد الراجحة والوسائل التي تفضي إلى الحرام، والتنبية كذلك لدسائس الأعداء في الأناشيد وغيرها‏.‏

    ونحن لا نحتكر إباحة إنشاد الشعر النزيه وحفظه، ولكن الذي ننكره ما يلي‏:‏

    1 – ننكر تسمية نشيدًا إسلاميًا‏.‏

    2 – ننكر التوسع فيه حتى يصل إلى مزاحمة ما هو أنفع منه‏.‏

    3 – ننكر أن يجعل ضمن البرامج الدينية، أو يكون بأصوات جماعية، أو أصوات فاتنة‏.‏

    4 – ننكر القيام بتسجيله وعرضه للبيع؛ لأن هذا وسيله لشغل الناس به، ووسيلة لدخول بدع الصوفية على المسلمين من طريقه، أو وسيلة لترويج الشعارات القومية والوطنية والحزبية عن طريقه أيضًا‏.‏

    وأخيرًا نسأل الله عز وجل أن يوفق المسلمين لما هو أصلح وانفع لدينهم ودنياهم، ونقول ما قاله الإمام مالك بن أنس رحمه الله‏:‏

    ‏"‏ لا يصلح أمر هذه الأمة إلا بما صلح أولها ‏"‏‏.‏

    وذلك باتباع الكتاب والسنة، والاعتصام بهما، لا بالأناشيد والأهازيج والترانيم‏.‏

    والله ولي التوفيق‏.‏

    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‏.‏
    .
    آخــر كتــآبــآتي :
    * متيــّـــــمـــــــــة *

    .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الموقع
    في المنطقة الشرقية ( الظهران )
    الردود
    12,071
    الجنس
    امرأة
    تعقيب ثالث وأخير حول الأناشيد

    الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه‏.‏

    وبعد‏:‏

    فقد قرأت في ‏(‏مجلة الدعوة‏)‏ ‏(‏العدد 1060 - تاريخ 3/2/1407 هـ‏)‏ تعقيب فضيلة الشيخ أحمد عبد العزيز الحليبي على ردنا عليه فيما كتبه في عدد سابق من هذه المجلة في تسويغه لما سماه بالأناشيد الإسلامية التي شغلت بال كثير من شباب المسلمين اليوم وافتتنوا بها‏.‏

    ويعلم الله أن قصدنا تخليصهم من هذه الفتنة التي أوقعتهم فيها هذه التسمية الظالمة‏:‏ ‏(‏الأناشيد الإسلامية‏)‏‏.‏

    والحقيقة أنني لم أجد في تعقيبه المذكور سوى ترديد لما ذكره في الأول من التماس المسوغات فهذه الأناشيد بما نقله من الترخيص بالحداء لرعاة الإبل، والارتجاز في حالة مزاولة الأعمال الشاقة، وإنشاد حسان لبعض أشعاره عند النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

    وقد بينت أن بين هذه الأنواع التي ذكرها وبين الأناشيد التي هي محل بحثنا فروقًا تجلعها منها مناط الثريا، ولا داعي لتكرار ذلك، فليراجعه من شاء في مقالنا السابق‏.‏

    وأقتصر هنا على مناقشة الشيخ أحمد في بعض النقاط الزائدة المهمة في تعقيبه فأقول‏:‏

    يا فضيلة الشيخ أحمد‏:‏

    1 – قولك عن النشيد الذي سميته إسلاميًا‏:‏

    ‏"‏ إنك لم تقف على ما سماه بالنشيد العربي، ووقفت على من ألحقه بالحداء ‏"‏‏.‏

    ثم ذكرت كلام ابن حجر في الحداء، وأنه يلحق به غناء الحجيج المشتمل على التشويق إلى الحج بذكر الكعبة وغيرها من المشاهد‏.‏

    - وأقول لك‏:‏

    ‏:‏ أولًا‏:‏ كلام ابن حجر به نظر من ناحية جواز الغناء للحجيج، هل ورد ما يدل عليه من الكتاب والسنة‏؟‏ ‏!‏

    إن الذي ورد أن الحجيج في عبادة يناسبهم الاشتغال بذكر الله والتلبية لا الغناء، ولا سيما في حالة الإحرام؛ قال تعالى‏:‏

    ‏{‏فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ‏}‏‏.‏

    وهل كان الحجيج يغنون وهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقرهم على ذلك حتى يكون دليلًا‏؟‏ ‏!‏

