انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 6 من 6

الموضوع: عجبا لأمر المؤمن !

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2001
    الموقع
    الرياض
    الردود
    1,115
    الجنس
    رجل

    عجبا لأمر المؤمن !

    .


    قال من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم :
    عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له . رواه مسلم .

    وعند الإمام أحمد عن صهيب رضي الله عنه قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد مع أصحابه إذ ضحك ، فقال : ألا تسألوني مم أضحك ؟ قالوا : يا رسول الله ومم تضحك ؟ قال : عجبت لأمر المؤمن إن أمره كله خير ؛ إن أصابه ما يحب حمد الله ، وكان له خير ، وإن أصابه ما يكره فَصَبَر كان له خير ، وليس كل أحد أمره كله له خير إلا المؤمن .

    تأمّــل :

    أحد السلف كان أقرع الرأس ، أبرص البدن ، أعمى العينين ، مشلول القدمين واليدين ، وكان يقول : "الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيراً ممن خلق وفضلني تفضيلاً " فَمَرّ بِهِ رجل فقال له : مِمَّ عافاك ؟ أعمى وأبرص وأقرع ومشلول . فَمِمَّ عافاك ؟

    فقال : ويحك يا رجل ! جَعَلَ لي لساناً ذاكراً ، وقلباً شاكراً ، وبَدَناً على البلاء صابراً !

    سبحان الله أما إنه أُعطي أوسع عطاء

    قال عليه الصلاة والسلام : من يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله ، ومن يتصبر يصبره الله ، وما أعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر . رواه البخاري ومسلم .

    وعنوان السعادة في ثلاث :

    • مَن إذا أُعطي شكر
    • وإذا ابتُلي صبر
    • وإذا أذنب استغفر




    وحق التقوى في ثلاث :
    • أن يُطاع فلا يُعصى
    • وأن يُذكر فلا يُنسى
    • وأن يُشكر فلا يُكفر ..
    كما قال ابن مسعود رضي الله عنه .

    فالمؤمن يتقلّب بين مقام الشكر على النعماء ، وبين مقام الصبر على البلاء .

    فيعلم علم يقين أنه لا اختيار له مع اختيار مولاه وسيّده ومالكه سبحانه وتعالى .

    فيتقلّب في البلاء كما يتقلّب في النعماء
    وهو مع ذلك يعلم أنه ما مِن شدّة إلا وسوف تزول ، وما من حزن إلا ويعقبه فرح ، وأن مع العسر يسرا ، وأنه لن يغلب عسر يُسرين .

    فلا حزن يدوم ولا سرور = ولا بؤس يدوم ولا شقاء

    فالمؤمن يرى المنح في طيّـات المحن
    ويرى تباشير الفجر من خلال حُلكة الليل !
    ويرى في الصفحة السوداء نُقطة بيضاء
    وفي سُمّ الحية ترياق !
    وفي لدغة العقرب طرداً للسموم !


    ولسان حاله :

    مسلمٌ يا صعاب لن تقهريني = صارمي قاطع وعزمي حديد !

    ينظر في الأفق فلا يرى إلا تباشير النصر رغم تكالب الأعداء
    وينظر في جثث القتلى فيرى الدمّ نوراً
    ويشمّ رائحة الجنة دون مقتله
    ويرى القتل فــوزاً


    قال حرام بن ملحان رضي الله عنه لما طُعن : فُـزت وربّ الكعبة ! كما في الصحيحين

    عندها تساءل الكافر الذي قتله غدرا : وأي فوز يفوزه وأنا أقتله ؟!

    هو رأى ما لم تـرَ
    ونظر إلى ما لم تنظر
    وأمّـل ما لم تؤمِّـل


    المؤمن إن جاءه ما يسرّه سُـرّ فحمد الله
    وإن توالت عليه أسباب الفرح فرِح من غير بطـر
    يخشى من ترادف النِّعم أن يكون استدراجا
    ومن تتابع الْمِنَن أن تكون طيباته عُجِّلت له


    أُتِـيَ الرحمن بن عوف رضي الله عنه بطعام وكان صائما ، فقال : قُتل مصعب بن عمير وهو خير مني كُفن في بردة إن غطي رأسه بدت رجلاه ، وإن غطي رجلاه بدا رأسه ، وقتل حمزة وهو خير مني ، ثم بُسط لنا من الدنيا ما بسط - أو قال - أعطينا من الدنيا ما أعطينا ، وقد خشينا أن تكون حسناتنا عُجِّلت لنا ، ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام . رواه البخاري .

    إن أُنعِم عليه بنعمة علِم أنها محض مِـنّـة
    يعلم أنه ما رُزق بسبب خبرته ، ولا لقوة حيلته

    فمن ظن أن الرزق يأتي بقوّة = ما أكل العصفور شيئا مع النّسر !

    قال الإمام الشافعي رحمه الله :

    لو كان بالحِيَل الغنى لوجدتني = بأجلِّ أسباب اليسار تعلّقي
    لكن مَن رُزق الحِجا حُرم الغنى = ضدّان مفترقان أي تفرّقوالمؤمن إذا أصابه خيرٌ شكره ، ونسب النّعمة إلى مُسديها ، ولم يقل كما قال الجاحد : ( إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي )
    أو كما يقول المغرور : ( إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ ) !

