نصيحةفي بيان حكم من والى الكفارأوأعانهم في حربهم ضدالمسلمين والكلام على الراية
أرسلت في 5-1-1424 ?U
الموضوع: أخبار الموقع
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب قيما بلا اعوجاج ? وجعله عصمة لمن تمسك به واعتمد عليه في الاحتجاج ? وأوجب فيه مقاطعة أهل الشرك بإيضاح الشرعة والمنهاج ? والصلاة والسلام على محمد الذي مزق الله ظلام الشرك بما معه من السراج ? وعلى آله وأصحابه الذين جاهدوا الكفار وباينوهم من غير امتزاج ..
أما بعد :?
فإن واجب النصيحة متعين للمسلمين ? كما في حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال : ( بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم ) متفق عليه ? ورواه البخاري في باب قول النبي صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم , وقوله تعالى (إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ) اهـ .
فإن من أعظم البلايا وأكبر الرزايا أن يصاب الرجل في عقيدته , ويسب نبيه , ويهان دينه , ويُقاتل أهلُ ملته , وتداس كرامتهم على يد نصرانيٍّ أغلف يزعم أن لله صاحبة وولداً , أو أنه ثالث ثلاثة تعالى الله الفرد الصمد ? ثم بعد ذلك ينساق وراءه ? وينظم في لواءه ? ليقتل فداءً له ? وحماية لمصالحه الدنيوية ? فيبيع دينه بدنيا غيره ? ثم يدّعي أنه مسلم بعد هذا كله ? وأنه محبٌ لله ورسوله وللمؤمنين ...
ولكن الأمر كما قال ابن القيم رحمه الله :?
أتُحب أعداءَ الحبيبِ وتدعي *** حبـاً له مـا ذاك في إمكـان
أو كما قيل :?
تُحبُّ عدوي ثم تزعم أنني *** صديقك إنِّ الوِّدَّ عنك لعازبُ
فهذه رسالة موجهة إلى جميع العاملين من مدنيين وعسكريين ممن أرادوا المشاركة تحت لواء النصارى الأمريكان والإنجليز ? بريطانيا ? ونحوهم في حملتهم الصليبية ضد إخواننا المسلمين المستضعفين في العراق :
فليعلم كل مسلم أن الدخول تحت راية النصارى الكفار والقتال معهم وإعانتهم بأي نوع من أنواع الإعانة : كالقتال معهم ? أو أن يكون قوة إسنادٍ لهم ? أو يقوم بتأمين خطوط الإمداد ? أو تأمين خطوط التموين وجلب الطعام والشراب لهم ? أو يقوم بنقلهم من موضعٍ إلى غيره ? أو سهل ذلك لهم ? أو قام على حراستهم ? أو قام بتحديدأورسم الإحداثيات ? أو بإرسال الإشارات وتنسيق الاتصالات ? أو غير ذلك ? مما يساعد في إدارة العمليات القتالية ? أو أشار عليهم برأي ? وغير ذلك من أوجه المساعدة والإعانة فقد كفر بالله العظيم ? وارتكب ناقضاً من نواقض الإسلام بالإجماع , قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في (فتاواه) (1/274) :
"وقد أجمع علماء الإسلام على أن من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم ? كما قال الله سبحانه ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) .
وقد ألفّ العلماء في هذه المسألة التآليف وأفردوا لها التصانيف :
فمنهم الشيخ العلامة سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب رحمه لله حيث ألف كتاب : [ أوثق عرى الإيمان ]? ?[ حكم موالاة أهل الإشراك ] .