    ثانيًا‏:‏ ابن حجر لا ينطبق كلامه على الأناشيد التي نحن بصدد الكلام عنها؛ لأنه يتكلم عن إنشاد بعض الحجاج، ويلتمس دليلًا على جوازه بإلحاقه بالحداء، وعلى تسليم صحة هذا الاستدلال له؛ إن قلت‏:‏ نحن نقيس على ذلك‏.‏ قلنا‏:‏ هذا قياس مع الفارق؛ لأن الأناشيد التي يعنيها ابن حجر ليست بأصوات جماعية، يصطف لها طوابير يؤدونها، ثم تسجل بآلاف الأشرطة للتوزيع والبيع والحفظ في المكتبات الصوتية؛ كما تعلمونه في أناشيدكم‏.‏

    وكذلك الإنشاد الذي ورد ذكره في الأحاديث على صفة حداء أو ارتجاز أو إلقاء من حسان أو غيره هل كان ذلك جماعيًا كما هو الحال في أناشيدكم‏:‏ ‏!‏

    لا بل هو كما يقول الرواة مثلًا‏:‏ أنشد حسان، أو أنشد ابن رواحة، أو أنشد بلال، أو أنشد عامر بن الأكوع، كل شخص ينشد بمفرده‏.‏

    ثم هل كانوا يسمون هذه المنشدات‏:‏ أناشيد إسلامية، كما تسمون أناشيدكم بذلك‏؟‏ ‏!‏

    وهل كانوا يملئون بها بيوتهم، ويشغلون بها شبابهم؛ كما تفعلوه‏؟‏ ‏!‏

    ثالثًا‏:‏ قولك عن أناشيدكم هذه‏:‏ ‏"‏لم أقف على ما سماها بالنشيد العربي‏"‏‏.‏

    نقول لفضيلتك‏:‏ إذا كان الأمر كذلك؛ فكيف يصح لك أن تستدل على جوازها بإنشاد النشيد العربي الذي وردت بجوازه الأحاديث وأقوال أهل العلم وهي لا تسمى نشيدًا عربيًا على حد قولك‏؟‏ ‏!‏

    وكيف جاز لك أن تسميه نشيدًا إسلاميًا، ونحن وأنت لا نجد في دواوين الإسلام ما يسمى بهذا الاسم، اللهم إلا ما عند الصوفية مما يقارب هذه التسمية مما هو من جملة شطحاتهم‏؟‏ ‏!‏

    2 – قولكم‏:‏ ‏"‏ فهذه الأدلة تدل على أن سماع النشيد كان كثيرًا، وبأصوات فردية وجماعية ‏"‏‏.‏

    - نسأل فضيلتكم أين وجهة الدلالة منها على أن ذلك كان بأصوات جماعية حتى نسلم لكم هذه الدعوى‏؟‏ وأين وجه الدلالة على هذه الكثرة التي ادعيتها‏؟‏

    3 – قول فضيلتكم‏:‏ ‏"‏ ولا مانع عندي من سماعه ‏(‏أي‏:‏ النشيد‏)‏ في المجالس والنوادي المدرسية‏,‏ للنصوص السابقة ‏"‏‏.‏

    - أقول‏:‏ هذه هو بيت القصيد لديكم‏.‏ ولكن؛ ما وجه الدلالة من النصوص السابقة على جوازه في هذه الأمكنة‏؟‏ هل كان السلف يعلمونه أولادهم في المدارس والكتاتيب والحلقات العلمية والربط المدرسية التي هي بمثابة الجامعات الحالية‏؟‏

    هل كانوا يجعلون الأناشيد الجماعية من ضمن دروسهم وأعمالهم العلمية التي يتلقونها في هذه الدور العلمية‏؟‏

    عليك أن تثبت لنا ذلك، وأين‏؟‏ ومتى‏؟‏

    4 - قول فضيلتكم‏:‏ إنك لم تقف على ما يدل على منع سماع الأصوات الفاتنة من المردان ونحوهم‏.‏

    - أقول لفضيلتكم‏:‏ نحن وجدنا هذا في كتاب الله عز وجل في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا‏}‏

    قال ابن كثير رحمه الله في ‏(‏تفسيره‏)‏ ‏(‏5/415 – طبعة دار الاندلس‏)‏ ما نصه‏:‏

    ‏"‏ قال السدي وغيره‏:‏ يعني بذلك ترقيق الكلام إذا خاطبن الرجال‏.‏‏.‏‏.‏ ‏"‏ إلى أن قال‏:‏