    فالمؤمن في كل أحواله يتدرّج في مراتب العبودية
    بين صبر على البلاء وشكر للنعماء

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية : العبد دائما بين نعمة من الله يحتاج فيها الى شكر ، وذنب منه يحتاج فيه الى الاستغفار ، وكل من هذين من الأمور اللازمة للعبد دائما ، فإنه لايزال يتقلب فى نعم الله وآلائه ، ولا يزال محتاجا الى التوبة والاستغفار . اهـ .

    فالعبد يعلم أنه عبدٌ على الحقيقة ، ويعلم بأنه عبدٌ لله ، والعبد لا يعترض على سيّده ومولاه .

    واعلم بأنك عبدٌ لا فِكاك له = والعبد ليس على مولاه يعترضُ

    أخوكم

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2002
    الموقع
    أمريكا
    الردود
    36,171
    الجنس
    امرأة
    بارك الله بك شيخنا وجزاك كل خير.
    والله نحن في نعمة كبيرة ولكننا لا نشكر إلا قليلاً!
    صادفني في الطريق أول البارحة رجل أوقفني يطلب المساعدة.
    نظرت إليه ولم أعد أقوى على الوقوف لولا عون الله.
    الرجل لديه سرطان في وجهه، ولهذا فلم يكن في وجهه إلا تجاويف بلا أي تكوين غير سنين في مكان ما في وجهه.. ولهذا لم يتمكن من الكلام ولكني فهمت كم كلمة فعرفت ما يريد.
    ارتج صوتي وكلمته وأنا أنظر إلى الأرض لشدة هول المنظر، تمنيت لو أستطيع الهرب خوفاً أن يكون مؤذياً، ولكنه مد ورقة مكتوب عليها ما يريد، فعرفت أنه طبيعي العقل على الأقل! حاولت أن أنظر إليه لعلي أتشجع وفي كل نظرة وجدتني أرتعش خوفاً. كان محتاجاً إلى المال حيث أنه مصاب بهذا المرض اللعين ويحتاج إلى العلاج.
    يا ربي لا أدري كيف وصلت إلى البيت وقتها وأنا أرتجف. قضيت الليلة أنظر إلى المرآة وأحمد الله في كل وقت على ما أنعمه علينا وأخبرت أطفالي بالقصة ليتعظوا منها.
    الحمد لله الحمد لله الحمد لله.


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2004
    الموقع
    كندا
    الردود
    815
    الجنس

    Thumbs up

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بارك الله فيك شيخنا الجليل وجزاك المولى كل خير على إفادتنا وعلى المجهودات الجبارة التي تبدلها في سبيل الله

    أتمنى لك التوفيق

    عزيزتي إيمان علي ما شاهدتيه ورويتيه لنا هز مشاعري وحمدت الله حينها على النعمة بل والنعم الكثيرة التي أنعمها الله علينا بها
    من صحة وبصر وسمع .....وها أنا أحمده ويجب علينا أن لانسمح لشهوات الدنيا وزينتها أن تنسينا دكر الله وشكره

    وأرجو لكل من يشارك في الرد على هدا الموضوع أن يتدكر ويحمد الله ولو في قلبه

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الردود
    12,045
    الجنس
    أنثى
    الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً ..
    الحمد لله ..

    أثابكم الله على هذه التذكرة الطيبة ..
    أؤمن كثيراً.. بأن المساحة الفاصلة بين السماء والأرض.. وبين الحلم والواقع.. مجرد دعاء..

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Sep 2000
    الموقع
    الرياض
    الردود
    23,982
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    2
    اللهم لك الحمد ولك الشكر ... واللهم ارزقنا وأياكم شكر نعمته ...
    وبارك الله فيك أخي الكريم على هذه الكلمات العظيمة .
    اللهم احفظ اليمن من كيد الحوثيين واجمع شملهم ووحد صفوفهم
    اللهم احفظ بلاد الحرمين من كل شر واكفِنا شر أعدائنا

    اللهم تقبل الشهداء عندك
    اللهم اجمع قلوب أمتنا من جديد وألّف بين إخواننا ولا تشمت بنا العدو

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Dec 2001
    الموقع
    بين السحاب ..~
    الردود
    45,952
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    4
    التكريم
    • (القاب)
      • دُرّةالحوار
      • نبض وعطاء
      • شمس لاتغيب
      • روحَ نابضة
      • بصمة تعاون
      • بصمة مبدعة
    (أوسمة)
    الحمدلله على نعمه وفضله ..
    أثابكم الله وبارك فيكم .
    .
    يوماً ما ستختفي الأسماء ...
    وتبهت الحروف ..وتبقى أطياف ذكريات
    أملي أن لاتنسوني من دعواتكم كلما لاحت لكم *
    أستودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه .


مواضيع مشابهه

  1. [مجموعة] قوتى فى ارادتى **((المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف ))**جزء2
    بواسطة ذكريات الماضى في ركن التغذية والصحة والرجيم
    الردود: 399
    اخر موضوع: 20-02-2011, 03:31 AM
  2. الردود: 0
    اخر موضوع: 19-02-2011, 10:22 AM
  3. الردود: 1
    اخر موضوع: 15-02-2011, 03:59 PM
  4. عجباً لأمر المؤمن !!
    بواسطة إحياء السنة في روضة السعداء
    الردود: 5
    اخر موضوع: 03-06-2006, 01:54 AM
  5. عجبا لأمر المؤمن !" نسخة "
    بواسطة عبد الرحمن السحيم في مواضيع روضة السعداء المتميزة
    الردود: 5
    اخر موضوع: 20-10-2004, 07:16 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