ما هذه إلا عبارة نسمعها عند بدء موسم التخفيضات ..
يتناقلها الناس .. وتلهج بها الألسن ..
خاصة عند البنات والأمهات ..
فنرى الأسواق مكـتظة ..
والزحام شديد ..
والتدافع على الأبواب ..
لماذا كل هذا ..!
لأنها فرصة كبــيرة ..
بضاعة ثمينة .. بأسعار زهيدة .. والمدة محدودة
قد يكون التخفيض 20% فهذا جيد
وقد يكون 50% وهذا رائع
وقد يكون 70% وهذا هائل ولا يُـفوّت
طبعا لا أُعارض ذلك .. بالعكس فرصة
وجميل أن ينتهز الإنسان الفرص ..
ويبحث عن ما ينفعه ..ويغتنم مثل هذه العروض ..
لكن ما بالنا نحرص ونسارع لعروض الدنيا ..
ونعجز ونتكاسل عن عروض ..ليست كباقي العروض ..!
إنها عروض إلهيـــة ..
بعيدة عن المصالح التجارية ..
والسفاسف الدنيوية ..
إنها عروض يلمحها أهل البصائر القوية .. والهمم العالية ..
فهاهو موسم من مواسم الخيرات منّ الله به علينا
لنشمر فيه عن ساعد الجد والإجتهاد ..
وهاهي أيامه هلّـت علينا ..
انها أفضــل أيــام الدنيـــا ..
إنها أيام عشر ذي الحجة ..
هذه الأيام التي يجهل كثير من الناس فضلها ..
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب الى الله من هذه الايام العشر فقالوا يارسول الله
ولا الجهاد في سبيل الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ولا الجهاد في
سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء )
يقول ابن رجب :
( ما فعل في العشر من فرض فهو أفضل مما فعل في عشر
غيره من فرض فقد تضاعف صلواته المكتوبة على صلوات عشر رمضان وما فعل فيه
من نفل فهو أفضل مما فعل في غيره من نفل )
فالله الله ..اخوتي واخواتي
فلنستغل ما بقي من هذه العشر ولا نضيعها ..
ولنعلم أن الشياطين في عشر ذي الحجة لا تسلسل ..أي ليس كرمضان الذي تسلسل فيه الشياطين ..
وبالتالي نحن بحاجة الى مجاهدة وتغلب على الشيطان ..واستغلال هذه الايام بالمبادرة للاعمال الصالحة
وما أكثرها ..
من صدقة ..وقراءة القرآن ..
وقيام ..فقد كان سعيد بن جبير إذا دخل العشر اجتهد اجتهادا شديدا
حتى ما يكاد يقدر عليه ..
وصيام ..وخاصة صيام يوم عرفة لغير الحاج ..قال عليه الصلاة والسلام :
( صوم يوم عرفة يكفر سنتين ماضية ومستقبلة وصوم عاشوراء يكفر سنة ماضية )
قال تعالى (( ويذكروا الله في أيام معلومات )) - هي أيام العشر -
وفي حديث ابن عمر ( فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد ).
فلنكثر من التكبير والتهليل والتحميد عسى الله ان يختم بالصالحات أعمالنا
نقطــة أخيـرة
بعضنا أو الكثير منـا .. طمح ..وتمنى ..وشغف قلبه ..
أن يؤدي فريضة الحج ويكون من بين الحجيج هذا العام ..
لكن لم يتيسر له ذلك ..
فإليكم هذه الكلمات الرائعة :
قال ابن رجب :
(
لما كان الله سبحانه وتعالى قد وضع في نفوس المؤمنين
حنيناً الى مشاهدة بيته الحرام
وليس كل أحد قادراً على مشاهدته كل عام
فرض على المستطيع الحج مرة واحدة في عمره
وجعل موسم العشر مشتركاً بين السائرين والقاعدين
فمن عجز عن الحج في عام
قدر في العشر على عمل يعمله في بيته
يكون أفضل من الجهاد الذي هو أفضل من الحج ).
سبحان الله
ما أكرمك يا إلهي وما أرحمك ..
ها نحن في العشر ..
انقضى منها ثلاثة أيام أو بالأصح أربعة
(
حسب ما أُعلن في الاخبار قبل قليل بأن العيد الخميس بإذن الله )
أي لم يبقى سوى ستة أيام .. من أيام عشر ذو الحجة ..
البضاعة مفتوحة .. والخيارات عديدة ..
ما عليك إلا إجابة داعي الله بعيييييداُ عن ملهيات الشيطان ..
والمسارعة
المسااااااارعة
قبل فوات الاوان ..
الروابط المفضلة