    ‏"‏ ومعنى هذا أنها تخاطب الأجانب بكلام ليس فيه ترخيم‏.‏‏.‏‏.‏ ‏"‏ انتهى‏.‏

    فدل هذا على أن الصوت قد يكون فيه فتنة أشد من فتنة النظر إذا كان من امرأة ومثل ذلك صوت الشاب الأمرد‏.‏

    قال الشاعر‏:‏

    يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة ** والأذن تعشق قبل العين أحيانًا

    وقال العلامة ابن القيم في ‏(‏إغاثة اللهفان‏)‏ ‏(‏1/248‏)‏‏:‏

    ‏"‏ وأما سماعه ‏(‏يعني‏:‏ الغناء‏)‏ من المرأة الأجنبية أوالأمرد؛ فمن أعظم المحرمات وأشدها فسادًا للدين‏.‏‏.‏‏.‏ ‏"‏ انتهى‏.‏

    فهذا ابن القيم يعد صوت الأمرد مثل صوت المرأة في الفتنة به‏.‏

    5 – قول فضيلتكم‏:‏ ‏"‏ إن القاعدة الأصولية أن الأصل في الأشياء الإباحة حتى يدل الدليل على التحريم ‏"‏‏.‏

    - وتريدون بهذا القول أن الأصل في الغناء الاباحة، إلا ما حرمه الدليل‏.‏

    ونقول لفضيلتكم‏:‏

    أولًا‏:‏ هذه القاعدة مختلف فيها، فهناك من يرى العكس، وهو الأصل في الأشياء التحريم إلا ما دل الدليل على إباحته، فهي ليست قاعدة مسلمة‏.‏

    ثانيًا‏:‏ وعلى القول بأن الأصل في الأشياء الإباحة، فالغناء دل الدليل على تحريمه، فالأصل فيه التحريم إلا ما دل دليل على إباحته منه‏.‏

    والدليل على أن الأصل في الغناء التحريم قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ‏}‏‏.‏

    ولهو الحديث المذكور في الآية هو الغناء بجميع أنواعه، فيحرم كله، إلا ما دل الدليل على إباحته منه‏.‏

    قال العلامة ابن القيم رحمه الله في ‏(‏إغاثة اللهفان‏)‏ ‏(‏1/257‏)‏‏:‏

    ‏"‏ قال الواحدي وغيره‏:‏ المراد به ‏{‏لَهْوَ الْحَدِيثِ‏}‏‏:‏ الغناء‏.‏ قاله ابن عباس وقاله ابن مسعود‏.‏‏.‏‏.‏ ‏"‏‏.‏

    إلى أن قال‏:‏ ‏"‏ أكثر ما جاء في التفسير أن ‏{‏لَهْوَ الْحَدِيثِ‏}‏ ها هنا هو الغناء؛ لأنه يلهي عن ذكر الله تعالى‏.‏‏.‏‏.‏ ‏"‏‏.‏ إلى أن قال‏:‏

    ‏"‏ وقد جاء في تفسير لهو الحديث الغناء مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم

    وذكر الأحاديث الواردة في ذلك ثم قال‏:‏‏"‏ إذا عرف هذا، فأهل الغناء ومستمعوه لهم نصيب من هذا الذم بحسب اشتغالهم بالغناء عن القرآن، وإن لم ينالوا جميعه‏.‏‏.‏‏.‏ ‏"‏ انتهى‏.‏

    وإذا كان الأصل في الغناء التحريم؛ فإنه لا يحل منه إلا ما دل الدليل على جوازه، من حداء الإبل، والارتجاز عند مزاولة العمل المتعب، وما شابه ذلك مما وردت به الأدلة الصحيحة فيقتصر فيه على ما ورد قدرًا وكيفية؛ كما مر بيانه، لأن الرخصة تقتصر على ما رخص فيه، ولا يسمى ما رخص به نشيدًا إسلاميًا وإنما يسمى نشيدًا عربيًا، ولاينشر في المدارس والبيوت ويباع في محلات التسجيل، لأن هذا تجاوز للرخصة‏.‏

    6 - ثم إننا نسألكم يا فضيلة الشيخ أحمد‏:‏ ما هدفكم من هذه الأناشيد‏؟‏

    هل هو لأجل ترويح النفوس بها والتلذذ بإنشادها‏؟‏ فيكون الهدف منها غير ديني، ولا يقتصد بها التقرب إلى الله، وإنما هو هدف ترويحي فقط، فهذا إنما يباح منه ما رخص به، وفي مثل الأحوال التي وردت فيه الرخصة، لا على الشكل الذي عليه الأناشيد لديكم، فقد أخذت أناشيدكم طابعًا غير الطابع المرخص فيه كما بيناه‏.‏

