رَسَائِل تَثبيت الإيمَان
(7)
نحَو الإيمَان
تأليف الشيخ عَبْد المَجيد الزّندَاني
أعظَمُ صلة
إن الإنسان العاقل يحس وشعر بضعفه أمام قوة خالقه الذي يتصرف به كيفما يشاء، فربه الخالق المالك وهو المخلوق المملوك، وربه القوي العزيز الوهاب وهو الضعيف الخائف المحتاج، وربه الغني وهو الفقير، وربه الحاكم المسيطر القهار، وهو المستسلم الخاضع لحكم ربه، والإنسان حائر متردد جاهل وخالقه العليم الهادي المرشد الذي علم الإنسان ما لم يعلم. فما أحوج المخلوق المملوك الضعيف الخائف إلى خالقه المالك القوي المؤمن العزيز الوهاب.
وما أحوج الإنسان الفقير الخاضع المستسلم إلى ربه الغني الحاكم المسيطر القهار.
وما أحوج العبد المتردد الحائر الجاهل إلى إرشاد سيده، المرشد الهادي العليم.
إن الإنسان في أمَسّ الحاجة لتحقيق صلة دائمة بربه فإن حققها أمن المخاوف وعاش في ظل رعاية ربه، واثقاً مطمئناً سعيداً، كما يشاهد في أحوال المؤمنين الصادقين وكما عرف من تاريخ المسلمين الصادقين. لكن هذه السعادة وهذه الرعاية والألطاف الإلهية، والنصر والتثبيت لا تتحقق إلا بعد تحقق أهم صلة بين المخلوق وخالقه تلك هي صلة إيمان المخلوق بخالقه.
لذلك كان لا بد من الإيمان بالله وكان لا بد من الإيمان برسوله لأنه المرشد إلى تفاصيل تلك الصلة.
وهكذا نعرف أن أول واجب على الإنسان أن يعرف ربه ورسول ربه إليه.
الروابط المفضلة