السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفتنة :
هي الابتلاء والامتحان في دينك ودنياك الابتلاء
مجالات الفتنة :
قد تكون في الخير كالمال والولد وهذا قليل .. ولكن الأصل والأكثر أنها تكون في الشر
صفات وسمات هذه الفتنة :
إن النبي صلى الله عليه وسلم بين لنا أن لها ثلاث سمات :
أولاً :
اختلاط الحق بالباطل : بحيث يصعب تمييز الصواب من الخطأ كما في سنن الترمذي من حديث عبد الله بن عمر وحديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( فبعزتي وجلالي لأدخلن عليهم فتنة تدع الحليم منهم حيران ) لمَ يحتار لأنه لم يستطع أن يميز الحق من الصواب لأنه اختلط فيه الحق بالباطل ..
ثانيــاً :
أنها عامة كما في صحيح البخاري من حديث عوف بن مالك فاتنة لا تدع بيتا من بيوت العرب إلا دخلته ومع ذلك هي مزلزلة وقوية ومؤثرة كما في البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة :
( بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا )
بل إن الإنسان إذا لم يدخل في الفتنة فإنه سيعاني منها عناء شديدا لأجل أن يبقى على دينه كما في الترمذي من حديث أبي هريرة يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الفتن ( القابض على دينه كالقابض على جمر ) وأغرب منهما في البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة انه يقول :
( لاتقوم الساعة حتى يمر الرجل على القبر يقول ليتني مكانه ) وفي رواية مسلم يتمرغ على القبر يقول ليتني مكانه مما يرى من الفتن ..
طرق الوقاية من الفتن :
إن النبي صلى الله عليه وسلم كما أخبر بهذه الفتن فإنه بين لنا طرقاً ومراحل لتعدي هذه الفتن والخلوص منها :
1- سؤال الله واللجوء إليه والتعوذ به والاستعانة به ألا توجد فتنة
وهذا الذي نفعله صباح مساء كما في البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( أعوذ بالله من فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال ) فنحن نسأل الله ألا يرينا فتنة لأجل ألا نختبر ثم بعد وقوعها فإن للنبي هديا عجيبا من تمسك به نجا أسأل الله أن يوفقك للتمسك به في هذا الزمان الذي كثرت فيه الفتن وعمت وطمت حتى عمت جميع مراحل الحياة فيما يتصل بعلاقة الرجل بأبيه وأمه في علاقته بزوجته في علاقته بولده في علاقته بالناس في علاقته بربه في أموره كلها حتى فيما يتصل بنفسه كلها وجد فيها فتن
2- التمسك بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة :
يقول صلى الله عليه وسلم ( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي ) فكتاب الله وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم هي العاصم من الفتن ما ظهر منها وما بطن لكن نحن في زمن ضعف عند كثير من الناس تعلقهم بكتاب الله فإنه يجب علينا لكتاب الله خمسة أمور قراءته ثم حفظه ثم تدبره ثم العمل به ثم الاستشفاء به فإذا كان الإنسان ضعيف مع كتاب الله فما بالك بسنة رسول الله التي أشد لأنها تشاركه بأن فيها العام والخاص والمطلق والمقيد والظاهر والنص وأيضا فيها الناسخ والمنسوخ يضم على ذلك أن فيها الضعيف والقوي ويضم إلى ذلك أن فيها المطبوع والمفقود بينما كتاب الله محفوظ متواتر بين دفتين إذا عليك أن تطلب من يعرف كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تطلب الحق عند من يعرف كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا وهم العلماء فإن العلماء هم ورثة الأنبياء والعلماء من أخذ بهم فإنه ينجو بإذن الله ..
3- أن نلزم جماعة المسلمين وإمامهم :
فإن جماعة المسلمين وإمامهم معصم ، ونحمد الله أننا في زمن فيه جماعة المسلمين على الهدي الصحيح إن شاء الله وإن كانوا عندهم نوع من التجاوزات إلا أن أمة محمد لازال فيها الخير ..
* وإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه في آخر الزمان ستتشتت الأمة وتكون أفرادا عندئذ على الإنسان أن يلزم بيته ويبتعد عن الناس ويعتزل الفتن كلها وعليه أن يعبد ربه وليكثر من العبادات فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بإكثار العبادات في الفتن وقال كما في صحيح مسلم : ( العبادة في وقت الهرج كهجرة إلي )
وأمر أن الإنسان ينبغي ألا يدخل في أمر لا يحسن عاقبته والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه في آخر الزمان يكون خير الناس من ابتعد عن الناس وكان في شعب من الشعاب مع غنم له ارتاح الناس منه وارتاح هو من الناس ولم ينشغل بهذه الفتن وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يلزم الإنسان بيته ويعبد ربه حتى يأتيه اليقين حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه إذا جاءك أحد يريد قتلك فقال :
( كن خير ابني آدم ) كن ابن آدم المقتول و لاتكن ابن آدم القاتل حتى أنه يبوء بدمك وتسلم منه وإن كان يجوز شرعا للإنسان أن يدافع عن نفسه فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( من قتل دون عرضه فهو شهيد ومن قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون نفسه فهو شهيد )
إلا أنه أراد لنا خير الأمرين ..
نسأل الله الثبات ونسأله عز وجل أن يثبتنا وإياكم ويجيرنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن ..
دمــتم بـســلام ..
ملخّص ما جاء في إحدى حلقات برنامج ( يدعون إلى الخير ) على قناة المجد الفضائية ..
الروابط المفضلة