انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 5 من 5

الموضوع: .·¯`··._. الصَّـــحـْراويـَّـة الرُّوحِــــيـَّـة . ._.··`¯·.

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الموقع
    ღ♥ღ بستان الأرواح ღ♥ღ
    الردود
    430
    الجنس
    ذكر

    heart2 .·¯`··._. الصَّـــحـْراويـَّـة الرُّوحِــــيـَّـة . ._.··`¯·.

    بِسْمِ اللـَّهِ الرَّحـْمـَنِ الرَّحِـيمِ
    السَّـلاَمُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّـهِ وَ بَرَكَاتُه


    .·¯`··._. الصَّـــحـْراويـَّـة الرُّوحِــــيـَّـة . ._.··`¯·.

    الحقيقة والشريعة :

    مرت بالمسلمين حقبة من الزمن تناوش فيها بعض الناس مسألة ما يسمى بالشريعة والحقيقة على أساس أنهما خطان متوازيان ؛ وسبب ذلك أن أهل التأله والتعبد نظروا بمنظارهم الخاص إلى ما عليه أهل العلم من اهتمام بالطلب والتعليم يفوق اهتمامهم بالعبادة والنسك ، وأهل العلم نظروا إلى جهالات وخرافات بعض أهل التعبد وعللوا ذلك بقلة علمهم ، فنشأ من ذلك صورة متضادة متناقضة بين ( الشريعة والحقيقة ) حسب التعريف الاصطلاحي آنذاك ، وترتب على ذلك شيء من الانفصام بين العلم والعمل والمعرفة والتطبيق ، وتغير حال الناس - وخاصة أهل الاهتمام بالدين - عن حال السلف الصالح الذين جمعوا بين العلم والتقوى والعقل الذكي والقلب النقي .

    وفي هذا العصر الذي بدأت فيه معالم الأوبة إلى دين الله كل يوم تتضح ، وعلائم التوبة تظهر على الوجوه والأعمال ، يبدو أن شيئًا من ذلك الفصام باقيةٌ رواسبه في أذهان وعقول بعض الناس ولو بصورة غير مقصودة .

    بـُشرى .. ولكن :

    إن مما يثلج الصدر أن يرى المسلم شيوع منهج السلف وانتشار مذهب أهل السنة والجماعة بين شباب الصحوة ، إلا أن مما ينغص هذه الفرحة ظهور علائم يبوسة وكنودة يخشى معها أن تكون من أمارات ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : « أول شيء يرفع من هذه الأمة الخشوع حتى لا ترى فيها خاشعا » .

    نعم إن جيل الصحوة يحوز من الإيمان شيئا كثيرا ، ولديهم من السكينة الإيمانية ما يفوقون به عامة الناس ، ولكن ليس هذا هو المقصود فقط ، إذ هم الأمل المرتقب والرائد الذي لا يكذب أهله ، وللدعاة من أهداف الإصلاح والتغيير ، وهدم مقاصد الفساد ومواخير المنكرات ، وإيقاظ النائمين وتنبيه الغافلين ، ومراغمة المنافقين ، ما يستوجب الصعود الدائب في مدارج الكمال ، وقوم هذه أهدافهم وخوارطهم يفترض فيهم أنهم قد تساموا على إغراء المساومات وترفعوا عن سفوح المهانات واستعلوا عن رذائل أهل الترهات .. ولكن من سوالب هذه المقاصد ما يرى من فتور وجمود ، وصلادة في القلوب ، وجفاف في الأرواح ، تظهر نتائجه في سلوكيات عديدة كسوء الظن والغيبة والتكبر ، والشدة على الناس ، فحش اللسان ، وتأول الأسوأ والتعامل بالتي هي أخشن ، وظن غير اللائق بالدعاة والمؤمنين إلى غير ذلك من ظواهر قسوة القلب ...

    تجد من متعه الله بحظ وافر من العلم ، وهيأ له أسباب نشره وبثه ولكن فيه جلافة وقسوة إما على عموم الناس وإما على إخوانه الدعاة الذين يخالفونه في أساليب الدعوة ، وكان حري بهذا الدعية أن يكون لطيفا مع الناس ، ودودا لينا مع أقرانه ورفاق دربه ، إذ في الرفق والتودد واللين من دواعي الجذب إلى طريق الخير والهدى مثل ما في الشدة والفضاضة والعبوس من دواعي النفير ، أليس عجيبا أن ترى بعض الأخيار وقد اعتاد على تقطيب الجبين حتى كانه يحمل فوق رأسه الخل يخشى أن يقطر عليه؟ فوجهه مكفهر وجبينه معقود وألفاظه خشنة وتعامله يابس وقد وصل الحال ببعض اليابسين أن أصبحت نظرتهم إلى من يكتب في الرقائق وتصفية النفوس أو يتكلم فيها نظرة شك وريبة وربما اتهام بالصوفية والابتداع ، ومن غرائب أهل هذا المسلك أن بعضهم نفى بعض كتب الرقائق عن أصحابها مثل كتاب مدارج السالكين ، وسمعت أن بعضهم وسم شيخا فاضلا بالصوفية ، وعندما طلب منهم البرهان على ذلك ذكروا أنهم لاحظوا كثرة بقائه في المسجد وإكثاره من الذكر بعد الصلاة وإطالة الدعاء وأنه يزيد في صلاة النافلة .. سبحان الله !!