    وإن كان هدفكم منها هدفًا دينيًا – كما توحي به تسميتكم لها بالإسلامية -؛ فهذا لا يخلو من أحد أمرين‏:‏

    أما أن تكون من جنس أناشيد الصوفية التي يعدونها من دينهم ومن الأمور التي تقربهم إلى الله عز وجل، فتأخذ حكمها في الابتداع والحرمة‏.‏

    وأما أن تكون من الأمور المبتدعة التي عددتموهما من وسائل الدعوة واجتذاب الشباب إلى الخير كما يصرح بعضكم، ووسائل الدعوة لا تكون بالأغاني والأهازيج، وإنما تكون بالكتاب والسنة ومنهج الرسول صلى الله عليه وسلم الذي سار عليه في دعوته للناس‏.‏
    .
    آخــر كتــآبــآتي :
    * متيــّـــــمـــــــــة *

    .

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الموقع
    في المنطقة الشرقية ( الظهران )
    الردود
    12,071
    الجنس
    امرأة
    [COLOR=Purple]يتبع ماقبل :


    قال شيخ الإسلام ابن تيمية‏:‏ في ‏(‏مجموع الفتاوى‏)‏ ‏(‏11/ 620 – 635‏)‏ لما سئل عمن أراد أن يجتذب العصاة، فأقام لهم سماعًا ‏(‏يعني‏:‏ نشيدًا‏)‏ يجتمعون فيه، ويكون ذلك النشيد بشعر مباح بغير ‏(‏شبابة‏)‏ كما يقول السائل، فلما فعل هذا‏:‏ تاب جماعة، وأصبح من لا يصلي ويسرق ولا يزكي يتورع عن الشبهات، ويؤدي الفرائض ويجتنب المحرمات، قال السائل‏:‏ فهل يباح فعل هذا السماع لهذا الشيخ على هذا الوجه، لما يترتب عليه من المصالح، مع أنه لا يمكنه دعوتهم إلا بهذا‏؟‏‏!‏

    فأجب رحمه الله بقوله‏:‏ ‏"‏ الحمد لله رب العالمين‏.‏ أصل جواب هذه المسألة وما أشابهها أن يعلم أن الله بعث محمد بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدًا ‏"‏‏.‏‏.‏‏.‏

    ومضى رحمه الله في بيان أن الله أكمل الدين وأمر الخلق برد ما تنازعوا فيه إلى ما بعث الله به رسوله وأخبر أنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويحل الطيبات ويحرم الخبائث‏.‏‏.‏‏.‏ إلى أن قال‏:‏

    ‏"‏ إذا عرف هذا؛ فمعلوم أن ما يهدي الله به الضالين ويرشد به الغاوين، ويتوب به على العاصين؛ لابد أن يكون فيما بعث الله به رسوله من الكتاب والسنة، وإلا فإنه لو كان ما بعث الله به الرسول صلى الله عليه وسلم لا يكفي ذلك؛ لكان دين الرسول ناقصًا محتاجًا تتمة‏.‏

    وينبغي أن يعلم أن الأعمال الصالحة أمر الله لها أمر إيجاب واستحباب، والأعمال الفاسدة نهى الله عنها، والعمل إذا اشتمل على مصلحة ومفسدة، فإن الشارع حكيم، فإذا غلبت المصلحة على مفسدته، شرعة، وإن غلبت مفسدتة على مصلحته؛ لم يشرعه، بل نهى عنه كما قال تعالى‏:‏

    ‏{‏كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أن تَكْرَهُواْ شيئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أن تُحِبُّواْ شيئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ‏}‏‏.‏

    وقال تعالى‏:‏

    ‏{‏يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا‏}‏‏.‏

    ولهذا حرمهما الله بعد ذلك‏.‏

    وهكذا ما يراه الناس من الأعمال مقربًا إلى الله ولم يشرعه الله ولا رسوله؛ فإنه لابد أن يكون ضرره أكبر من نفعه وإلا فلو كان نفعه أعظم غالبًا على ضرره؛ لم يهمله الشارع، فإنه صلى الله عليه وسلم حكيم لا يهمل مصالح الدين ولا يفوت المؤمنين ما يقربهم إلى رب العالمين‏.‏