وأيضا العلامة حمد بن عتيق رحمه الله حيث ألف كتاب [ سبيل النجاة والفكاك من موالاة المرتدين وأهل الإشراك ] ? وذلك عندما قام كثير من القبائل بمساعدة المشركين والنصارى في القتال ضد المسلمين وإعانتهم على ذلك ? فحكموا بكفرهم وردتهم ? ولنكتف ببعض ما نقلاه :
أولا : قال العلامة سليمان بن عبد الله آل الشيخ رحمه الله في مقدمة رسالته : [ حكم موالاة أهل الإشراك ] :
( اعلم رحمك الله أن الإنسان إذا أظهر للمشركين الموافقة على دينهم خوفا منهم , ومداراة لهم , ومداهنة لدفع شرهم ? فإنه كافر مثلهم , وإن كان يكره دينهم ويبغضهم ويحب الإسلام والمسلمين , هذا إذا لم يقع منه إلا ذلك , فكيف إذا كان في دار منعة واستدعى بهم ودخل في طاعتهم وأظهر الموافقة على دينهم الباطل وأعانهم عليه بالنصرة والمال ووالاهم وقطع الموالاة بينه وبين المسلمين وصار من جنود ? لقباب والشرك وأهلها بعد ما كان من جنود الإخلاص والتوحيد وأهله ? فإن هذا لا يشك مسلم أنه كافر من أشد الناس عداوة لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم , ولا يستثنى من ذلك إلا المكره وهو : الذي يستولي عليه المشركون فيقولون له اكفر أو افعل كذا وإلا فعلنا بك وقتلناك , أو يأخذونه فيعذبونه حتى يوافقهم فيجوز له الموافقة باللسان مع طمأنينة القلب بالإيمان , وقد أجمع العلماء على أن من تكلم بالكفر هازلا أنه يكفر , فكيف بمن أظهر الكفر خوفا وطمعا في الدنيا وأنا أذكر بعض الأدلة بعون الله على ذلك وتأييده :
الدليل الأول : قوله تعالى (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) فأخبر تعالى أن اليهود والنصارى وكذلك المشركون لا يرضون عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى يتبع ملتهم , ويشهد أنهم على حق ثم قال تعالى (قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ), وفي الآية الأخرى (إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ), فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لو يوافقهم على دينهم ظاهرا من غير عقيدة القلب لكن خوفا من شرهم ومداهنة كان من الظالمين , فكيف بمن أظهر لعباد القبور والقباب أنهم على حق وهدى مستقيم فإنهم لا يرضون إلا بذلك ?.هـ. ونقول كيف بمن أظهر لأمريكا وحلفائها أنهم على حق في حملتهم هذه على المسلمين .
الدليل الثاني : قوله تبارك وتعالى (لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً) فنهى سبحانه المؤمنين عن اتخاذ الكافرين أولياء وأصدقاء وأصحابا من دون المؤمنين , وإن كانوا خائفين منهم , وأخبر أن من فعل ذلك فليس من الله في شيء , أي : لا يكون من أولياء الله الموعودين بالنجاة في الآخرة , إلا أن تتقوا منهم تقاة وهو أن يكون الإنسان مقهورا معهم لا يقدر عن عداوتهم فيظهر لهم المعاشرة والقلب مطمئن بالبغضاء والعداوة فكيف بمن اتخذهم أولياء من دون المؤمنين من غير عذر, استحبابَ الحياة الدنيا على الآخرة والخوف من المشركين وعدم الخوف من الله , فما جعل الله الخوف منهم عذرا بل قال تعالى (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) . فكيف بمن اتخذ أمريكا وحلفائها أولياء من دون المؤمنين من غير عذر , استحباباً للحياة الدنيا وادعاء الخوف منهم وادعاء المصالح المشتركة أو الشرعية الدولية زعموا .
الدليل الثالث : قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ , ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ , فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ , ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ) فذكر تعالى عن المرتدين على أدبارهم أنهم من بعد ما تبين لهم الهدى ارتدوا على علم ولم ينفعهم علمهم بالحق مع الردة وغرّهم الشيطان بتسويله وتزيين ما ارتكبوه من الردة , وهكذا حال هؤلاء المرتدين في هذه الفتنة غرهم الشيطان وأوهمهم أن الخوف عذر لهم في الردة وأنهم بمعرفة الحق والشهادة به , لا يضرهم ما فعلوه , ونسوا أن كثيرا من المشركين يعرفون الحق ويحبونه ويشهدون به , ولكن يتركون متابعته والعمل به ? محبة للدنيا وخوفا على الأنفس والأموال والمآكل والرئاسات .
الروابط المفضلة