كتاب المختار من تفسير الشعراوى للقرآن العظيم
للامام الشيخ / محمد متولى الشعراوى
مقتطفات من سورة البقرة من تلخيصى
سر قرآنى
قال تعالى:
(الم )
البقرة :1
يقول الشيخ
من العجب أن يأتى بعد قرون طويلة من يخطئلغة القرآن الكريم ويتناول الفاظهو تركيبه بالنقد
وهو الوحى المنزل من رب العالمين
فقد وقف الصحابة والمؤمنون الذين عاصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند عطاء القرآن وقت نزوله
فيما أستطاعت عقولهم أن تطيقهمن أسرار الكون ومن أسرار القرآن العظيم
ولكنهم لم يسألوا عن هذه الحروف التى بدأت بها بعض آيات القرآن الكريم
لأن رسول الله قال لهم هى أن كانت بلا معنى ولكنها
سر قرآنى
مثل:
الم ,عسق ,حم , الر,كهيعص .. الخ
ولكن الكافرون كانو يريدون أن يقيموا الحجة ضد القرآن فلم نسمع من أحد منهم وهم الفصحاء البلغاء وكانت اللغة عندهم موهبة وملكة
فكيف كان الكفار يمرون على هذه الفواتح ولم يستطيع احد منهم مواجهة النبى أو مجادلته
لأنهم عرفوا أن هذه الحروف من صميم لغتهم
إن الذين الذين ينتقدون لغة القرآن بل يتصورون أن به أخطاء فى اللغة فأولئك عجزوا عن فهم ما فى القرآن من بلاغة و فن وإبداع لغوى
أنواع الناس
قال تعالى:
(الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ )
البقرة :3
قال تعالى:
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ )
البقرة :6
يقول الشيخ :
الناس فى الحياة ثلاث أنواع :
مؤمن و كافر و منافق
وهذا ما تدلنا عليه الايات الكريمة السابقة
وقد أعطانا الله فى أول السورة وصفا للبشر جميعا فوصف المؤمنون فى بهذه الآيات:
قال تعالى :
(الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ
وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ
أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )
البقرة : 3 :5
أما الفئة الثانية وهم الكافرون فقد عرفنا الله صفاتهم فى الآيات التالية
قال تعالى:
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ
خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)
البقرة :6 :7
أما المنافقون فقد تناولتهم ثلاث عشر آية لخطورتهم على الدين لأن الذى يهدم الدين هو المنافق لأنه يتظاهر بالإيمان ولكنه يبطن الشر والكفر
ولكل صنف من اصناف الناس عملا وطبيعة خاصة
فالمؤمن ملكاته منسجمة مع نفسه لأنه أعتقد بقلبه فى الإيمان ونطق لسانه بما يعتقد فلا تناقض بين ملكاته أبدا فهو يعيش فى سلام مع نفسه
وأما الكافر فقد يقال إنه يعيش فى سلام مع نفسه أيضا لأنه رفض الإيمان فأنكره بقلبه ولم ينطق به لسانه
وهو بذلك فى سلام مع نفسه ولكنه فقد السلام مع الكون من حوله
أما المنافق فإنه فقد السلام مع ملكاته ومع مجتمعه ومع نفسه فهو يقول بلسانه ما لا يعتقده فى قلبه و يظهر خلاف ما يبطن
ويخشى أن يكشفه الناس فهو يعيش فى خوف عميق
وسيظل هكذا حتى يةاجه مصيره فى الآخرة لأنه أخطر أنواع البشر على الدين
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا و نور صدورنا
اللهم إرحمنا بالقران واجعله لي إماماً ونورا وهدى ورحمه
اللهم ذكرني منه مانسيت وعلمني منه ماجهلت وارزقني تلاوته إناء الليل وأطراف النهار واجعله لنا حجه يارب العالمين
آمين
وصل اللهم وسلم على امام انبياءك سيد رسلك سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ولنا لقاء قادم بمشيئة الله مع
الروابط المفضلة