    إذا تبين هذا؛ فنقول للسائل‏:‏ أن الشيخ المذكور قصد أن يتوب المجتمعين عن الكبائر، فلم يمكنه إلا بما ذكر من الطريق البدعي، وهذا يدل على أن الشيخ جاهل بالطرق الشرعية التي بها يتوب العصاة،
    أو عاجز عنها فإن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين كانوا يدعون من هم شر من هؤلاء من أهل الكفر والفسوق والعصيان بالطرق الشرعية التي أغناهم الله بها عن الطرق البدعية،
    فلا يجوز أن يقال‏:‏ أنه ليس في الطرق الشرعية التي بعث الله بها نبيه ما يتوب به العصاة، فإنه قد علم بالضرورة والنقل المتواتر أنه قد تاب من الكفر والفسوق والعصيان من لا يحصية إلا الله تعالى من الأمم بالطرق الشرعية التي ليس فيها ما ذكر من الاجتماع، بل السابقون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان – وهم خير أولياء الله المتقين من هذه الأمة – تابوا إلى الله تعالى بالطرق الشرعية لا بهذه الطرق البدعية، وأمصار المسلمين وقرأها قديمًا وحديثًا مملوءة ممن تاب إلى الله واتقاه، وفعل ما يحبه الله ويرضاه، بالطرق الشرعية لا بهذه الطرق البدعية‏.‏

    فلا يمكن أن يقال‏:‏ أن العصاة لا يمكن توبتهم إلا بهذه الطرق البدعية، بل قد يقال‏:‏ إن من الشيوخ من يكون جاهلًا بالطرق الشرعية، عاجزًا عنها، ليس عنده علم بالكتاب والسنة وما يخاطب به الناس ويسمعهم إياه مما يتوب الله عليهم فيعدل هذا الشيخ عن الطرق الشرعية إلى الطرق البدعية، وأما مع حسن القصد إن كان له دين، وإما أن يكون غرضه الترؤس عليهم وأخذ أموالهم بالباطل‏:‏ كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنوا أن كثيرًا مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ‏}‏‏.‏

    فلا يعدل عن الطرق الشرعية إلى البدعة؛ إلا لجهل أو عجز أو غرض فاسد، وإلا فمن المعلوم أن سماع القرآن هو سماع النبيين والعارفين والمؤمنين‏.‏

    قال تعالى في النبيين‏:‏ ‏{‏أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدم وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إبراهيم وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إذا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا‏}‏‏.‏

    وقال تعالى في أهل المعرفة‏:‏ ‏{‏وإذا سَمِعُواْ مَا أنزل إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ‏}‏

    وقال تعالى في حق أهل العلم‏:‏ ‏{‏إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إذا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا‏}‏‏.‏

    وقال في المؤمنين‏:‏

    ‏{‏إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وإذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا‏}‏‏.‏‏.‏‏.‏ ‏"‏‏.‏

    إلى أن قال رحمه الله‏:‏ ‏"‏ إذا عرف هذا؛ فحقيقة السؤال‏:‏ هل للشيخ أن يجعل هذه الأمور التي هي إما محرمة أو مكروهة أو مباحة قربة وعبادة وطاعة وطريقة إلى الله، يدعو بها إلى الله ويتوب العاصين، ويرشد به الغاوين، ويهدي به الضالين‏؟‏

    ومن المعلوم أن الدين له أصلان، فلا دين إلا ما شرعه الله، ولا حرام إلا ما حرمه الله، والله تعالى عاب على المشركين أنهم حرموا ما لم يحرم الله، وشرعوا دينًا لم يأذن به الله‏.‏

    ولو سئل العالم عمن يعدو بين جبلين هل يباح له ذلك‏؟‏ قال نعم‏؟‏ فإذا قيل‏:‏ إنه على وجه العبادة كما يسعى بين الصفا والمروة؛ قال‏:‏ أن فعله على هذا الوجه حرام منكر؛ يستتاب فاعله؛ فإن تاب، وإلا قتل‏"‏‏؟‏

