تذكير الرجال بعدم إهمال نسائهم وذراريهم ممن جعلهم الله تحت أيديهم وعدم الإنشغال عنهم
احذر ياعبدالله من إهمال زوجك وأولادك وأحسن عشرتهم واتق الله فيهم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم بعد:
أخي الكريم حفظك الله ورعاك وعلى الخير سدد خطاك
أخي الكريم اعلم علمك الله ان الإستقامة على كتاب الله وسنة رسوله ليست بالأمر الهين
بل معناها : أن نستقيم في أقوالنا وأفعالنا كلها لله تعالى
وليس معناها أن أتدين في ظاهري دون باطني بل أخي الظاهر عنوان الباطن
وقد قال صلى الله عليه وسلم : ((إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ألا وهي القلب )).
أخي الكريم : أنه مما ينبغي لنا مراعاته فيما بيننا أن نهتم كثيرا بأنفسنا التي بين جنبينا وذلك بأمرين : التعليم والتزكية وقد قال تعالى : {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }(البقرة:129) فهما أمران بهما فلاح أنفسنا عند ربنا إن شاء الله .
وكما أننا نهتم بتهذيب أنفسنا والقيام بحقوقها فبين أيدينا أهلونا وأولادنا وكما قيل أكبادنا تمشي على الأرض لابد أن نحسن عشرتهم وأن نتقي الله فيهم وكم وكم هم أولاء الحزبيون
يخلفون أولادا لهم وزوجات خلفهم وللأسف هم آخر إهتماماتهم لايرفعون لهم رأسا أبدا ولايهتمون بشؤونهم ولايقيمون على مصالحهم وهم في آخر الركب عندهم وللأسف الكبير تجد رب الأسرة وللأسف قد أهتم بنفسه فقط وقام به إن فعل ذلك حقا فاهتم بتقصير ثيابه وإعفاء لحيته وتطيبه جزاه الله خيرا وقد يتعدى الأمر إلى أن يخرج خارج بيته ويهتم بدعوة الناس إلى الله تطبيقا لأمر الله في الدعوة ويبذل قصارى جهده في ذلك جزاه الله خيرا ولكن نقول ولمن أخي تركت أهل بيتك ؟ زوجك الحبيبة وأم اولادك المحبة لك حقا وأولادك من يهتم بهم بعدك ولمن تركتهم أخي الكريم ؟ وهل كان نبينا صلى الله عليه وسلم كذلك ؟ وهل أوصانا بذلك ؟ .
لماذا الذين يتدينون اليوم بهذا المستوى من التفكير ؟ أو قل التدبير ؟ أين نحن من تعاليم القرآن والسنة حقا وصدقا ؟ أمرنا والله مع أهلونا عجيب غريب وحالنا يرثى إلى لله أليست المسؤولية ملقاة على عواتقنا ؟ ومن يهتم بهم إن لم نقم بهذه المسؤولية العظيمة ؟ إن الإنطلاقة الصحيحة تبدأ بالبيت حقيقة لابالخارج كما هو واقع اليوم لاوالله إنها بداية خاطئة
وقد لايكتب لها الإستمرار لأن مابني على باطل فهو باطل .
إن ماوهبنا الله من الأزواج والأولاد إنما هو رزق منه تعالى ونعمة عظيمة ماأجلها والله وماأعظمها . كم من الناس قد حرموا ذلك الرزق وتلك النعمة قال تعالى : {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ} (النحل:72) .
وسبحان الله مع ماقد يحصل منهم من العداء لنا أحيانا إلا أن الله يأمرنا بالصفح والعفو عنهم قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (التغابن:14) .
فكم هي تلك النعمة الغالية أخي الكريم التي سبغها الله علينا ولنكن على حذر عظيم من عدم شكر نعم الله التي لاتعد علينا ولاتحصى {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ}(النحل:18) أو لانقوم بها كما أمرنا الله تعالى أولا نغير ما بأنفسنا من التعامل مع تلك النعم من السيء إلى التعامل الحسن الذي أمرنا الله به حذار حذار أخي في الله فإن الأمر حينئذ جد خطير والخطب جد جلل يقول ربنا تعالى : {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (لأنفال:53) .
كلنا والله مسؤول أمام ربنا تعالى ووالله لنسأل عن عشرتنا مع أهلينا وأولادنا فاتق الله ياعبدالله في أهل بيتك قبل تنتقل في دعوتك واهتماماتك لمن حولك إن الله تعالى يقول لنبيه : {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} (الشعراء:214) وهو خطاب لنا جميعا فهل نحن فعلا قمنا بحق لك المسؤولية التي ألقاها الله على كواهلنا ؟ أخرج البخاري عن سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضى الله عنهما - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ « كُلُّكُمْ رَاعٍ » . وَزَادَ اللَّيْثُ قَالَ يُونُسُ كَتَبَ رُزَيْقُ بْنُ حُكَيْمٍ إِلَى ابْنِ شِهَابٍ - وَأَنَا مَعَهُ يَوْمَئِذٍ بِوَادِى الْقُرَى - هَلْ تَرَى أَنْ أُجَمِّعَ . وَرُزَيْقٌ عَامِلٌ عَلَى أَرْضٍ يَعْمَلُهَا ، وَفِيهَا جَمَاعَةٌ مِنَ السُّودَانِ وَغَيْرِهِمْ ، وَرُزَيْقٌ يَوْمَئِذٍ عَلَى أَيْلَةَ ، فَكَتَبَ ابْنُ شِهَابٍ - وَأَنَا أَسْمَعُ - يَأْمُرُهُ أَنْ يُجَمِّعَ ، يُخْبِرُهُ أَنَّ سَالِمًا حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ « كُلُّكُمْ رَاعٍ ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِى أَهْلِهِ وَهْوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِى بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا ، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِى مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ - قَالَ وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ - وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِى مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ » .
وأخرج مسلم في الصحيح :عَنِ الْحَسَنِ قَالَ عَادَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ الْمُزَنِىَّ فِى مَرَضِهِ الَّذِى مَاتَ فِيهِ. قَالَ مَعْقِلٌ إِنِّى مُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ لِى حَيَاةً مَا حَدَّثْتُكَ إِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلاَّ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ ».
يتبع
الروابط المفضلة