خطوات الشيطان ( الوسوسة ) 4 ب
المرتبة السادسة : شر الاشتغال بالعمل المفضول عما هو أفضل منه :
وهو أن يشغله بالعمل المفضول الأقل أجرا ونفعا عما هو أفضل منه بالأجر والفائدة ليزيح عنه الفضيلة ، ويفوته ثواب العمل الفاضل ، فيأمره بفعل الخير المفضول ويحضه عليه ويحسنه له إذا ضمن ترك ما هو أفضل وأعلى منه ، وقل من ينتبه لهذا من الناس 0
فإذا أعجزه العبد في هذه المراتب الست ، وأعيى عليه ، انتقل إلى :
المرتبة السابعة :
وهي أن يسلط عليه حزبه من الإنس والجن 0
ومن وسوسته لبني آدم أنه يشام النفس ، حتى يعلم أي القوتين تغلب عليها : قوة الإقدام والشجاعة ، أم قوة الانكفاف والإحجام والمهانة ؟
فإن رأى الغالب على النفس المهانة والإحجام أخذ في تثبيطه ، وإضعاف همته وإرادته عن المأمور به ، وثقله عليه ، وهون عليه تركه ، حتى يتركه جملة ، أو يقصر فيه ويتهاون به 0
وإن رأى الغالب عليه قوة الإقدام وعلو الهمة أخذ يقلل عنده المأمور به ، ويوهمه أنه لايكفبه ، وأنه يحتاج معه إلى مبالغة وزيادة 0
فيقصر بالأول ويتجاوز بالثاني ، كما قال بعض السلف : ما أمر الله سبحانه بأمر إلا وللشيطان فيه نزعتان : إما – تفريط وتقصير ، وإما إلى مجاوزة وغلو ، ولا يبالي بأيهما ظفر 0
فقوم قصر بهم عن الإتيان بواجبات الطهارة ، وقوم تجاوز بهم إلى مجاوزة الحد بالوسواس 0
وقصر بقوم حتى زين لهم ترك سنه النبي صلى الله عليه وسلم من النكاح فرغبوا عنه بالكلية ، وتجاوز بآخرين حتى ارتكبوا ما وصلوا إليه من الحرام0
ولقد حذرنا الله من اتباع خطوات الشيطان بقوله : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم ) [ النور : 21 ] 0
وشرع لنا الاستعاذة منه ومن وسوسته فقال تعالى : ( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم ) [ فصلت : 36 ] ( ملك الناس (2) إله الناس (3) من شر الوسواس الخناس ) [ الناس : 2 – 4 ] 0
وعلى المسلم أن يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله وفعله ، وليعزم على سلوك طريقته عزيمة من لا يشك أنه على الصراط المستقيم ، وأن ما خالفه هو من تسويل إبليس ووسوسته 0

الصحبة السيئة …… في الجزء التالي أنشاء الرحمن