    وذكر رحمه الله أمثله من هذا النوع‏.‏‏.‏‏.‏ ثم قال‏:‏

    ‏"‏ والبدعة أحب إلى إبليس من المعصية لأن العاصي يعلم أنه عاص فيتوب والمبتدع يحسب أن الذي يفعله طاعة فلا يتوب، ولهذا من حضر السماع للهو واللعب لا يعده من صالح عمله فلا يرجوا به الثواب، وأما من فعله على أنه طريق إلى الله تعالى؛ فإنه يتخذه دينًا، وإذا نهي عنه كان كمن نهي عن دينه ورأى أنه قد انقطع عن الله، وحرم نصيبه من الله إذا تركه، فهؤلاء ضلال باتفاق علماء المسلمين، ولا يقول أحد من أئمة المسلمين أن اتخاذها دينًا وطريقًا إلى الله تعالى أمر مباح، بل من جعل هذا دينًا وطريقًا إلى الله تعالى؛ فهو ضال مفتر مخالف لإجماع المسلمين ‏"‏ انتهى المقصود من كلام الشيخ رحمه الله‏.‏
    .
    آخــر كتــآبــآتي :
    * متيــّـــــمـــــــــة *

    .

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الموقع
    في المنطقة الشرقية ( الظهران )
    الردود
    12,071
    الجنس
    امرأة
    يتبع ماقبل :




    وقال الشاطبي رحمه الله في كتاب ‏(‏الاعتصام‏)‏ ‏(‏1/270 – 273‏)‏ في رده على بعض المبتدعة ما ملخصه‏:‏

    ‏"‏ وأما ما ذكره من الإنشادات الشعرية؛ فجائز للإنسان أن ينشد الشعر الذي لا رفث فيه، ولا يذكر بمعصية، وأن يسمعه من غيره إذا أنشد على الحدّ الذي كان ينشد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم أو عمل به الصحابة والتابعون ومن يقتدى به من العلماء، وذلك أنه كان ينشد ويسمع لفوائد؛ منها‏:‏ المنافحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن الإسلام وأهله، ولذلك كان حسان بن ثابت رضي الله عنه قد نصب له منبر في المسجد ينشد عليه إذا وفدت الوفود، حتى يقولوا‏:‏ خطيبه أخطب من خطيبنا، وشاعره أشعر من شاعرنا، ويقول صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(اهجهم، وجبريل معك‏)‏

    وهذا من باب الجهاد في سبيل الله‏.‏

    ومنها أنهم كانوا يتعرضون لحاجاتهم، ويستشفعون بتقديم الأبيات بين يدي طلباتهم كما فعل ابن زهير رضي الله عنه، وأخت النضر بن الحارث، مثل ما يفعل الشعراء مع الكبراء، هذا ما لا حرج فيه ما لم يكن في الشعر ذكر ما لا يجوز‏.‏‏.‏‏.‏ ‏"‏‏.‏

    إلى أن قال‏:‏ ‏"‏ ومنها أنهم ربما أنشدوا الشعر في الأسفار الجهادية تنشيطًا لكلال النفوس، وتنبيها للرواحل أن تنهض في أثقالها، وهذا حسن‏.‏

    لكن العرب لم يكن لها من تحسين النغمات ما يجري مجرى ما الناس عليه اليوم، بل كانوا ينشدون الشعر مطلقًا من غير أن يتعلموا هذه الترجيعات التي حدثت بعدهم، بل كانوا يرققون الصوت ويمطونه على وجه يليق بأمية العرب الذين لم يعرفوا الموسيقى، فلم يكن فيه إلذاذ ولا طرب يلهي، وإنما كان لهم شيء من النشاط، كما كان الحبشة وعبد الله بن رواحة يحدوان بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

    ومنها أن يتمثل الرجل بالبيت أو الأبيات من الحكمة من نفسه ليعظ نفسه أو ينشطها أو يحركها لمقتضى معنى الشعر ‏"‏‏.‏

    ثم ذكر الشاطبي عن القرافي أنه قال‏:‏

    ‏"‏ في الماضيين من الصدر الأول حجة على من بعدهم، ولم يكونوا يلحنون الأشطار ولا ينغمونها بأحسن ما يكون من النغم إلا من وجه إرسال الشعر واتصال القوافي فإن كان صوت أحدهم أشجن من صاحبه كان ذلك مردودًا إلى أصل الخلقة لا يتصنعون ولا يتكلفون ‏"‏ انتهى‏.‏

