الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبى بعده
تكلمنا فى اللقاء السابق عن القوة المعنوية وكيف نبنيها
وأحببت أن أبدأ بها قبل القوة المادية ففى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وبداية الدعوة .
كان بناء المسلمين معنويا ً أولا ً إذاً العلم بالإسلام قبل كل شيئ، ثم تطبيق هذا الإسلام في حدود ما نستطيع.
نستطيع أن نعرف العقيدة الإسلامية -الصحيحة طبعاً-، نستطيع أن نعرف العبادات الإسلامية، نستطيع أن نعرف الأحكام الإسلامية،
نستطيع أن نعرف السلوك الإسلامي، هذه الأشياء كلها مع أنها مستطاعة،
فأغلب جماهير المسلمين بأحزابهم وفرقهم هم معرضون عنها والله المستعان ..
وهذا ليس معناه كما ذكرت مرارا ُ وتكرارا ً أن نهمل الجانب المادى
بل هو مهم جدا ً ولا يتم نصر بدونه لكن الجانب المعنوى هو من ياتى بالجانب المادى
لا تُبنَى القوى المادية إلا بأيدى أبناء الأمة ... مهما كانت الأوضاع سيئة ..
القوى المادية لاغنى لنا عنها وهى من باب الأخذ بالأسباب ..
فكما ذكر الله ُ تعالى" وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ "..[الأنفال :60]
فلا يُعقَل أبداً أن يمكث الطالب حين يُرخى الليل سدوله ليدعو الله أن ينجحه فى دراسته وهو لايفتح كتاب ...
بل لابد أن يأخذ بالأسباب وهكذا .. لابالدعاء وحده ينصرنا الله .. ولا بالايمان القلبى المجرد من الأعمال ينصرنا
بل حين نتحرك تحرك مبنى على شريعة الله وسنة نبيه والأخذ بالأسباب المعنوية أولا ً ثم الأسباب المادية وبناء الأمةِ ماديا ً ....
بالاخلاص لله عز وجل واتقان الأعمال ....
نعم اتقان الأعمال ..
لانريد أن يكون كل أبناء الأمة دعاة ً على منابر المساجد إنما نريد كل أبناء الأمة خير دعاة إلى الإسلام وكل ٌ من منبرِه ....
نريد كل مسلم ومسلمة أن ينصروا اللهَ عزَّ وجلَّ فى أنفسهم
كثيرا ً ما نرى تناقضات عجيبة ومفارقات أعجب عندما نرى المسلم أو المسلمة
ممن يدّعون الالتزام مفرّطين فى عملهم المُكَلفين به ... خائنين للأمانة التى تولوها
أما قال الله عز وجل : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) (آية 208)
فالاسلام منهج متكامل لا نأخذ منه ما يوافق هوانا وندع ما لا يوافق هوانا
أما قال صلى الله عليه وسلم "إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه "
خلاصة الدرجة: حسن
فلن تقوى بها أمة الاسلام بأيدى المخلصين الطاهرين من أبناء الأمة
فانصر إسلامك وأنت فى مكانك
إن كنت مربيا ً معلما ً
وإن كنت مهندسا ً مسلما ً وإن كنت طبيباً ..
أد ّ عملك بإتقان ، لاتتنازل أبداً ذلك
لأنك ستُسأَل يوم القيامة عن عملِك وعن الأمانة المناطة بك
.. جاهد نفسك عن فعل المعاصى .. جاهد فى مكانك الذى أنت َ فيه ..
سواء فى العمل لاتسمح بالغش فى عملك .. لاتسمح بالتهاون فى آداء الأعمال .. وكل ٌ فى مكانه ..
وأنتِ أختى المؤمنة .. فى بيتك رب ِّ أولادك على حمل راية الاسلام
وعلى روح الجهاد ، والإتقان فى آداء الأعمال، نشئيهم على الابتكار والاختراع من أجل نصرة هذه الأمة،
كل إنسان فى مكانه يستطيع أن ينصر الاسلام نصرا ً مؤزرا ً ...
لكن للأسف أحيانا ً تقابل المؤمن عقبات تجعله يتخلى عن طريقه ..
فى الحقيقة هذه العقبات والأشواك ماهى إلا إبتلاءات لايمانه وجلده وصبره ..
فهل يثبت؟
فإن تعرض الانسان لفتنة يقول جاء دورى أن لا أخشى فى الله لومة لائم كما قالها سعد بن معاذ ..
حينها سيصبح كل ما نفعله سيوضع فى ميزان نصر الإسلام
ولا تسأل ماذا سأفعل أنا فى وسط هذه الملايين المملينة ؟
لا تقول عملى ليس له داعى لأنه لن يؤتى ثماره . إذا كنت تعمل لله بنية خالصة لن يهمك أن ترى نتيجة ..
أى نعم نحن نرجو أن نرى نتيجة لكن إن لم نرها فلا نترك العمل ..
الروابط المفضلة