    إذا محاسني اللاتي أُدلّ بها

    كانت ذنوبي فقل لي كيف أعتذر؟

    رأيت بأم عيني :

    وإن أنس لا أنسى مشهدا رأيته في مكة وكان قد اجتمع فيها جماعة من الفضلاء للرد على أحد الموغلين في التصوف .. رأيت أحدهم يصلي الظهر وهو محرم وقد وقف في الصلاة وقفة يستحي أن يقفها أحد أمام زملائه .. يده تحت سرته وقد مال بجانبه متكئا على إحدى رجليه مريحا الأخرى ، ورقبته مائلة ورأسه مشخصا به إلى علو وعيناه تجولان .. وفي عشية ذلك اليوم رأيت ذلك الرجل المنتقَد في اعتقاده وهو يصلي في هيئة من الخشوع والخضوع والتذلل والانكسار الظاهر ما تمنيت معه أن يكون صفاء ذاك في خشوع هذا .

    وقديما كانت علائم الزهد والتأله سببا في اغترار الناس بمذاهب أهل الضلال ، وما حكاه الغزالي في فضائح الباطنية عن طرائقهم في خداع الناس بما يظهرونه من عبادة ونسك وزهادة دليل على أثر هذا المسلك في نفوس الناس ، ” وقد كان المنصور يخضع لزهد عمرو بن عبيد وعبادته ويقول :

    "كلكم يطلب صيد .. كلكم يمشي رويد .. غير عمرو بن عبيد“

    قال الذهبي في السير بعد إيراد قول المنصور سالف الذكر : ” قلت : اغتر بزهده وإخلاصه وأغفل بدعته“ .

    وقد أورد ابن خلكان قصة هذه الأبيات التي قالها المنصور وهي تتضمن ما أظهره عمرو بن عبيد من زهد وتخفف من الدنيا ونسك .

    أين قلوب هؤلاء ؟!

    لقد أصيبت درجة الإحسان بضعف كبير في حياة كثير من الناس فأمحلت مرابع القلوب وأسنت عرصاتها ، ولا يكفي في علاج هذه الظاهرة مجرد ذكر الضعف والإشارة إلى اليبوسة الحاصلة ، بل لابد أن يتخذ الدعاة والمصلحون من مناهج العلم والعمل ما يعلم القلب الخشوع والعين الدموع على غرار ما كان يفعله السلف في قولهم : ” هيا بنا نؤمن ساعة “ .

    ذكر الذهبي رحمه الله في سير أعلام النبلاء في ترجمة عبد الرحمن بن شريح رحمه الله : ” قال هاني بن المتوكل : حدثني محمد بن عبادة المعافري قال : كنا عند أبي شريح فكثرت المسائل قال : قد درنت قلوبكم فقوموا إلى خالد بن حميد المهري استقلوا قلوبكم وتعلموا هذه الرغائب والرقائق ، فإنها تجدد العبادة وتورث الزهادة وتجر الصداقة ، وأقلوا المسائل فإنها في غير ما نزل تقسي القلب وتورث العداوة“ ، قلت -القائل الذهبي- : ”صدق والله فما الظن إذا كانت مسائل الأصول ولوازم الكلام في معارضة النص ، فكيف إذا كانت من تشكيكات المنطق وقواعد الحكمة ودين الأوائل ؟!، فكيف إذا كانت من حقائق الاتحادية وزندقة السبعينية ومرق الباطنية ؟! فواغربتاه ويا قلة ناصراه آمنت بالله ولا قوة إلا بالله“ .

    وأقول : فكيف إذا كانت مسائل خلاف بلا هدى ، ونوازع طيش على هوى ، وحب غلبة ، ورغبة استعلاء ، وإرادة خفض للآخرين ؟!، فكيف إذا كانت غيبة للدعاة ، وتحريشا غامضا أو جليا بالعلماء العاملين والمجاهدين الجاهدين ، وتصنيفا قاسطا بلا برهان ولا بينة ؟!، فكيف إذا كانت غمزا ولمزا وسخرية بالأعمال واتهاما للعقائد والنيات ؟!

    يهدم بعضنا بعضا ويمشي

    أواخرنا على هام الأوائل

    علاج الصحراوية :

    فلا خلاص من هذه الرذائل إلا بعزمة صدق يكتال معها المؤمن من فيوضات الرحمة ما يلين قلبه ، فينتفض على الرعونات المستولية ، ويقطع حبال التحريش وسوء الظن وذلك حين يصبح له في المسجد خلوة يتنقل بين اسطواناته يمرغ وجهه تارة ، ويرطب لسانه بالذكر تارة ، ويتغنى بالحواميم تارات ، ثم ينقلب إلى المقابر يستنهض من عبرة رفاتها حياة قلبه ، وتكون له في وقت نزول الرب سبحانه في السحر كل ليلة تملقات تكسب وجهه الضياء والنور ، ويعكف على قراءة كتب الرقائق من كتب الحديث ومؤلفات ابن القيم كالمدارج والفوائد وطريق الهجرتين والجواب الكافي وغيرها ليكون مخموم القلب رطب اللسان باسم الوجه منشرح الصدر مرتقيا إلى منازل الصديقين متصفا « بالفتوة » سماحة لا تكلفا وخلقا أصيلا لا تخلقا .