    وقد تبين لنا من كلام هذين الإمامين الجليلين أن من اتخذ هذه الأناشيد وسيله من وسائل التعبد والدعوة إلى الله وقال‏:‏ إنه لا يمكنه جمع الشباب واستقطابهم إلا بهذه الأناشيد، فهو ضال مبتدع، كما ذكره الشيخ تقي الدين في أمثاله ممن زعم أنه يستجلب توبة العصاة بما يقيم لهم من السماع الذي هو النشيد وقد أنكر الشيخ فعله هذا وعده من البدع المنكرة لأن طريق الدعوة هو ما شرعه الله ورسوله، لا ما نهى الله عنه ورسوله، والله ورسوله لم يشرعا الغناء والأناشيد طريقًا للدعوة‏.‏

    فالواجب على من يفعل ذلك أن يتوب إلى الله، ويرجع إلى الصواب والحق، فإن الرجوع للحق فضيلة، ولا يغتر بمن يفعل ذلك، فإنهم إما جهال أو أصحاب أهداف مغرضة وشعارات مضللة‏.‏

    7 – وقولكم يا شيخ أحمد‏:‏ ‏"‏ إن تسمية الأناشيد بالإسلامية لا تعني الابتداع والمشروعية، لا غضاضة في إطلاقها على المباح، لأن المباح من الشرع‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏ ‏"‏‏.‏

    - نقول ‏"‏ أولًا‏:‏ لا نسلم أن أناشيدكم من المباح‏.‏

    وثانيًا‏:‏ هذا فيه إجمال وخلط، لأنه إذا كان القصد اتخاذ الأناشيد أسلوبًا من أساليب الدعوة وتتويب العصاة، فهذا بدعة وضلال، كما بينه شيخ الإسلام فيما نقلنا عنه وحينئذ لا يجوز أن يقال عن هذه الأناشيد‏:‏ أنها إسلامية بل يقال أناشيد بدعية‏.‏

    وإن كان القصد من اتخاذ الأناشيد الترويح عن النفوس، فهذا إنما يباح منه ما وافق المرخص فيه الغناء، كما سبق، وحينئذ لا يسمى إسلاميًا أيضًا لأن المباح لا يقال له إسلامي، وإنما يقال‏:‏ مباح فقط، فلا يقال الطعام والشراب الإسلامي ولا السيارة الإسلامية واللحم الإسلامي ولا غير ذلك من سائر المباحات‏.‏

    وابن قدامة المقدسي الذي نقلت عنه قوله ‏"‏ أن المباح من الشرع ‏"‏ لم يسم المباح إسلاميًا حتى يتم لك الاستشهاد بقوله ومعنى قوله ‏"‏ وهو من الشرع ‏"‏ يوضحه في أول كلامه في حد المباح بأن ما أذن الله في فعله وتركه غير مقترن بذم فاعله ولا مدحه، إذ ليس معنى كونه من الشرع أن الشرع أمر به أمر إيجاب أو استحباب وإنما معناه أن الشارع أذن فيه والمأذون به من غير أمر بفعله لا يسمى إسلاميًا وإنما يسمى بذلك المأمور به أمر إيجاب أو استحباب‏.‏

    ثم إنهم يعنون بهذه العبارة قسمًا من المباح يرى المعتزلة أن إباحته ثبتت بالفعل فأرادوا الرد عليهم بذلك، ولا يعنون أن المباح مشروع شرعية إيجاب أو استحباب، أو إنه إسلامي‏.‏

    وقولك‏:‏ فيصح التسمية بالأناشيد المباحة أو الشرعية أو الإسلامية ‏"‏‏.‏

    هذا الكلام فيه تسوية بين أمور مختلفة، وهو أخطر مما قبله لأنك أجزت أن يقول‏:‏ الأناشيد الشرعية، والشرعية تعني‏:‏ الواجب والمستحب فعلى هذا تكون الأناشيد واجبة ومستحبة، وهذا شرع دين جديد من جنس دين الصوفية الذين يتقربون إلى الله بالأناشيد أو من جنس عمل الذي يجعل الأناشيد من طرق الدعوة إلى الله وقد رد عليه شيخ الإسلام فيما نقلنا عنه ولا يكون مشروعًا إلا ما أمر الله به رسوله فما هذه المغالطة المكشوفة يا شيخ أحمد هداك الله‏؟‏‏.‏

    ثم إنك تناقضت مع نفسك فقد قلت فيما سبق‏:‏ ‏"‏ إن التسمية الإسلامية بالإسلامية لا تعني الشرعية ‏"‏ ثم تقول ‏"‏ تجوز تسميتها شرعيه ‏"‏‏.‏

