الحمدلله نحمده سبحانه وهو للحمد أهل ، ونصلي ونسلم على المبعوث رحمة للعالمين، وقدوة للسالكين
أما بعد:
فلا ريب أن ذكر الله ودعاهُ هو خير ما أمضيت بهِ الأوقات وصُرفت فيهِ الأنفاس ، وأفضل ما تقرب
العبدُ ألى ربَه سبحانه وتعالى ، وهو مفتاحٌ لكلَ خير ينالهُ العبدُ في الدنيا والأخرة..
" فمتى اعطى (الله) العبدُ المفتاح فقد أراد أن يفتح لهُ ، ومتى أضله بقي باب الخيرمُرتجَاُ دونه"
فيبقى مضطرب القلب ، مُشوشَ الفؤاد، مُشتتَ الفكر، كثير القلقَ، ضعيف الهمة والإرادةِ ، أماَ إذا كان محافظاً
على ذكرِ الله ودعائه وكثرةِ اللجأ إليه فأن قلبهَ يكونَ مُطمئناُ بذكره لربهَ ( الا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) الرعد 28.....
هذا وقد ذلَ الكتاَب والسُنة وآثار السلَف .. علَى جنس المشروع والمُستحب علىَ ذكر الله ودعائهُ كسائَرالعباذات..
وبيَن النَبي : لأمته ما ينبغى لهَم أن يقولوهُ منَ ذكرَ دعاءِ الصبَاح والمساَء ، وفي الصلَوات واعقابها ،وعنَد دخولِ المسجدِ ، وعنَد النومِ ، وعنَد الانتباه منهُ ، وعنَد الفرغ منه ، وعنَد تناولِ الطعامُ وبعده ، وعند ركوب الداَبة..
وعنَد السفر، وعَند رؤية ما يحبهُ ويكرهُ المَرء ، وعنَد المصيبة ، وعنَد الهم والحزن ،
أوغير ذلك من أحوال المسلم وأوقاتهُ المختلفة..
أذكَارُ دُخولِ وخروج المَنزِلِ...
من آداب المُسلم التي ينبغي لهُ أنَ يتحلَى بهَا عند الدُخُول والخروج من الـمَنْزِلِ :
1- الذِّكْرُ عِنْدَ دُخُولِ الـمَنْزِلِ ...
لقد ورد في السَُنة أذكارٌ عظيمةٌ متعلقةٌ بما ينبغي للمسلم أن يقوله عند دخول والخروج منَ المنَزل ،قال رسول الله :( بِسْمِ اللـهِ وَلَجْنَا، وعَلَى اللَّـهِ رَبِّنا تَوَكَّلْنَـا، ثُمَّ لِيُسَلِّمْ عَلَى أهْلِهِ..)أخرجهُ مُسلَم..
وفي الجملة يستحبُ أن يقول عند دخول المنَزل : بسم الله ، روى الإمام مَسلم فيَ صحيحه عن جابر بن عبدالله رضي الله عنُه قال:
قوله: = ( بِسْمِ اللـهِ وَلَجْنَا، ) أي: دخلنا..
قوله: = (وبِسْمِ اللـهِ خَرَجْنَا ) أي: كان خروجنا أيضاً على ذكر الله تعالى ..
قوله: = ( وعَلَى اللَّـهِ رَبِّنا تَوَكَّلْنَـا ) أي: معتمدين في دخولنا وخروجنا ، وفي كل أمرنا على الله ربنا عَز وجَل..
قوله: = ( ثُمَّ لِيُسَلِّمْ عَلَى أهْلِهِ ) أي: أهل بيته ؛
يقول لهم: السَّلَامُ عَلَيكم وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ
وعليه أن يُكثر من ذكر الله ، وأن يسلَم سواء كان أحدٌ أم لا..
ولهذا ورد في الحديث المتقدم أن الشيطان عندما يسمَع الانسان يذكُر الله عنَد دخولُة المنزل وعنَد طعامٌه..يقول: ( لَا مَبِيتَ لَكُمْ وَلَا عَشَاءَ، ...)، أي يقول لجِنوده ، وأعوانه ، فييأس هو وأعوانُه من مشاركة هذا
الذَاكر لله في منزله وطعامه ، وأمَا الغافل فإنَه لاينفكُ عن هذهِ المشاركة ولا يسلم منه كما قال اله تعالى:
( وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا )الأسراء 74
وهذا في حق الغافلين ، أما الذاكرون لله فآمرهم كما قال تعالى:
(إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلا )الأسراء 65
ويُستحبُ للمسلم عند دخول المنزل أن يسلَم سواء كان المنلُ منزلَه أو كان منزل
غيره ، وسواء كان فيه أحدٌ أم لا ؛ لقول الله تعالى:
( فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ) النور27
ففي هّذهِ الأية شرط يشمل بيت الأنسان وبيت غيره ، وسواء كان فيَ البيتِ ساكنٌ أم لا أي : فليسلم بعظكَم علىَ بعض ؛
لأن كأنهم شخصٌ واحد في توادهم ، وتراحمهم وتعاطفهم ، والسلام مشروعٌ لدخوله سائرالبيوت
منَ غيرفرَق بينَ بيت وبيت ..أي : سلام بقولكم :
السَّلَامُ عَلَيكم وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، أوالسَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ ...؛
لأنها من الكِلم الطُيب المحبوب عند الله ، الذي فيه طيبُ النفس للمُحيا ومحبَةٌ وجلبُ مودة ..
الروابط المفضلة