    يقول ابن القيم في مدارج السالكين : ”فيحسن إلى الناس ويكف الأذى عنهم ويحتمل أذاهم ويصفح عن عثرات الإخوان ، ويظهر النعمة ويخفي المحنة ، ولا يدخر ولا يعتذر ويترك الخصومة ويتغافل عن الزلة وينسى الأذية ، فلا يخاصم بلسانه ولا ينوي الخصومة بقلبه ، وينسى إحسانه إلى من أحسن إليه حتى كأنه لم يصدر منه ، ويقرب من يقصيه ويكرم من يؤذيه ، ويعتذر إلى من يجني عليه سماحة لا كظما ومودة لا مصابرة , ومن أراد فهم هذه الدرجة كما ينبغي فلينظر إلى سيرة النبي صلى الله عليه وسلم مع الناس يجدها هذه بعينها ولم يكن كمال الدرجة لأحد سواه ، ثم للورثة منها بحسب سهامهم من التركة ، وما رأيت أحدا قط أجمع لهذه الخصال من شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، وكان بعض أصحابه الأكابر يقول : وددت أني لأصحابي مثله لأعدائه وخصومه ، وما رأيته يدعو على أحد منهم قط وكان يدعو لهم .

    وجئت يوما مبشرا له بموت أكبر أعدائه وأشدهم عداوة وأذى له ، فنهرني واستنكر لي واسترجع ، ثم قام من فوره إلى أهل بيته فعزاهم ، وقال : إني لكم مكانه ، ولا يكون لكم أمر تحتاجون فيه إلى مساعدة إلا وساعدتكم فيه ونحو هذا الكلام ، فسروا به ودعوا له وعظموا هذه الحال منه فرحمه الله ورضي عنه“ .

    فيا أخي في الله ، استصلح صحراء روحك ، وازرع شجر الإيمان ، لتقطف ويقطف غيرك ، بدلا من حصاد الحنظل الذي تذيقه من حولك ؛ وإلا فارحل إلى أرض خضراء يسكنها المتعبدون والربانيون ؛ لتذوق وتعرف وتسمو وتعيش حقيقة الروحانية بالعلم والعمل ، بدلا من هذه الصحراوية الروحية المقفرة .


    مِنْ مَوْقِعْ الشَّيْخِ الفَاضِلْ مُحَمَّدْ حُسَيْنْ يَعْقُوبْ - حَفِظَهُ اللُّهُ وَ بَارَكَ فِيهِ وَ نَفَعَ بِهِ المُسْلِِمِينْ وَ نَصَرَ بِهِ الأُمَّـةْ -


    ... لاَ تَنْسُونِى مِنْ دَعْوَةٍ ضـَارِعـَةٍ خَالِصَةِ صَالِحَةٍ بِظَهْرِ الْغَيْبِ ...
    ... وَ جَزَاكُمْ اللَّهُ خَيْراً ...

    ... وَ السَّـلاَمُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّـهِ وَ بَرَكَاتُهْ ...
    ... أَخُوكُمْ المـُـحبُّ لكُمْ فِى اللَّه ...

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الموقع
    ღ♥ღ بستان الأرواح ღ♥ღ
    الردود
    430
    الجنس
    ذكر

    Post

    ... للرفع ...

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2000
    الردود
    9,839
    الجنس
    أنثى
    بارك الله فيكم وفي الشيخ ورزقنا اللهم خشوع القلب في سائر العبادات..






    اللهم اجعل لي من كل همٍ فرجاً
    ومن كل ضيق مخرجاً
    وارزقني من حيث لاأحتسب


  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الردود
    7,864
    الجنس
    امرأة
    و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته،

    جزاكم الله خيرا..
    نسأل الله حسن الفهم و حسن المعاملة، و أن نكون مبشرين لا منفرين..
    اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان وبك المستغاث وعليك التكلان‏

    رِفْقاً أهلَ السُّنَّة بأهلِ السُّنَّة

    أصول الحوار .. وأدب الإختلاف ..

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الموقع
    ღ♥ღ بستان الأرواح ღ♥ღ
    الردود
    430
    الجنس
    ذكر

    Post ... جزاكُنَّ الله ُ خيرا ً ...

    بِسْمِ اللـَّهِ الرَّحـْمـَنِ الرَّحِـيمِ
    السَّـلاَمُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّـهِ وَ بَرَكَاتُه



    ... الأخوات المـُراقبات الفاضلات ...

    ... جزاكُنَّ الله ُ خيرا ً علي مروركُنَّ الكريم ...

    ... باركَ الله ُ فيكُنَّ و لكُنَّ ...


    ... وَ السَّـلاَمُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّـهِ وَ بَرَكَاتُهْ ...

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