    8– قولكم‏:‏ ‏"‏ إن النساء يباح لهن استخدام الدف مع الأناشيد ‏"‏

    – هل ترون يا فضيلة الشيخ أحمد أن النساء يباح لهن ذلك مطلقًا كما هو ظاهر عبارتكم إن رأيتم ذلك فقد أخطأتم خطأ كبيرًا لأن النساء لا يجوز لهن ذلك إلا في مناسبات محدودة بينها الشارع كإعلان النكاح وبشرط خلوهن من الرجال مع عدم رفع أصواتهن بحيث يسمعن الرجال نص على ذلك الفقهاء وأظنك غير بعيد عن العهد بالفقه، ولا يخفى عليك ذلك إن شاء الله‏.‏

    قال في ‏(‏الزاد‏)‏ وشرحه ‏(‏3/124‏)‏ بحاشيه النقري‏:‏

    ‏"‏ ‏(‏ويُسن الدف‏)‏ أي‏:‏ الضرب به إذا كان لا حلق به ولا صنوج فيه، أي في النكاح للنساء وكذا ختان قدوم غائب وولادة، وإملاك‏.‏‏.‏‏.‏ ‏"‏

    هذا وأسال الله أن يرينا الحق حقًا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلًا ويرزقنا اجتنابه، فإن هذا هو المهم‏.‏

    كما أسأله أن يرزقنا جميعًا العلم النافع والعمل الصالح‏.‏‏.‏‏.‏

    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله صحبه‏.‏


    تكملة‏:‏

    قد اطلعت على مقال للأستاذ محمد العيسى في كتابه ‏"‏ حوار مع الأفكار ‏"‏، يدافع فيها عما يسمى بالأناشيد الإسلامية، وهذه المقالة لا تزيد عما قاله الأستاذ أحمد الحليبي؛ إلا أنها تمتاز عنه بالغموض وركاكة الأسلوب والإغراب في الاستدلال، حيث استدل على إباحة هذه الأناشيد بأنها نوع من الشعر، والنبي صلى الله عليه وسلم ردد الشعر وأعجب به، وإن من الأناشيد ما يفقه في الدين، ومثّل لذلك ب- ‏"‏ المنظومة الرحبية في الفرائض ‏"‏، و‏"‏ نونية ابن القيم ‏"‏، و‏"‏ الألفية في النحو ‏"‏‏.‏

    والجواب عن ذلك‏:‏

    أولًا‏:‏ كون الأناشيد نوعًا من الشعر لا يكفي في إباحتها؛ إلا إن كان يكفي الاستدلال لحل الخمر بكون أصلها من التمر أو الزبيب‏.‏

    وثانيًا‏:‏ لا أعلم أحدًا صار فقيهًا بسبب الأناشيد، بل الأقرب أنه يصير مطربًا‏.‏ ولا أعلم أحدًا من الأمة سمّى الرحبية أو النونية أو الألفية أناشيد إسلامية، فلم يقولوا الأنشودة الرحبية أو الأنشودة النونية، وإنما يقولون ‏"‏ المنظومة الرحبية ‏"‏، و‏"‏ القصيدة النونية ‏"‏، ولم يكونوا ينشدونها إنشادًا جماعيًا بقصد التطريب، بل كانوا يحفظونها ويقرؤونها في حلقات التدريس‏.‏ ثمّ إن الأستاذ عليًا في ختام مقاله الطويل طول الليل الدامس قال‏:‏

    ‏"‏ لا يطالب مؤيد وجودها - أي‏:‏ الأناشيد - بأدلة شرعية ‏"‏‏.‏


    وكأنه قال ذلك حينما أحس بعجزه عن إقامة الدليل، وكفى بهذا اعترافًا منه بعدم جوازها‏.‏

    والله أعلم‏
    .
    آخــر كتــآبــآتي :
    * متيــّـــــمـــــــــة *

    .

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الموقع
    في المنطقة الشرقية ( الظهران )
    الردود
    12,071
    الجنس
    امرأة
    شمس !
    ومشرفات الركن الاسلامي وينكم

    ابي اعرف رايكم ؟
    .
    آخــر كتــآبــآتي :
    * متيــّـــــمـــــــــة *

    .

مواضيع مشابهه

  1. الردود: 5
    اخر موضوع: 30-05-2009, 02:32 PM
  2. الردود: 6
    اخر موضوع: 06-02-2009, 02:50 AM
  3. الردود: 2
    اخر موضوع: 01-05-2007, 04:48 PM
  4. الردود: 0
    اخر موضوع: 29-03-2007, 02:11 PM
  5. الردود: 4
    اخر موضوع: 05-10-2004, 07:03 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